لا يُمكنك تحقيق التفوق بالدراسة بشكلٍ عشوائي، إذ لا بدَّ من وضع استراتيجية للتَعلُم لضمانِ تحقيق أفضل النتائج الأكاديميّة، فالطالب المتميّز هو الذي يدرك أهميةَ إدارة الوقت بكل جوانب الحياة المختلفة، وبما فيها التخطيط الجيد للدراسة بشكلٍ منظمٍ ضمن مجموعة من الأُسس، لذلك سنسلط الضوءَ في هذا المقال على أهمية إعداد خطةٍ للدراسة، والخطوات التي يجب عليك اتباعها لعمل خطة ناجحة وفعّالة.
أهمية إعداد خطة دراسيّة
الخطة الدراسيّة هي بمثابة خريطة تُنظم للطالب عمليّة التَعلُم، فهي ملخصٌ للمهامِ، والواجبات، والأهداف، والنشاطات الحياتيّة المختلفة، وتوجد العديد من المزايا التي تعود بالفائدة على الطالب في حال قام بإعداد خطة دراسية، لعلّ أبرزها:[١]
- التحضير للحصص المدرسيّة بشكل جيد.
- تقسيم الوقت بشكل دقيق وفعّال، والسير وفقَ نظامٍ ثابتٍ.
- الموازنة بين الحياة الشخصية والحياة الأكاديميّة.
- إنهاء الواجبات بالوقت المحدد.
- وضع روتين للدراسة اليوميّة.
- عدم تأجيل الالتزامات للحظة الأخيرة.
- الشعور بالارتياح والتقليل من التوتر.
خطوات إعداد خطة دراسيّة
قد يبدو إعدادُ خطة دراسيّة أمرًا صعبًا، لكنَّ باتباعَ الخطوات التالية سيسهل عليك الأمرَ:[١][٢][٣]
- تحديد أسلوب التَعلُّم الأنسب لك: لدى كل شخصٍ طريقة مفضلة بالدراسة، فبعض الأشخاصِ لا يستطيعون التركيزَ إلا من خلال الكتابة أثناء الدراسة وتدوين الملاحظات، بينما يفضل البعض قراءةَ الدرسِ بصوتٍ منخفضٍ، ويفضلُ آخرون القراءةَ بصوتٍ مرتفعٍ، في حين هناك مَنْ يستمتع بالتطبيق العملي لبعضِ الدروسِ وإجراءِ التجاربِ، وعليه فتتنوّع أنماط التعلم لتتناسب مع قدرات المتعلمين الاستيعابية، ومن أبرزِ هذه الأنماط:
- البصري: في هذا النمط يكتسب المُتعلِم المعلومات بشكلٍ أفضلَ من خلال العناصر البصرية، كالصورِ، والفيديوهات، والرسوماتِ.
- السمعي: يرتكز هذا النمط على الأصوات والموسيقى والتسجيلات.
- الحركي: يشير إلى قدرة المتعلم على اكتساب المعلومات عن طريق لغة الجسد واستخدام الحواس.
- الاجتماعي: وهو النمط الذي يفضل فيه المتعلمُ أنْ يكونَ مع شخصٍ آخر أو ضمن مجموعة.
- الانعزالي: وهو عدم مقدرة المتعلم على الاستيعاب إلا إذا كان بمفرده وبمعزلٍ عن الناس.
- تقييم الجدول الدراسي الحالي: وذلك من خلال تحديد عدد الساعات التي تقضيها أسبوعيًا بالدراسة المنزليّة والتعلم المُباشر، وذلك خلال الدوام المدرسيّ أو الجامعيّ، وعدد الساعات التي تقضيها بالنشاطات الحياتيّة المختلفة ووسائل الترفيه، ثم تستبعد الأنشطة الأقل أهميّة، والتي غالبًا ما تكون من ضمن خانة وسائل الترفيه، وأيضًا تقيّم طريقة الدراسة المُتبعة حاليّاً، وهل تثبت فعاليتها أم تحتاج إلى تغيير.
- كتابة الأهداف المُراد إنجازها: حدد الأهداف التي تسعى لتحقيقها، بحيث تكون واقعية وقابلة للقياس، على سبيل المثال: "سوف أحصل على معدل مرتفع بالفصل الدراسي الأول"، ثم قُمْ بتحديد عدد الساعات التي ستخصصها للدراسة لتحقيق هذا الهدف، "سوف أحصل على معدل مرتفع بالفصل الدراسيّ الأول من خلال تخصيص ثماني ساعاتٍ أسبوعي لدراسة كل مادةٍ"، فكتابةُ الأهداف تشعرك بالمسؤولية التي عليك، وتصبح قادراً على رسم تصور واضح بذهنك عن الجهد الذي عليك بذله للوصول إلى مبتغاك، اكتب هذه الأهداف بأعلى الخطة لتبقى نصب عينيك.
- عمل قائمة بالموادِ الدراسيّة: كتابة قائمة بأسماءِ المواد الدراسيّة، ثم التحديد بدقة ما يتوجب عليك دراسته بكل مادة بشكلٍ مفصلٍ، كالتحضير المُسبق للدرس، دراسة الدرس مرة أخرى بعد أن يتم شرحه من قِبل المعلم، تخصيص وقت للمراجعة، تحديد أوقات لدراسة الامتحانات، حل الواجبات، وكتابة أبحاث.
- تحديد الأولويات: بعد كتابة أسماء المواد، وتحديد مواعيد الامتحانات، ابدأ بالتصنيف حسب الأولوية والأهمية، كالبدأ بحل الواجبات، والتركيز على المادة التي ستقدم امتحاناً فيها هذا الأسبوع، ثم اعمل تصنيفاً رقمياً من واحد إلى خمسة مثلاً، بحيث تعطي رقماً واحداً للمادة التي تحتاج لدراستها وقتًا أكبر من باقي المواد بسبب صعوبتها، ورقم خمسة للمادة التي تحتاج أقل عدداً من الساعات، وهكذا.
- تخصيص وقت للأنشطة غير الأكاديميّة: بحيث تخلق توازنًا بين حياتِك الشخصيةِ وحياتِك الأكاديميّة، فلن تتمكن من النجاح فعلاً إذا أهملت أحد هذين الجانبين، فمثلاً حدّد ساعاتٍ كافيةً للنوم، ولتناول الوجبات، والأوقات المخصصة للاستراحة، ولممارسة التمارين الرياضيّة، وغيرها من الأنشطة اليوميّة والأسبوعيّة، كما قم بتدوين المواعيد المهمة كمواعيد زيارة الطبيب، والمناسبات الاجتماعية المختلفة أيضاً، كأعياد الميلاد.
- تعبئة الخانات بالخطة: بعد أنْ قمتَ بكتابة قوائم بكل المهام والأنشطة، وحددت الفترة الزمنية اللازمة، قم بعمل جدول بأيام الأسبوع وفقاً لتقسيم زمنيّ، ثم ابدأ بتعبئة الخانات، بدءًا من الأعمال الروتينية اليوميّة، والمواعيد الثابتة، ثمّ حدد الساعات الأسبوعيّة المخصصة للدراسة ككل، ثم قُمْ بتوزيعها على المواد الدراسية والامتحانات مراعي الأولوية كما وضحنا سابقًا، وتظهر هنا أهمية عمل قوائم بالأهداف والمواد وغيرها، بأنَّك تضمن أنك دونَتَ كل الالتزامات، ولمْ تنسَ شيئاً، احرص على أن تكون محدّداً عند وضع المهام بالخانات، فلا تكتب مثلاً: "دراسة مادة اللغة العربية"، بل حدّد بدقةٍ كأن تكتب: "حفظ القصيدة بالدرس السادس في مادة اللغة العربية"، فبذلك تضع هدفًا واضحًا ومُباشرًا.
نصائح تؤخذ بعين الاعتبار عند إعداد خطة دراسيّة
بعد معرفة خطوات إعداد الخطة الدراسيّة، إليك بعض النصائحِ التي تجعلُ خُطَتَك أكثر فعاليّة:[٤][٢]
- تحديد روتين يوميّ للدراسة: يعدّ تخصيص الأوقات ذاتها للدراسة بشكل يومي من عادات الدراسة الإيجابية، على سبيل المثال: تحديد وقت الدراسة يوميًا من الساعة الثالثة حتى السابعة مساءً، ثم تقسيم هذا الوقت على المواد الدراسيّة بشكلٍ مُفصلٍ.
- تحديد وقت للاستراحة: بحيث تلتزم بهذا الوقت ولا تتجاوزه، كتحديد استراحة عشر دقائقَ بين المهامِ.
- وضع الخطة بمكان ملحوظ: بحيث تستطيع رؤيتها باستمرار، مما يعطيك حافزًا للالتزام بها وبذل أقصى الجهود لإنجاز كل ما فيها.
- وضع إشارة على كل عمل تمّ إنجازه: فبعد الانتهاء من كل مهمة أعطِ نفسك ربتة على الظهر.
- الاعتدال: لا تُحَمِلْ نفسك فوق طاقتها، الأمر الذي قد يعود بنتائجَ عكسيةٍ على تحصيلك الأكاديميّ، وصحتك النفسيّة والبدنيّة.
- إخبار الآخرين عن خطتك: خصوصًا عائلتَك وأصدقاءَك، حتى لا يشغلك أحدٌ عن أداء التزاماتك.
المراجع
- ^ أ ب "How to Make the Perfect Study Timetable", urbanest, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "HOW TO CREATE A STUDY SCHEDULE", WAYSTOSTUDY, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ↑ "HOW TO CREATE A STUDY SCHEDULE", tafeqld, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ↑ Emily Listmann (12/1/2021), "How to Create a Study Schedule", wilkiHow, Retrieved 6/2/2021. Edited.