كيف أكون قوي القلب؟
عندما نقول إن شخصًا ما قوي القلب، فإننا نصفه بالشجاعة، وقد يخطئ البعض في تعريف الشجاعة على أنها عكس الخوف، ولكن هذا التعريف خاطئ، لأن الشجاعة هي القدرة على المضي قدمًا واتخاذ القرارات اللازمة، بالرغم من الشعور بالخوف والقلق، أي إن مشاعر الخوف والقلق موجودة عند جميع الأشخص أقوياء القلب أو الشجعان، ولكنهم طوروا أساليب تساعدهم على فهم هذه المشاعر، ورفضهم لسيطرة هذه المشاعر عليهم وعلى أفعالهم.[١]
فإذا كنت تعاني من سيطرة مشاعر الخوف والقلق عليك بشكل قد يمنعك من متابعة حياتك، قد تساعدك الإجراءات الآتية في فهم وصد هذه المشاعر:[١][٢][٣]
فهم مشاعر الخوف والاعتراف بها
على الرغم من أن الخوف من المشاعر التي قد تُقعد المرء عن الحياة بشكل عام، إلّا أنها بنفس الوقت مشاعر صحية مصممة خصيصًا للمحافظة على حياتنا وسلامتنا من الأخطار التي تحيط بنا، فمثلًا من الصحي أن يشعر المرء بالخوف عند سماعه بقدوم عاصفة أو زلزال ما لمنطقته، حيث ستسمح له هذه المشاعر بفهم الأخطار التي سيتعرض لها إذا لم يتخذ الإجراءات الكافية، فسمح له الاعتراف بمشاعر الخوف هنا إلى فهم الموقف أو الحالة، ثم اتخاذ القرارات اللازمة.[١][٢]
وتُظهر الأبحاث أن الاعتراف بالخوف والتعبير عنه يساعد في فهمه، وفي كبح ردود الأفعال التي قد يقوم بها المرء لتجنب هذه المشاعر أو تخديرها أيضًا، إذ يؤدي تجنب هذه المشاعر إلى جعل تأثيرها أقوى وأكثر ترويعًا على النفس، لذلك يعتبر الاعتراف بمشاعر الخوف والتعبير عنها، أول خطوة في طريق الشجاعة، ويمكنك تدريب نفسك على هذه الخطوة بالتعرض واكتشاف الأشياء التي تخافها، مع التأكد من بقائك آمنًا حولها، حيث يمكن أن يساعد ذلك الدماغ على أن يصبح غير حساس تجاه الخوف، ويسهل عليك مواجهته.[١][٢]
معرفة نقاط القوة والثقة بالنفس
يساعدنا تحديد نقاط قوتنا، إيجابًا على ثقتنا بأنفسنا، الأمر الذي ينعكس بالضرورة على شعورنا بالشجاعة، فعندما نبدأ بتحديد المواقف التي نجحنا بها، والمشاكل والصعوبات التي تخطيناها بنجاح، نمتلئ بالثقة بأننا قادرون على تخطي التحديات والأزمات القادمة، باتخاذ القرارات اللازمة، بالرغم من شعورنا بالخوف مما نحن بمواجهته، بالإضافة إلى ذلك تساعدنا الثقة بالنفس على زيادة استعدادنا لاقتناص الفرص الجديدة التي قد تكون مخيفة بعض الشيء، كإنشاء عمل خاص، أو التقدم لمنحة الدكتوراه، وكما أسلفنا سابقًا، يكتسب المرء الثقة بالنفس من خلال معرفة نقاط قوته، وبذل الجهد والوقت لإتقان ما يفعله، ومن خلال الخبرة الحياتية التي تأتي مع الوقت أيضًا.[١][٣]
تخيل السيناريوهات المختلفة
عند مواجهة مخاوفنا، دائمًا ما نركز على أسوأ سيناريو يمكن حدوثه، دون التركيز على سيناريو آخر أهم وهو ما الذي سيحصل لو لم أتغلب على هذا الخوف، الأمر الذي يمنعنا من التغلب على مخاوفنا، لذلك عند التفكير بسيناريوهات مختلفة تتعلق بأسوأ ما قد يحدث وما الذي سيحدث لو لم أقم بهذا العمل (الذي تخاف منه)، سيبدأ عقلك بالمقارنة بين السيناريوهات المختلفة، وسيرى أنه في كثير من الأحيان يكون أسوأ شيء يمكن أن يحدث ذو تأثير ضئيل على حياتك بالمقارنة بما يمكن أن تكسبه إذا قمت بالتغلب على مخاوفك، وإذا درّبت عقلك باستمرار على المقارنة بين السيناريوهات المختلفة، ستبني مناعة لا تسمح للمخاوف بالسيطرة عليك بمرور الوقت.[١][٢]
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تخيل سيناريوهات مختلف تتخيل فيها نفسك تفعل شيئًا تخاف منه، وتتخيل كيف ستتعامل مع كل سيناريو محتمل، مثل كيف سترد أو ما القرار الذي ستتخذه، حيث تساعد هذه التدريبات على الشجاعة دون الحاجة إلى بذل مجهود.[١][٢]
الخروج من منطقة الراحة
تترد كثيرًا على مسامعنا ما يسمى بمنطقة الراحة أو دائرة الراحة، وهي مصطلح للتعبير عن الأفكار والأفعال التي نفعلها باستمرار وببديهيه دون مواجهة أي صعاب أو تحديات، وبالرغم من أن منطقة الراحة من اسمها مريحة، وتعطينا الكثير من الأمان، إلّا أنها في نفس الوقت تمنعنا من أخذ المخاطرة في الحياة وعمل شيء ما لم نعتده أو لم نتأكد من أن نتائجه مضمونة، ويحتاج الخروج من منطقة الراحة تدريب عقولنا بالتدريج على مثل تلك الأفعال التي تجعلنا في مواجهة تحدٍ جديد أو شعورنا بعدم الراحة أو الأمان.[١][٢]
يمكن للمرء تدريب نفسه على الخروج من منطقة الراحة من خلال تغلبه على مخاوفه الصغيرة مثل مقابلة أشخاص جدد أو تناول الطعام بمفرده في مطعم، إذ لا تتطلب هذه الأفعال أخذ مخاطرة كبيرة، بل إن نتائجها لا تؤثر كثيرًا على حياة الشخص، ومن خلال تكرار مثل هذه المواقف، سيعتاد المرء على اتخاذ خطوات أجرأ وأكثر تحديًا في كل مرة إلى أن يصل لمرحلة يمكنه فيها مواجهة مخاوفه الكبيرة.[١][٢]
ونؤكد مجددًا على فكرة عدم أخذ خطوات كبيرة اتجاه مخاوفنا الكبيرة، أو التي تسيطر علينا بقوة، مثلًا إذا كان لديك رهاب من العنكبوت، ورأيت واحدًا في مكان ما في منزلك، لا تقم بالتقاطه، أو إمساكه بيديك لأول مرة؛ لأن هذا سيسبب لك الذعر، بل حاول أن تضع فوقه كوبًا لاحجتازه ومنعه من الحركة، واستدعي شخصًا آخر ليس لديه مثل هذا الرهاب لإخراجه أو قتله، لأن بعض مخاوفنا لا يمكن التعامل معها بمنطقية ودون تدريب تدريجي على ردعها.[١][٢]
تقبل الفشل
يجعلنا الفشل نشعر بأننا عالقون في مكان وزمان ما، لا نستطيع الخروج منه، لذلك نخافه، ونطور معايير مثالية سعيًا منا لعدم الشعور بالحرج أو الخجل المصاحب له، ولكن الفشل شيء طبيعي لأي شخص يحاول الخروج من منطقة راحته، فالفشل هنا دليل على الشجاعة، لأنك فعلت شيئًا جديدًا لم تقم به من قبل كثيرًا، وفي هذه الحالة يمكن إعادة تعريف الفشل بكونه فرصة للنمو، نتعلم منها شيئًا جديدًا عن التجربة التي خضناها، وعن الأفعال والأفكار التي يمكن أن تساعد في النجاح في المرة القادمة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Sherri Gordon (15/7/2021), "7 Ways to Feel More Courageous", verywellmind, Retrieved 8/11/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Adrian Klaphaak, CPCC (28/8/2022), "How to Have Courage", wikihow, Retrieved 8/11/2022. Edited.
- ^ أ ب Shahram Heshmat Ph.D. (29/7/2022), "10 Sources of a Courageous Mindset", psychologytoday, Retrieved 8/11/2022. Edited.