التفكير خارج الصندوق من الألف إلى الياء

لماذا لا تفكّر بشكل مختلف عن الطريقة المعتادة؟، ولماذا لا تفكّر خارج الصندوق؟، هل سمعت هذين السؤالين من قبل؟، وهل سألت نفسك؟ ماذا يعني التفكير خارج الصندوق؟، إن التفكير خارج الصندوق يعني أنك تريد حل مشكلة، أو التفكير في أمر ما خارج إطار الطُرق المجرَّبة، كما أنك مستعد للبحث عن حلول وطرق جديدة ومختلفة للوصول إلى النتيجة التي تريدها، وهذا المقال سيوضح لك أهمية التفكير خارج الصندوق، وكيفية التفكير خارج الصندوق بشكل عام، إلى جانب توضيح كيفية التفكير خارج الصندوق في بيئة العمل من خلال ذكر بعض الطرق التي يجب على المدير أن يتبعها لتحفيز موظفيه على التفكير خارج الصندوق، وانتهاءً بطرق لتحفيز نفسك كموظف للتفكير خارج الصندوق.^[١]

أهمية التفكير خارج الصندوق

وفيما يلي بعض النقاط التي توضّح أهمية التفكير خارج الصندوق:

• القدرة على الإتيان بحلول وأفكار جديدة: عندما تنمّي مهارة التفكير خارج الصندوق ستكون قادرًا على طرح وجهة نظر جديدة في حل المشكلات بدلًا من الحلول المألوفة.^[٢]
• القدرة على جذب الزبائن والعملاء في العمل: سواءً أكنت من الأشخاص الذين يتعاملون في وظيفتهم تعاملًا مباشرًا مع الناس، أم من أولئك الذين يسعون إلى استقطاب الزبائن، فإن التفكير خارج الصندوق وابتكار طرق جذب جديدة سيساعدك في ذلك، وسط هذا الزخم والتنافس الكبير بين المؤسسات.^[٢]
• تحفيز الإبداع الشخصي وإلهام الآخرين: إن الشخص الذي يفكر خارج الصندوق يتمتع بعقلية مبدعة، وينعكس ذلك على أسلوب حياته، فسلوك طرق جديدة ومختلفة تجاه الأحداث والمشكلات سيجعل الناس يتبعونك ليس لهدف مادي فقط، ولكن لأنك تغرس فيهم قيمة تحاول من خلالها أن تمكنهم من التفكير بشكل يغير حياتهم وتفكيرهم، ويؤثر في العالم إيجابيًا أيضًا.^[٣]
• تحفيز الموظفين في بيئة العمل: إن المؤسسات الناجحة تتبع طرقًا مختلفة للتعامل مع موظفيها، فتقدّم خدمات مجانية مثل: الطعام المجاني، والتأمين الصحي المجاني، في حين أن مثل هذه الخدمات تعد مضيعة للمال لدى شركات أخرى، وجدت الشركات الناجحة أن هذا النهج يزيد من إنتاجية الموظفين، ويستقطب كفاءات أكثر، ويزيد من ولاء الموظفين واجتهادهم.^[١]

كيفية التفكير خارج الصندوق

وفيما يلي بعض الخطوات العملية التي ستساعدك على التفكير خارج الصندوق:

• تخيّل أسوأ سيناريو قد يحدث لك: أحيانًا قد يمنعك الخوف من النتيجة من التفكير خارج الصندوق ولتجاوز ذلك تخيّل أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث لك، فمثلًا أنت تريد أن تؤلف رواية معينة، فكّر ما أسوأ ما يمكن حدوثه؟، ألا تقبل دور النشر نشر الرواية مثلًا، وستجد أن أسوأ سيناريو لن يوقفك.^[٤]
• تعلّم شيئًا جديدًا: عندما تتعلّم شيئًا جديدًا أو مهارات جديدة، سيساعدك ذلك على النظر إلى الأمور من زاوية مختلفة وإيجاد حلول مختلفة.^[٥]
• اقرأ رواية من نوع أدبي جديد: فإذا كنت معتادًا على قراءة الروايات الرومانسية، جرّب البوليسية، وإذا كنت معتادًا على البوليسية، جرب روايات من نوع مختلف وركز على العُقد الموجودة في السرد والحلول التي طرحها المؤلف، فذلك سيحفز التفكير الإبداعي لديك.^[٦]
• وظّف الخرائط الذهنية: جرّب أن توظّف الخرائط الذهنية لتحفيز التفكير خارج الصندوق، ارسم دائرة فيها كلمة محورية تفكر فيها، وفرّع منها دوائر صغيرة تتعلق بالكلمة الأساسية، لأن هذه الممارسة ستوسّع الأفكار، وتوّضح الترابط، وتقرب الحلول.^[٧]
• تمشّ: بحسب دراسة أجرتها جامعة ستانفورد تبيّن أن المشي يفتح الذهن، ويحفز التفكير الإبداعي.^[٧]
• خذ حمامًا دافئًا: وفقًا لتجربة كثير من الناس، فإن أخذ حمام دافئ قد يساعدكَ في التفكير خارج الصندوق، أو اكتشاف مسارات إبداعية جديدة لأمر ما.^[٦]
• اسأل طفلًا عن رأيه: يمكنكَ أن تسأل طفلًا عن رأيه في أمر أو مشكلة تواجهك وتريد التفكير فيها خارج الصندوق، لأن الأطفال عادة يعطون حلولًا غير مقيّدة وبالتالي سيغيرون تفكيرك إلى اتجاه آخر مختلف.^[٦]

كيف يحفّز صاحب العمل موظفيه على التفكير خارج الصندوق؟

إذا كنتَ صاحب عمل، إليك بعض الخطوات التي ستحفز فيها موظفيك للتفكير خارج الصندوق:

• نفذ الأفكار الجيدة والإبداعية: عندما تستمع إلى موظفيك وتنفذ الأفكار الجيدة والإبداعية، فإن ذلك سيحفزهم للاستمرار في التفكير خارج الصندوق.^[٨]
• لا تستخف بأي فكرة يبديها الموظفون: افتح مجالًا للموظفين كي يطرحوا أفكارهم واستمع إليهم، ولا تستخف بأي فكرة، أو تستبعدها حتى لو بدت غريبة، اتبعها حتى النهاية؛ لأنك لا تعرف في أي جزء يكمن الإبداع فيها، وإذا قابلت أفكار موظفيك بالرفض، فإن ذلك سيحجّم إبداعهم.^[٨]
• لا تبخل بعبارات الشكر والثناء: عندما تشعر بأن الموقف يستحق الشكر والثناء أو الدعم أو التقدير المادي والمعنوي لا تبخل بذلك على موظفيك، فمن مصلحة المؤسسة أو الشركة تقدير الأعمال الناجحة والجادة للدفع بالموظفين إلى الأمام، ولتحفيز التفكير الإبداعي لديهم.^[٨]
• صمّم بيئة عمل ملهمة ومحفزة: عبر تنويع بيئة التفكير بين التفكير الفردي، والتفكير في مجموعات، أو التعاون بين جميع الموظفين، ويُنصح بأن تكون مساحات بيئة العمل واسعة يسهل التحرك فيها وحولها.^[٩]
• تقبّل أخطاء الموظفين وفشلهم: إن كل فكرة قابلة للنجاح أو الفشل، لذلك تقبل أخطاء الموظفين أحيانًا، وشجعهم كي يتعلموا منها ويواصلوا عملهم.^[٩]

كيف يحفز الموظف نفسه للتفكير خارج الصندوق؟

إذا كنتَ موظفًا إليك بعض الطرق التي ستساعدكَ للتفكير خارج الصندوق:^[١٠]

• انقطع عن وسائل التشتيت: يُنصح بإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي وإيقاف الاتصال بالإنترنت عند التفكير، بمعنى تجنب المشتتات قدر الإمكان، لأن ذلك سيساعدك على التركيز عند التفكير الإبداعي في مهمة معينة.
• خطط لبعض التغييرات في روتينك العملي اليومي: كل يوم تستيقظ في الوقت نفسه، وتصف سيارتك في المكان نفسه، وربما تشرب المشروب نفسه، جرّب إجراء بعض التغييرات في روتينك، كأن تغيّر المكان الذي تصف فيه سيارتك، أو تغير المشروب الذي تشربه، إذ إن تغيير الروتين يعني تغييرًا في طريقة التفكير، وهذه التغييرات البسيطة تنعكس على ما هو أكبر، وعلى طريقة التفكير بشكل عام.
• ابن علاقة جيدة مع مديرك في العمل: ولا يُقصد بذلك التملق أو المجاملات المبالغ فيها، ولكن احرص على أن تكون العلاقة إيجابية مع مديرك؛ لأن ذلك سيعطيك فرصة أكبر للتركيز والإنتاج والإنجاز، وستكون أكثر راحة وقدرة على التفكير بإبداع.
• اشحن عقلك بكل ما هو إيجابي: من المهم الانتباه إلى ما تقرؤه أو تسمعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها، احرص على أن تكون المعلومات أو المعرفة التي تتلقاها إيجابية، وستتولد لديك أفكار إبداعية بشكل تلقائي.