هل تحتاج أن تكون شغوفًا بعملك لتكون سعيدًا وناجحًا؟ هل الشغف بعملك أو حبّ ما تفعله ضروري للغاية لتحقيق النجاح وللقيام بأشياء "عظيمة"؟

يبدأ الكثير من الناس حياتهم المهنية بالكثير من الشغف والتفاؤل، والطاقة، والشعور بالحماس تجاه المستقبل. تنشأ المشكلة عندما يتلاشى هذا الشغف، ويصبح من الصعب التمسك بهذا الشعور الأوّلي بالحماس. قد يكون ذلك نتيجة للإجهاد أو زيادة عبء العمل أو بيئة العمل، لكن الكثير منا يميل إلى ترك تلك المشاعر الإيجابية تتلاشى بسرعة كبيرة، وننسى سريعًا الأشياء التي تهمُّنا، وما دفعنا إلى فعل ما نفعله في المقام الأول، ألا وهو الشغف.[١]


ما أهمية العثور على شغفك الوظيفيّ؟

هناك ثمار للشغف في العمل، ومنها: [٢][٣][٤]


  • زيادة الإنتاجية: فأنت عندما تجد شغفك في العمل ستكون أكثر سعادةً واستمتاعًا بهذا العمل، وبالتالي سيتحسّن أداؤك وتزداد إنتاجيّتك.
  • التمكّن من الإبداع والابتكار: يساعد القيام بعمل تستمتع به على تحسين حالتك المزاجية ونتيجة لذلك، تأتي بأفكار أكثر ابتكارًا من تلك الأفكار التي تأتي أثناء القيام بعمل مملّ.
  • زيادة شعور الولاء لدى الموظَّف: إذ إنّ إحدى أبرز الصفات التي يتحلّى بها الشخص الشَغوف بعمله هي الولاء، فهو شخص لديه التزام كامِل بعمله، وسعي دائم لاكتساب المعرفة وتعلّم الدروس من كافّة أنواع التحدّيّات، والحفاظ على موقف إيجابيّ اتّجاه عملهم.
  • إنها طريقة رائعة لتحسين بيئة العمل: إذا كنت سعيدًا بالأدوار والمهام التي تقوم بها في مكان عملك، فمن المؤكد أنها ستجلب الإيجابية والبهجة إلى بيئة العمل بأكملها.


كيف تجد شغفك الوظيفيّ؟

جد هدفك الوظيفي باتباع ما يأتي:[١][٥][٦]


  • ابحث عن الأشياء التي تبدو مهمة بالنسبة إليك، والتي تعتبرها في قمة جدولك اليومي: قد يكون هناك يوم معين من الأسبوع أو وقت من اليوم تتطلع إليه لسبب ما. ربما يكون اجتماعًا أو مهمة أو وقتًا معينًا خصصته لفعل شيء ما. قد تلاحظ أيضًا بعض المفاجآت أو الأوقات غير المتوقعة التي ينتهي بها الأمر إلى أن تكون أفضل جزء من يومك.


  • اكتشف المسارات الوظيفية: قم بتحديد بعض المجالات المهنية التي تثير اهتمامك، واقضِ بعض الوقت في استكشاف وظائف مختلفة. ويمكنك القيام بذلك عن طريق تصفح المسميات الوظيفية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي أو المجلات أو التلفاز. وقد تساعدك قراءة التوصيف الوظيفي في العثور على الأدوار التي تميل إلى الانجذاب إليها. ويمكنك أيضًا التفكير في التحدث مع مديرك أو صاحب العمل حول مجالات اهتمامك وما اكتشفت أنه يحفزك، إذا كنت تحب شركتك، ولكنك تشعر بعدم التحفيز في دورك، فقد يكون هناك مجال لك لتولي مسؤوليات إضافية تتماشى مع اهتماماتك.


  • قيم نفسك: من المفيد أن تأخذ بعض الوقت للتفكير في تقييم ما أنت عليه في حياتك العملية. ما أكثر شيئاً تستمتع به في وظيفتك الحالية أو الأدوار السابقة؟ اكتب قائمة بالأشياء التي تفعلها في العمل وخارجه، والتي تجعلك سعيدًا أو التي تشعرك بالرضا. يمكن أن تكون مهام وأنشطة يومية صغيرة. ربما تستمتع بكونك مبدعًا، أو تساعد الناس، أو تعمل بالأرقام، ربما تحب أن تكون في الهواء الطلق. أيًا كان ما يخطر ببالك قم بتدوينه.


  • أحبب ما تقوم به: تتمثل أحد طرق إعادة اكتشاف شغفك بعملك أو مهنتك في تذكر ما دفعك إليه في المقام الأول. ما هي جوانب وظيفتك التي أنت متحمس لها حقًا؟ هل تضيف قيمة للعمل؟ دعم الإدارة العليا؟ أو العمل مع الأقسام الأخرى؟ أبدا في تحديد ما يهمك وما تحبه حقًا واعمل على المجالات التي تقدرها أكثر في مهنتك.


  • اسعَ دائماً للتأثير على الآخرين: غالبًا ما يحتفظ الأشخاص الذين يسعون باستمرار للتأثير على الآخرين من خلال عملهم بمستوى عالٍ من الشغف فيما يفعلونه. الموسيقيون والرياضيون والمهنيون وصحفيو الأخبار والمعلمون هم بعض من يجسدون هذه القيم. هذه هي الطريقة التي يتمكن بها هؤلاء الأشخاص من فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا ولا يزالون متحمسين لعملهم كما كانوا منذ اليوم الأول. إنهم يسعون جاهدين لإحداث فرق والتطلع إلى الأفضل على الصعيد المهني.


  • اختلط مع الأشخاص المشابهين لك في شغفك: ستندهش من مقدار الطاقة الإيجابية التي يمكنك الحصول عليها من التواجد في نفس الغرفة مع الأشخاص المتشابهين في التفكير، الأشخاص الذين يشاركونك نفس الأحلام أو الهوايات أو المشاعر. استمع وتحدث إلى الآخرين الذين لديهم شغف حيال وظائفهم واستمع إلى تجاربهم مباشرة. إن الحماس الذي يشعرون به عندما يتحدثون عن عملهم ملهمة للغاية ومعدية للغاية.


  • ابقَ فضوليًا دائمًا: يشعر الكثير من الناس بأنهم عالقون في حياتهم المهنية؛ لأنهم لا يتعلمون أي شيء جديد. تتمثل أحد الطرق للحفاظ على هذا الشعلة التحفيزية في استمرار تأجيجها بالأفكار والمعلومات والأخبار ذات الصلة بعملك. هناك دائمًا شيء ما لتتعلمه، شيء يمكنك القيام به بشكل أفضل بكثير من أقرانك أو منافسيك. مثلاً: حدد المجالات التي يقوم بها الآخرون بعمل أفضل منك، واجعل من مهمتك أن تتفوق عليهم في الأداء، قم بإجراء بحث منتظم واقرأ بنهم واسأل عما يدور بذهنك.


  • دوّن خطتك وادرسها جيداً: إذا كنت تفكر في تغيير مهني، أو تهدف إلى دور جديد، فقم بتدوين ما يجب عليك مراعاته قبل تحقيق ذلك، مثلاً: إذا كانت الدراسة متضمنة في خطتك، ما هي الدورات المتاحة؟ وكيف يمكنك التقديم لها؟ من هنا، ستتمكن من البدء في تخطيط رحلتك. وباستخدام هذه الخطة ستساعدك على التفكير في ما تحتاج إلى القيام به، وكيف ستفعله ومتى.


  • قم بالتجربة: بعد مرحلة التفكير والتخطيط لشغفك، لقد حان الوقت الآن لوضع خطتك على المحك والبدء في تنفيذها والعمل بها. هناك الكثير من الخيارات التي لا تتطلب التزامًا طويل الأجل. اسأل أصدقاءك وعائلتك وابحث عبر الإنترنت عن الفرص المناسبة لك.


نصائح إضافيّة


  • انظر إلى موضوعات الكتب أو المجلات أو الأفلام أو البودكاستات التي تستهلكها بكثرة، ستساعدك على اكتشاف شغفك وما الذي يثير اهتمامك.[٧]
  •  لاحظ كيف تقضي وقت فراغك والأنشطة التي تجلب لك السعادة.
  • فكّر بالأمور التي توقد في داخلك شعلة الحماس.
  • فكّر بالأمور التي تقضي وقتك في محاولة معرفة المزيد عنها، فهذه إشارة قوية ومفتاح لاكتشاف شغفك.
  • كن جريئًا بما يكفي لتعيش حلمك، ولتبحث عمّا تحبّه حقًا. كن واثقًا دومًا أنّ الثقة والشغف، إن اجتمعا معًا فسيصبح كلّ شيء ممكناً.


المراجع

  1. ^ أ ب "How to Find Your Passion for a More Fulfilling Career", indeed.
  2. "Top 15 Reasons Why Passion at Work is Important", wisestep.
  3. large body of evidence,and motivated by its mission. "How Important Is It To Be Passionate About Your Job?", www.biospace.com. Edited.
  4. "why-passionate-employees-your-most-valuable-asset", www.accolo.com. Edited.
  5. "6 steps to following your passion", seek.
  6. "Rediscover the passion for your career", .robertwalters.
  7. "ما هو الشغف وكيف احدد شغفي"، فرصة.