كيف أكتشف شغفي في الحياة؟

هل تملك شيئًا تحبه وتريد السعي لتحقيقه في حياتك؟ ربما سمعت طُلب منك "اتّباع شغفك"، لكن هذا قد يكون صعبًا بالتأكيد إذا لم تكن متأكدًا مما أنت متحمس له حقًا. ما هو الشغف؟ أصل كلمة شغف هو اللاتينية، وهي كلمة تعني "يعاني" أو "يتحمل"، وعلى مر القرون تطوّر معنى الشغف بشكل كبير، لكن أحد الجوانب الدائمة له هو فكرة أنه ينطوي على درجة معينة من الصبر، وباختصار هو الشعور بالحماس الشديد أو رغبة لا تُقاوم تجاه شيء ما.^[١] لقد عانينا جميعًا من محاولة اكتشاف شغفنا في رحلة ما من حياتنا، ولكن لا تقلق، إذا كنت تواجه صعوبة في معرفة شغفك الآن، فمن الممكن تمامًا العثور عليه، فبدلاً من التمني وانتظار شيء مجهول يرشدك، اتبع الدليل في هذا المقال لمعرفة ما تحبه حقًا.^[٢]

كيف أكتشف شغفي في الحياة؟

فيما يأتي استراتيجيات وخطوات تساعدك على اكتشاف شغفك في الحياة:^{[٣][٤][٥][٦]}

• استخدم العصف الذهني: لا شيء يتبادر إلى الذهن على الفور؟ حسنًا، أخرج ورقة وابدأ في تدوين الأفكار، أي شيء يتبادر إلى ذهنك اكتبه، حاول النظر حول منزلك، أو على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أو على رف الكتب للحصول على الإلهام وقم بكتابة الأفكار فقط. لا توجد أفكار سيئة في هذه المرحلة، أكتب كل شيء وقيمة لاحقًا. إذا كنت تبحث عن شغفك الوظيفي، فكر في واجباتك اليومية التي تجلب لك أكبر قدر من السعادة، مثل: أداء عرض تقديمي أو تدريب موظف جديد، أو فكر في الوظائف التي أحببتها وكرهتها، حتى تتعرف على الوظائف التي يجب عليك اتباعها والطرق التي يجب تجنبها.
• اسأل نفسك: "هل هناك شيء تحب فعله بالفعل؟ هل لديك هواية أو شيء كنت تحب القيام به عندما كنت طفلاً، لكنك لم تعتبره أمرًا ممكنًا؟" سواء كانت قراءة الكتب المصورة أو جمع شيء ما أو صنع شيء ما أو الإنشاء أو البناء وغيرها، فمن المحتمل أن تكون هناك طريقة يمكنك من خلالها فعل ذلك. إذا كان هناك بالفعل شيء ما تحب القيام به، فقد أمسكت بطرف الخيط، الآن تحتاج فقط إلى البحث عن طريقة لتحويلها إلى وسيلة للاستمتاع أو حتّى جني الربح مثلاً.
•  ضع مواهبك في الاعتبار: إذا كنت جيدًا بشكلٍ فطريٍّ في شيء ما، أو عملت على تطوير مجموعة من المهارات، فقد يكون هذا دليلًا على أنك متحمس لها بالفعل. قم بالتفكّير في الأشياء التي تتمتع بموهبة فيها، مثل: التصوير الفوتوغرافي أو التحدث أمام الجمهور أو العزف على آلة موسيقية، حتى لو كنت لا تعتقد أن لديك موهبة، انتبه عندما يمدحك الآخرون بشأن شيء ما حتى عندما لا تعتقد أنه جيد، ربما لم تلاحظ أنك موهوب فيه.
• اقرأ 30 دقيقة يوميًا: هناك فوائد عديدة للقراءة يوميًا، والتي تتضمن مساعدتك في العثور على شغفك، وذلك من خلال إثراء خيالك، وجعلك أكثر ذكاءً ومنحك القدرة على إعادة ترتيب نفسك.
• فكّر في الأوقات التي مررت فيها بأعظم متعة في حياتك: هناك طريقة أخرى يمكنك استخدامها لمساعدتك في تحديد هدفك وهي إجراء مراجعة ممتعة. ما عليك سوى تخصيص حوالي 30 دقيقة، وإعداد قائمة بجميع الأوقات التي شعرت فيها بأكبر قدر من السعادة في حياتك، مثلاً: عندما كنت تقوم بورش عمل وتدريبات، عندما كنت تلقي النكات، أو تروي القصص.
• اكتب القيم التي تهمك: القيم هي معتقداتك الأساسية التي تجعلك تشعر بالرضا في الحياة، وتصبح جزءًا من شخصيتك. عندما ترغب في اكتشاف شغفك، فإن العثور على شيء يتوافق مع قيمك سيجعلك تشعر بالسعادة والرضا، فقم بعصف ذهني لجميع الأشياء المهمة في حياتك، حتى تتمكن من العثور على الأنشطة والهوايات أو الوظائف التي تتوافق معها، إليك بعض الأمثلة على الأشياء التي قد تقدّرها: الحقيقة، الحرية، والنزاهة، والنزاهة.

لم يعد الشغف مهماً؟

فيما يأتي أسباب توضح أهمية الشغف في حياتنا:^[٧][٨][٩]

• يرتبط الشغف برغبة الشخص وقدرته على فعل ما هو أكثر من مجرّد أداء مهمّة أو واجب، بل يدفعه لبذل جهود أكبر لتحقيق نتائج رائعة، فهو يولّد الحماس اللازم لتخطي أكبر العقبات والتغلب على أكثر التحديات صعوبة، إنه يلهم الولاء، والعمل الجماعي، والعمل الجادّ، وفي النهاية النجاح.
• يعزز الشغف الدافع للعمل الجادّ، والتصميم، والإبداع الذي يجعل الإنجازات العظيمة ممكنة، فالروائيون الناجحون، ومخرجو الأفلام، والعلماء، والمديرون التنفيذيون، والرياضيون العالميون، وغيرهم من الأشخاص الذين ارتقوا إلى قمة مجالاتهم، يمتلكون جميعًا دافعًا عميقًا يمنحهم القدرة على العمل بجد غير عادي في شيء ما، وهذا الدافع يسمى بالشغف!
• الشغف هو إحدى مسبّبات السعادة؛ حيث إنّك حين تقوم بعمل شيء تحبّه، وتشعر بشغف تجاهه، ستشعر بالسعادة والرضا، وبالتالي ستقوم به على أكمل وجه، على عكس ذلك العمل الذي تقوم به مُرغَماً، فتتذمّر تارةً وتشكو تارةً أخرى، فعند وجود الشغف لن تحبّ عملك فحسب، بل ربّما ستبادر بالقيام بعملٍ إضافيّ فقط لأنّك تحبّ ما تفعل، وهنا تتّضح أهمية وجود الشغف.
• يزيد الشغف ثقتك بنفسك، إذ إنّك ستدرك روعة ما تقوم به، وستشعر بالتميّز والرضا، بل سيجعلك الشغف أكثر تفاؤلاً، حتّى وإن أخفت، سيكون الشغف بمثابة ذخيرة تزوّدك بالتفاؤل للاستمرار والمحاولة مرّة أخرى، لأنّك ببساطة شَغُوفٌ بما تفعله.