ما الفرق بين القائد والمدير؟

يخلط كثير من الناس بين معنى كلمة مدير وكلمة قائد، وقد يظنون بأنهما مترادفتان، والحقيقة أن هناك اختلافات بينهما، فهناك سمات معينة تميّز القائد عن المدير، وأبسط الفروقات أنّ المدير هو شخص يتم تعيينه لتطبيق سياسات معينة، أما القائد فليس من الضرورة أن يُعيّن، ولكنه عادة ما يكون محطّ إعجاب وتقدير واحترام، وقد عرّف إيزنهاور القيادة على أنّها (الفن الذي يمكّنك من جعل شخص يفعل ما تريد لأنه يُريد)، وهذا المقال يجيب عن سؤال أساسيّ هو ما الفرق بين المدير والقائد؟ عبر توضيح الاختلافات بينهما، وتوضيح كيف يمكن للمدير أن يصبح قائدًا.^[١]

هل المدير هو نفسه القائد أم العكس؟

على الرغم من أنّ القيادة والإدارة قد تبدوان متشابهتين في بعض الجوانب، إلا أنهما تشتملان على أنواع مختلفة من المهارات والسلوكيات، فالمديرون الجيدون يجتهدون ليكونوا قادة، والقادة الجيدون يرغبون في الوصول إلى مناصب إدارية لتزيد فاعليتهم وأثرهم في المحيط الذي يتواجدون فيه، ويجدر بالذكر هنا أنّ القادة عموماً يمتلكون رؤية أوسع لما يمكن إنجازه ونقله للآخرين، وهم قادرون على إلهام الناس، والتفاوض للحصول على الدعم، وغالبًا ما يتمتّع القادة بشخصيات إيجابيّة جذّابة.^[٢]

أمّا الإدارة فهي دور يقوم به الرئيس التنفيذيّ أو المدير داخل التسلسل الهرميّ للمؤسسة أو المنشأة، وهو حلقة الوصل بين الفريق التنفيذي والموظفين العاملين تحت إدارتهم، ويعملون معًا لتنفيذ المشاريع وتحقيق الأهداف التي تخدم المؤسسة.^[٣]

ما هي أوجه الاختلاف بين المدير والقائد؟

إليكَ أبرز أوجه الاختلاف بين المدير والقائد:^[٤]

• القائد مؤثر أما المدير يمتلك القوة: عادة يركّز المدير على استخدام قوته من جانب تطبيق القوانين والسيطرة، ولكن القادة قد لا يمتلكون القوة والصلاحية بحكم منصبهم، لكنهم يمتلكون التأثير ووالحماس، ويحفّزون مَن حولهم.
• القائد يمتلك نظرة بعيدة المدى على العكس من المدير: ولتقريب الصورة، تخيل أن طفلًا طُلِب منه تنظيف غرفته مقابل الحصول على دولار أسبوعي، فإذا فعل ذلك كي يجنب نفسه اللوم، فإنه يفكر بعقلية مدير، لكن إذا فكر بتوفير الدولارات ليشتري شيئًا ذا قيمة له مثل دراجة جديدة مثلًا، فإنه سيطلب المزيد من الأعمال المنزلية ليصل إلى هدفه، وهذا تفكير القائد، فالقائد نظرته بعيدة وحوافزه متجددة، أما المدير، فيركز على اللحظة والمهام الحالية فقط.
• القائد يُخاطر، أما المدير فيفضل منطقة الأمان: قد يأخذ القائد قرارًا فيه مخاطرة، دون أن يخشى الفشل، لأن الفشل بالنسبة له فرصة للتحسين، وقد يشق بذلك طريقه إلى النجاح، أما المدير فهو يعمل وفق خطط وخرائط جاهزة ونتائج محسوبة؛ تجنبًا للوقوع في الأخطاء.
• القائد يوجه، والمدير يعطي تعليمات وأوامر: يميل المدير عادةً إلى إملاء القواعد وإقناع الموظفين بها، أما القادة فيوجهون ويشاركون الأفكار والرؤى.
• القائد يركز على العلاقات، والمدير يركز على النتائج والأرقام: من المهم بالنسبة للقائد التواصل مع الزملاء، والاستماع إليهم، وشرب فنجان قهوة معهم؛ لأن هذا بالنسبة له سيحسن نتائج العمل على المدى البعيد، أما المدراء فغالبًا ما يركزون على الأرقام والنتائج والحسابات فقط.
• القادة قُدوات، أما المدراء مجرد رؤساء: ينظر المرؤوسون للمدراء على أنهم أشخاص يطبقون سياسات الشركة، ولكنهم ينظرون للقادة على أنهم قدوات يستحقون أن يتّبعوا ويكونوا محط احترام وتقدير.

كيف يصبح المدير قائدًا؟

على المدير مسؤولية فرض القوانين والبروتوكولات، وضبط سير العمل في المؤسسة بحيث يتأكد من أنّ موظّفيه يأتون على الوقت، ويقومون بعملهم على أكمل وجه، ولا يسببون أية مشاكل، ثم يأتون في اليوم التالي ليقوموا بنفس العمل دون الالتفات للإبداع أو التطوير أو المشاركة أو التمكين.^[٥]

إذًا ماذا بوسع المدراء أن يفعلوا كي يصبحوا قادة فاعلين، وهل هذا الأمر ممكن؟ الإجابة هي نعم إذا قرّروا التّغيير، وبدأوا باتّخاذ الإجراءات التّالية:^[٦]

• توفير الاستقلالية للموظفين: ومنحهم حرية التفكير، وتقديم أفكار أفضل يمكن توظيفها لزيادة الإنتاجيّة.
• تحفيز الموظفين: عبر تشجيعهم للمساهمة في النمو التنظيميّ بشكلٍ أكبر.
• التواصل الجيد: أن ما يجعل القادة يضمنون وصول الرسالة الصحيحة للشخص المناسب وبالطريقة الصحيحة هو قدرتهم على التواصل الجيد، بحيث يتحدثون ويستمعون إلى الآخرين، ويسعون دائماً لتطوير مهارات التّواصل لديهم.
• تقديم الملاحظات للموظفين، وإلهامهم: إن تقديم الملاحظات البنّاءة في الوقت المناسب، يشجّع الموظفين ويحفّزهم على الأداء بشكل أفضل، كما يلهمهم ليكونوا قادةً فعّالين.
• الصدق والنزاهة: من أبرز صفات القادة الصدق والنزاهة التي تجعلهم محط احترام وتقدير.