يعتمد نجاح أيّ شركة أو مؤسسة عمل على الإدارة بشكلٍ أساسيّ، ووفقاً للعديد من الدراسات، فإنّ مستوى مشاركة الموظفين وأدائهم في الشركة يزداد بوجود إدارة ناجحة وقادرة على التعامل مع موظفيها بصورة صحيحة، كما تنعكس الإدارة الناجحة على رغبة الموظفين في البقاء في الشركة والعمل بها لأطول فترة ممكنة،[١] ولا تقتصر الإدارة الناجحة على إدارة مسؤوليات الموظفين وتوزيع المهام أو الدخل أو غيرها من المهام الإدارية، بل تتعدّى مسؤولياتها لتشمل تحفيز الموظفين على العمل، ودعمهم، وتشجيعهم، وأن تكون مصدر إلهامٍ لهم، بالإضافة للعديد من المهام،[٢] وسيتم عرض بعض الصفات التي تتميّز بها الإدارة الناجحة ضمن المقال.


صفات الإدارة الناجحة

يوجد العديد من الصفات التي تتمتّع بها الإدارة الناجحة، وفيما يلي أبرز تلك الصفات:


تقدير الموظفين

يُعدُّ التقدير إحدى الحاجات الأساسية لكل موظف في مكان عمله، والإدارة الناجحة قادرة على إظهار التقدير لجميع موظفيها، والاعتراف بجهودهم المبذولة لتطوير العمل، والتفاعل الإيجابيّ مع تلك الجهود، ويمكن إظهار التقدير من خلال العديد من الممارسات مثل: شكر الموظفين المميزين والثناء عليهم، أو تحفيزهم بإقامة حفلة صغيرة، أو منحهم إجازة إضافية، أو وضع جائزة لأفضل موظف لهذا الشهر، أو نشر الإنجازات على الصفحة الرسمية للشركة، إذ إنّ تلك الممارسات البسيطة ستزيد من إبداع الموظفين وتميّزهم، ومشاركتهم في المشاريع، وترفع من معنوياتهم، وتُشعرهم بالرضا عن عملهم وإدارتهم.[٣][٤]


التواصل المفتوح

تُعدُّ مهارات التواصل إحدى المهارات الأساسية المطلوب توفرها في الإدارة، والإدارة الناجحة تُبقى التواصل مفتوحاً مع جميع الموظفين، وبجميع أشكاله، سواءً وجهاً لوجه، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني، ويساعد التواصل المدير على التعرف أكثر على موظفيه وعلى احتياجاتهم، ومساعدتهم في أداء أعمالهم على أفضل وجه، ويمكن الإبقاء على التواصل المفتوح مع الموظفين من خلال بعض الممارسات، مثل: تمكين الموظفين من التواصل مع الإدارة ومناقشة الأمور المتعلّقة بالعمل في أيّ وقت، والتأكيد على مبدأ الحرية والصدق عند التواصل، حتى لا يشعر الموظف بالخوف من فقدان وظيفته عند تقديمه لأيّ شكوى أو طلب المساعدة.[٢]


الصفات القيادية

تتمتّع الإدارة الناجحة بالعديد من الصفات القيادية، وهذا يجعلها قادرة على الاستفادة من إمكانيّات موظفيها على أكمل وجه، وتعزيز مشاركتهم، وبالتالي تعزيز نجاح الشركة، ومن أهم الصفات القيادية للإدراة الناجحة الاستفادة من رغبة الموظفين في النجاح وإلهامهم لتحقيق ذلك الهدف، والتعامل بكلِّ شفافية وصدق بأقوالها وأفعالها مع الموظفين، ممّا يزيد من الثقة والولاء بين الموظفين أنفسهم من جهة وبين الإدارة من جهةٍ أخرى، كما تمثّل الإدارة الناجحة القدوة الحسنة لموظفيها، فهي لا تكتفي بتوزيع المهام على الموظفين، بل تتواجد في مكان العمل، وتشاركهم أحياناً في العمل لتكون قدوة لهم.[٥]


الذكاء العاطفيّ

أصبح الذكاء العاطفي من المهارات الأساسية التي لا يمكن تجاهلها في مكان العمل، والإدارة الناجحة قادرة على التعرّف على مشاعر الموظفين والتعامل معها بصورة إيجابية، بالإضافة إلى قدرتها على قيادة الموظفين بصورة فعّالة حتى بازدياد ضغوط العمل، وفي أصعب الأوقات بهدوء ودون التأثير على جودة العمل وكفاءته، ومن الممارسات التي تدل على اتّصاف الإدارة بالذكاء العاطفي ما يلي: القدرة على اتّخاذ القرارات في مختلف الظروف، وتقبُّل الوقوع بالخطأ سواءً من قِبل الموظفين أو المدير نفسه، والقدرة على ضبط المشاعر والتحكُّم بها، وعدم السماح لها بالتأثير على القرارات المُتّخذة.[١][٥]


مهارات الاستماع

الإدارة الناجحة على استعداد كامل للاستماع لاقتراحات وأفكار موظفيها وآرائهم، فهي تُدرك أهمية أن يعرف الموظفون أنّ أفكارهم وآراءهم مسموعة، والآراء والاقتراحات التي يقدمونها هي موضع اهتمام، ومن الممارسات التي تدل على التمتُّع بمهارات الاستماع ما يلي: توفير وقتٍ كافٍ للاستماع للموظفين بتركيز، وسؤال الموظفين بشكل دوريّ عن آرائهم ومقترحاتهم في حال وجدوا صعوبة في تقديمها، والاستفادة من الآراء والمقترحات القيّمة في تطوير العمل.[٢][٤]


التفكير الاستراتيجي

أثبت التفكير الاستراتيجي فعاليته في إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة والقدرة على التفكير بطريقة إبداعية خلّاقة، وهو من الأمور التي يجب أن تمتلكها الإدارة الناجحة، بحيث تكون على استعداد دائم لتعديل قراراتها تبعاً لما يعترضها من تحدّيات غير متوّقعة، أو لاقتناص الفرص المفاجئة، ويمكن تنمية التفكير الاستراتيجي من خلال بعض الممارسات مثل: المرونة سواءً في طريقة التفكير، أو في تجربة أساليب وطرق جديدة، والتفكير بمستقبل الشركة وبظروفها التشغيلية، مع تبنّي نظرة إيجابية نحو المستقبل.[٦]


الإبداع والابتكار

تعزّز الإدارة الناجحة من الإبداع والابتكار، وتشجعهما لدى موظفيها، فهي لا تخشى من تجريب كل ما هو جديد، وهذا بدوره سيطوّر من الشركة في ظل التغيّرات المتسارعة في سوق العمل، ومن الممارسات التي تساعد في تنمية الإبداع والابتكار في الشركة ما يلي: السعي وراء تحقيق الأهداف، والتحلّي بالانفتاح والمرونة، وتشجيع الموظفين على قضاء بعض الوقت في التفكير بأفكارٍ جديدة من خلال تجربة العصف الذهني، وغيرها من الممارسات.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب Akal Sujlana (22/3/2020), "6 Qualities of a Good Manager (2021)", www.quickreviewer.com, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Qualities of a Good Manager: 13 Soft Skills You Need", www.fond.co, 12/11/2019, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  3. Vartika Kashyap, "What Makes a Good manager: The Ultimate Guide of 2021", www.proofhub.com, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Rose Johnson (29/1/2019), "Five Qualities of Good Management", smallbusiness.chron.com, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Barasha Medhi (7/12/2020), "5 Essential Qualities Of A Good Manager", blog.vantagecircle.com, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Deep Patel (22/3/2017), "11 Powerful Traits Of Successful Leaders", www.forbes.com, Retrieved 25/1/2021. Edited.