كل شخص قد يمر بفترة في حياته يشعر فيها بالملل، وقد يكون هذا الشعور مؤقتًا لعدم وجود ما يشغله لساعة أو ساعتين مثلًا قبل العودة إلى عمله، وقد يطول لعدم وجود ما يشغله خلال يومه أو أيامه، ولا شك في أن الشعور بالملل سلبي، وقد يرهق النفس في أحيان كثيرة، ويأتي هذا الشعور من عدم قدرة الشخص على التركيز على ما يريد أن يملأ وقته به، أو من قلة الخبرة في إدارة الوقت والمهام والأعمال، أو من الركون إلى منطقة الراحة وإقناع النفس بأن لا شيء يستحق العناء، وأسباب أخرى أيضًا سيتم توضيحها في هذا المقال مع بعض النصائح والطرق العملية التي ستساعدك للتغلب على الشعور بالملل.[١]


كيف نتغلب على الملل؟

وفيما يلي بعض الخطوات التي ستساعدك للتغلب على الملل:

  • تواصل مع نفسك: يمكنكَ استثمار الأوقات التي تشعر فيها بالملل بالتفكير في الطرق التي يمكنك فيها تجاوز الملل من داخل نفسك، وليس بالاعتماد على الظروف والمحيط الخارجي، فيمكنك مثلًا البدء بكتابة قصة، أو رسم لوحة، أو التخطيط لمستقبلك، أو الاستماع إلى فيديو يجيبك عن سؤال ملّح يتكرر كثيرًا في عقلك.[١]
  • ركز على الآن: عندما تشعر بالملل حاول أن تركز على اللحظة الحالية التي تعيشها وابذل قصارى جهدك لاستثمار وقتك لتغيير ما تشعر به، ركز على التغيير الذي يمكنك فعله، بصرف النظر عن بيئتك الضاغطة أو المثقلة بالمسؤوليات والهموم، مثلًا قد تشعر بالملل بسبب عدم توفر فرص عمل، ولا يوجد أي شيء لتفعله خلال يومك لا تكرر هذه الفكرة على نفسك كأنها الحال الأبدي لك، يمكنك التفكير بشكل آخر، ماذا يمكنني أن أفعل الآن؟ هل هناك أمر كنت قد أجلته منذ وقت طويل لانشغالي، ويمكنني الآن فعله؟ قد تجد مثلًا أنك تحتاج إلى إنقاص وزنك، أبدا وتعامل مع إنقاص الوزن على أنه هدفك وعملك.[١]
  • جرب أشياء جديدة: يمكنك القيام بتجربة أشياء جديدة لم يسبق لك التعرف عليها أو تجربتها، مثل تجربة عمل جديد كأن تجرب العمل الميداني مثلًا، أو التسويق، أو الكتابة، أو تجرب قراءة نوع أدبي جديد غير معتاد عليه، فإذا كنت معتادًا على الروايات الرومانسية يمكنك تجربة روايات الكلاسيكية مثلاً، والفكرة نفسها مع الأفلام، كما يمكنك تعلم مهارات جديدة مثل تعلم البرمجة أو التصميم أو تعلم لغة جديدة، أو ممارسة رياضة جديدة عليك كالسباحة، أو كرة الطائرة، وهكذا.[٢]
  • تواصل مع الآخرين: يمكنك استثمار وقت الملل في التواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعية المتاحة، أو الاتفاق على موعد للخروج معًا، لأن التواصل مع الأشخاص المقربين يساعد في الخروج من حالة الملل ويحسن النفسية.[٢]
  • استمتع دون الشعور بالذنب: إن الاستمرار في العمل الجاد قد يكون هو سبب الملل، وعليه فيمكنك الاستمتاع بمشاهدة التلفاز أو عمل أي شيء تحبه أو الاسترخاء، وإذا أردت أن ترتاح فقط دون فعل أي شيء، فقد يكون هذا هو الخيار المناسب بشرط أن يكون لوقت محدد، ولا يدوم لوقت طويل، ويعطلك عن مهامك وواجباتك.[٢]
  • اكتب قوائم بما تريد فعله: من الأفكار لتجاوز الملل كتابة قوائم بموضوعات مختلفة، مثل كتابة قوائم بالأماكن التي تود زيارتها، أو بالموضوعات التي تعرفها، أو بالموضوعات التي لا تعرفها وتريد تعلمها، أو بالأفلام التي تريد مشاهدتها، أو الأهداف التي تريد تحقيقها، حدد رقمًا لذلك 20 اقتراحاً أو 30 أو 50 كما تريد.[٣]
  • حضر هدايا للعائلة والأصدقاء: يمكنك تحضير هدايا بدلًا من الاستسلام للملل، فإذا كنت من محبي الكروشيه يمكنك صناعة هدايا كالميداليات باستخدامها، أو تجميع صور الأصدقاء أو العائلة في ألبوم خاص لتقديمه لشخص معين، مع كتابة عبارات لطيفة لتقديمه له في أقرب مناسبة، أو كتابة بطاقات معايدة.[٣]


التغلب على الملل بمعرفة الأسباب

قبل أن نطرح الطرق التي تساعدك على التخلص من الملل، من الضروري أولاً معرفة الأسباب الكامنة وراء شعورك بذلك، علماً أن الأسباب تتعدد وتختلف من شخص لآخر، وفي الآتي ذكر لبعض منها:[٤]

  • طبيعة العمل نفسه: قد تكون طبيعة العمل الذي تؤديه مملة في حد ذاتها، وذلك عندما تكون المهام سهلة للغاية، أو تتسم بالتكرار اليومي دون وجود أي تجديد في تفاصيلها، وتجدر الإشارة إلى أن المهام التي تتسم بالتنوع والتجديد في أي تفصيل من تفاصيلها تبعد شعور الملل عن مؤديها ومثال ذلك العمل في مجال تتجدد فيه الوجوه والتحديات والمهام من فترة إلى أخرى.
  • اضطرابات التركيز والانتباه: يعاني بعض الأشخاص من فرط الحركة، وتشتت الانتباه وقلة التركيز، وقد أثبتت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للشعور بالملل من غيرهم.
  • طبيعة الشخصية: بعض الأشخاص بطبيعتهم يحبون التجديد المستمر والتنوع والتغيير، وهؤلاء يشعرون بالملل أكثر بكثير من أولئك الذين لا يميلون إلى التغيير والتنوع ويفضلون الروتين.
  • قلة مهارات التكيف وإيجاد المسليات: بعض الأشخاص يعانون من عدم قدرتهم على الجلوس لوقت دون فعل أي شيء، ولا يرجع ذلك لعدم توفر المسليات من حولهم، أو المهام التي يمكن تأديتها، ولكن لافتقارهم إلى مهارات التكيف التي تدفعهم إلى استثمار مهاراتهم وقدراتهم والأشياء المحيطة بهم لتسلية أنفسهم، فقد تجد شخصًا يجلس في بيته يشعر بالملل، ولديه الكثير من المهام التي يجب تأديتها ولكنه يؤجلها، على سبيل المثال لديه إنترنت ومجموعة من الكتب التي تعينه على تعلم لغة جديدة، لكن لقلة خبرته في التكيف يتجاهل وجود كل هذه الأشياء من حوله، ويفتح بابًا للملل والكسل.
  • الشعور بالتقيد: إن الشعور بأنك مقيد، ولا تملك الإرادة الكاملة في التحرك واتخاذ القرارات تشعرك بالملل، ومثال ذلك، الشعور بالملل لدى المراهقين بصرف النظر عن صحة الأعمال التي يريدون فعلها والسلوكيات التي يسلكونها، إذ إنّ شعورهم بأن هناك قواعد وحدودًا مفروضة عليهم من قبل الأهل يشعرهم بالملل، حتى لو كانت لمصلحتهم في كثير من الأحيان، كما قد يشعر بذلك الموظف أيضًا في بيئة من بيئات العمل، بسبب كثرة المهام الثانوية التي تشغله عن المهام الرئيسية وفرض تأديتها من قبل المدير.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Brian Lee (26/11/2020), "I’m Feeling Bored: 10 Ways to Conquer Boredom (and Busyness", www.lifehack.org, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Erin C. Westgate (27/3/2020), "6 things you can do to cope with boredom at a time of social distancing", theconversation.com, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب wikiHow Staff (6/10/2020), "How to Overcome Boredom", www.wikihow.com, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  4. Shahram Heshmat (16/6/2017), "Eight Reasons Why We Get Bored", www.psychologytoday.com, Retrieved 3/2/2021. Edited.