نعيش في كوكب يعج بالتطور السريع والتغييرات المستمرة في الحياة، هذه التغيرات تؤثّر على حياة كل شخص وعلى حالته النفسية والفسيولوجية واستقراره العاطفي والاجتماعي ونشاطاته وممارساته اليوميّة، مما يتعب القوّة النفسيّة والجسميّة أحياناً، إلّا أنّ هذه الضغوطات تحمل في طيّاتها بعض الجوانب الإيجابيّة، حيث يمكن لها أن تقوم بكشف قدرات الفرد ومهاراته التي تدفعه إلى التحدّي والمواجهة من أجل الوصول إلى أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها.


ما هي الأسباب التي تشعرك بالضغوطات؟

قبل التعرف على كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة، ينبغي التعرّف بداية على الأسباب الكامنة وراء هذه الضغوطات، "لماذا نشعر بها"، ومن خلال البدء في تحديد هذه الأسباب والمصادر، ستكون قد اتخذت الخطوة الأولى التي ترشدك حول كيفية التعامل معها على نحوٍ صحيّ، فمعرفة السبب نصف حل المشكلة، ومن هذه الأسباب:[١]

  • ضغوطات العمل: وتتمثل ضغوطات العمل بالعمل لساعات طويلة، أو تحمل أعباء ثقيلة من المسؤولية في العمل، أو العمل في بيئة مليئة بالتوتر والمقارنة بين الموظفين، أو ضمن ظروف مليئة بالخطر وعدم الأمان.
  • أسباب متعلقة بالظروف الاجتماعية: من قبيل وفاة شخص عزيز، أو الانفصال والتفكك الأسري أو الانتقال إلى منزل أو بلد جديد
  • أسباب نفسية: مثل التصور السلبي المسبق للظروف والرؤية القلقة للمحيط، أو وضع توقعات غير منطقية.


كيف أتعامل مع ضغوطات الحياة؟

في الآتي بعض الخطوات التي تساعدك على التعامل مع ضغوطات الحياة وتجاوزها:


تقبّل الأمور

ينبغي في البداية تقبل الظروف التي تمر بها في حياتك وتوقن أن الضغوطات والمشاكل أمر لا مفر منه، وتبذل قصارى جهدك في اتخاذ خطوات عملية لتحسين حياتك، لا تضيع وقتك في لوم الآخرين أو التذمر، أو أن تُدخل نفسك في دائرة من السلبية والاستسلام، كأن تقول: "لماذا يحدث هذا معي"، فقط كن على يقين بأن كل شيء يحدث لسبب ما، يمكنك أن تحوله لصالحك من خلال السعي والتطوير الدائم لنفسك وعدم الاستسلام، الأمر الذي سينعكس حتماً على طبيعة حياتك وطريقة سيرها ويجعلك شخصاً ناجحاً.[٢]


وضع خطوات عملية

عند تعرضك لمصدر ضغط كبير بدلاً من الارتباك والقلق، من الأفضل أن تفكر بطريقة صحية من خلال التفكير بالخطوط العريضة لمواجهة هذه الضغوطات والتصدي لها، ومن ثم تقسيمها إلى خطوات عملية مقترحة، وتحديد أيّ الخطوات التي تناسبك، وما يجب القيام به أولاً ثم ثانيًا ثم ثالثًا، فهذا يجعل الموقف الصعب أمراً سهلاً يمكن مواجهته، الأمر الذي من شأنه أن يسهل عليك التعامل مع هذه الضغوطات النفسية.[٣]


امنح نفسك الوقت الكافي

ينبغي عليك تخصيص وقت لنفسك وتمارس خلاله الأنشطة التي تحبها والتي تجد المتعة في ممارستها، حتى لو كنت تعاني من قلة وقت الفراغ، لا بأس من أن تحدد 30-60 دقيقة في اليوم لنفسك، وتهتم بصحتك وتخرج للمشي في الطبيعة، أو تتعلم شيئاً جديداً لطالما رغبت في تعلمه، وتدخل في صف لتعلم العزف على آلة موسيقية مثلاً، أو تتعلم مهارة جديدة، كأن تتدرب للحصول على رخصة القيادة، كما بإمكانك ممارسة هواياتك المفضلة والاستمتاع بها، كل ذلك بالتأكيد سيعود بالنفع عليك، حيث سيشعرك بمزيد من الرضا والتقدير لذاتك، وستقل بالتالي مستويات التوتر والضغوطات التي تشعر بها.[٤][٣]


أعد التوازن إلى حياتك

وذلك من خلال التخلي عن الأمور التي تزيد من الضغوطات لديك، والعمل على علاج الموقف بأفضل الطرق، فمثلاً في حال كنت تعاني من تراكم المهام وعدم إيجاد الوقت الكافي لإنجازها، فاحرص على أن تتجنب ذلك من خلال التخطيط الدائم وتنظيم الأمور بشكل سليم، ووضع جدول زمني والالتزام به، ويمكنك مشاهدة فيديوهات أو قراءة مواضيع تتناول الحديث عن طرق التخطيط للمهام، هذا ويشار إلى أنّ وضع حدود بينك وبين الشخصيات السامة التي تنشر السلبية، يعدّ خطوة جيدة للبدء بحياة إيجابية وأكثر نشاطاً.[٥]


اتبع أسلوب حياة صحي

من العوامل التي تجعلك أكثر استعداداً لمواجهة ضغوطات الحياة الالتزام بنمط حياة صحيّ، ولبدء يومك بطريقة صحيحة، اتبع النصائح الآتية:[٦]

  • تناول وجباتك الثلاث الصحية، وحافظ على طاقتك وعقلك صافٍ بتناول وجبات متوازنة ومغذية على مدار اليوم، كأن تأكل حصة من الفواكه والخضار، أو تتناول المكسرات الصحية، وغيرها.
  • لا تكثر من شرب القهوة، فنجان واحد في الصباح يكفي، وقلل من تناول السكريات، إذ لا بأس من أن تدخل أطعمة سكرية إلى غذائك ولكن بكميات معقولة تناسب صحتك، فذلك سيزيد من شعورك بالراحة وستنام بشكل أفضل.
  • احصل على قسط كافٍ من النوم، إذ إن شعورك بالتعب وعدم نومك لساعات كافية سيزيد من شعورك بالتوتر والضغوطات، ولكن تكون قادراً على التفكير بعقلانية.


لا بأس من طلب المساعدة

من الطبيعي أن تشعر بين الحين والآخر أنّ متطلّبات الحياة تتجاوز قدرتك وطاقتك، وهنا لا بأس من أن تطلب المساعدة من الأشخاص المقرّبين إليك، من أفراد عائلتك أو من أصدقائك الذين تثق بهم وبأفكارهم، اقضِ وقتك معهم، فلست مضطراً للتعامل مع جميع تفاصيل الحياة وصعوباتها بمفردك، إذ يمكن أن يساعدك ذلك في زيادة الإيجابية لديك وشعورك بالراحة، ولكن في حال أحسست بأن الأمور تزداد سوءاً وخرجت عن سيطرتك، فلا بأس من أن تأخذ المشورة النفسية من أصحاب الاختصاص والخبرة.[٧][٣]


نصائح تفيدك في التعامل مع ضغوطات الحياة

في الآتي مجموعة من النصائح والطرق التي تزيد من قدرتك على التعامل مع الضغوطات على نحو صحي:

  • خطط لخطوتك القادمة: حين تضع خطوات مسبقة لكيفية التعامل مع ضغوطات الحياة والمواقف الصعبة المتوقع حدوثها تجعلك أكثر قدرة لمواجهة التحديات بطريقة صحيحة وتقلل من توترك.[٨] 
  • تنفس بعمق: من الأمور التي تقلل من ضغوطات الحياة هي أن تحاول أن تكون هادئاً وذلك من خلال الحصول على الاسترخاء باستخدام مختلف التقنيات، مثل القيام بتمارين التنفس العميق بأخذ نفس من الأنف وحبسه لبعض الوقت ثم إخراجه من الفم على مرات.[٩]
  • لا تقارن نفسك بالآخرين: أحد الأسباب التي تؤدي لحدوث ضغوطات الحياة هي مقارنة نفسك مع الآخرين، إذ إن ذلك يؤدي إلى تثبيط عزيمتك ويؤثر سلباً على إنتاجيتك، وعليه فينبغي عليك التوقف عن ذلك، ووضع خطط لتطوير نفسك نحو الأفضل.[١٠]


المراجع

  1. "Causes of Stress", webmd, 24/2/2021. Edited.
  2. "7 Ways Mentally Strong People Deal With Stress", psychologytoday, 24/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The Five Best Ways To Handle Pressure At Work", forbes, 24/2/2021. Edited.
  4. "Causes of Stress", webmd, 24/2/2021. Edited.
  5. "30 Strategies for How to Deal with Stress & Extreme Pressure", noomii, 24/2/2021. Edited.
  6. "Stress Management", helpguide, 24/2/2021. Edited.
  7. "Healthy ways to handle life’s stressors", apa, 24/2/2021. Edited.
  8. "12 Proven Ways Successful People Deal With the Pressure to PerformThere are healthy and meaningful coping methods to deal with stress. What are yours? ", inc, 24/2/2021. Edited.
  9. "How to Deal With Stressors and Challenges", verywellmind, 24/2/2021. Edited.
  10. "How to Lessen the Pressure of Life", wikihow, 24/2/2021. Edited.