أهمية التخطيط في حياتنا وأهم أهدافه

يعرّف التخطيط بأنه "التفكير مقدم فيما يجب القيام به، ومتى يتم القيام به، وكيف ومن يجب أن يقوم به" فالتخطيط بكل بساطة يسد تلك الفجوة بين ما نقف عليه الآن والمكان الذي نريد الوصول إليه في المستقبل، ويتضمن وضع أهداف محددة وتحديد مسار العمل المناسب بشكل مسبق والفترة الزمنيّة اللازمة لتحقيق هذه الأهداف،^[١] وفي هذا المقال سنذكر أهمية التخطيط في العمل والحياة.

ما أهمية التخطيط في مكان العمل؟

يساعد التخطيط الشركات على تحقيق النجاح؛ وذلك بتحديد الأمور التي تحتاج إلى التحسين مستقبلاً، ووضع توقعّات للنتائج التي ترغب الشركة في الوصول إليها،^[٢] ومن الأمور التي تجعل التخطيط في العمل مهماً ما يلي:

• تحديد الأهداف بوضوح: التخطيط يتطلب وضع أهداف واقعيّة يمكن تحقيقها، وهذا يؤدي إلى اتخاذ خطوات عملية منطقيّة للوصول للأهداف المرجوة؛ لأن التركيز يكون موجّهاً على النتائج النهائية والنجاح في تحقيق الأهداف.^[٣]
• التخطيط يسهل صنع القرار: يساعد التخطيط المدراء على اتخاذ القرارات المختلفة، فبعد تحديد الأهداف والتنبؤات المستقبلية، تصبح عملية اتخاذ القرار أسهل وأسرع.^[٤]
• التركيز على المهام المطلوبة: يمكّن التخطيط الأفراد من إكمال المهام بالتركيز عليها بدلاً من التركيز على المنظّمة ككلّ، فعند إدراكهم أنّ كل المهام قد تم التخطيط لها وتحديد المدة الزمنية لإتمامها، فلا يضطر الأفراد إلى القلق بشأن التفاصيل غير الهامة، وبهذا سيتمكن الأشخاص من تحقيق الإنتاجية المُثلى.^[٥]
• الاستعداد للمخاطر: عالم الأعمال مليء بالشكوك وعدم اليقين، لكن التخطيط يساعد في توقع الأحداث المستقبليّة والاستعداد لأي مخاطر بأخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة أي تحوّل غير متوقّع في الأهداف وتفادي الأمور التي قد تؤثر سلباً في الوصول للأهداف.^[٦]
• استخدام الموارد بشكل فعّال: جميع المنظّمات والشركات لديها مجموعة من الموارد المحدودة، والتخطيط يمكّن المؤسسة من اتخاذ القرارات الفعّالة حول كيفية تخصيص هذه الموارد بالطريقة الأمثل، لتعظيم الإنتاجيّة دون هدر الموارد.^[٧]
• تشجيع الأفكار المبتكرة: وذلك بجعل الأفكار الجديدة والمبتكرة تأخذ شكلاً ملموساً قابلاً للتحقيق ويمكن قياسه، كما أن تعديل خطط الشركة للوصول للنتائج المرجوة يتطلب الابتكار والتجديد.^[٨]
• توفير معايير لقياس الأداء: يتضمّن التخطيط تحديد الأهداف، ولكن هذا وحده لا يكفي لتحقيقها، لذا فإن التخطيط يوفر أيضاً مجموعة من المعايير لقياس الأداء الفعليّ لكلّ فرد وقسم في الشركة، بالإضافة إلى إمكانية العثور على الأخطاء في الأداء لتفاديها مستقبلاً.^[٩]

ما أهمية التخطيط في الحياة عموماً؟

تختلف الآراء حول مفاتيح النجاح وعيش الحياة الهادفة، وبالطبع فإن العمل الجاد والانضباط من أهم عوامل النجاح في الحياة، إلا أن العامل الأساسي لتحقيق الشخص لأهدافه في الحياة هو التخطيط، ويرجع ذلك للأسباب التالية:

• التخطيط للحياة يساعد على تحديد الأهم فالمهم في الحياة، فعندما يخصص الشخص الوقت والجهد لتخطيط حياته، فسيعرف بالتحديد ما هو المهم بالنسبة له، وبالتالي سيتمكن من تحديد أهدافه بوضوح، وهذا سيساعده في تحديد نوع الحياة التي تريدها بالضبط ووجهته المرجوّة.
• التخطيط للحياة يسهم في تحقيق السيطرة على حياة الشخص والتحكّم بها، فعند وضع خطة واضحة يصبح ملزماً باتخاذ القرارات والخيارات بدلاً من ترك الأمور للصدفة أو السماح للآخرين باتخاذ القرارات نيابة عنه، فهو المسؤول عن حياته؛ مما يسهل عليه الوصول للمكان الذي يريده بالضبط.
• إنشاء التوازن في الحياة والحفاظ عليه، وذلك بالابتعاد عن العوامل التي لا تخدم الخطة، فالشخص الذي يمتلك خطة يعرف متى يقول كفى عندما يحاول بعض الأشخاص، أو تجبره الظروف على إخراجه عن المسار الصحيح.
• امتلاك أهداف قابلة للتحقيق، فقد يشعر الشخص أن أحلامه لا يمكن الوصول إليها، ولكن ذلك لأنه لم يحاول وضع خطة واقعية حول كيفية تحقيقها، وبمجرد وضع خطة سيُدهش من زيادة الفرص والعوامل التي تساعده على الوصول إلى مُبتغاه.
• إن شعور الشخص بوجود غاية وهدف لحياته يسهم في جعله أكثر سعادة، فالأشخاص الذين لديهم خطة يعرفون بالتحديد ما هي أهدافهم، ويعملون يومياً على تحقيقها، وبهذا يشعر الشخص بوجوده، وأنه يعيش الحياة التي يتمناها.
• التخطيط للحياة يمنح الشخص شعوراً بالسلام، فلا يكون قلقاً بشأن قراراته ومدى نجاحها، طالما أن هذه الخيارات تتماشى مع خطته، وتقرّبه من المكان الذي يريد الوصول إليه؛ لذا يشعر بالرضا عن ذاته.
• وجود خطة يجعل الشخص يشعر بالمزيد من القوة، فهو يمنحه الأدوات ليعيش الحياة وفقاً للطريقة التي يريدها، فيشعر بالثقة في قدراته، وأنه يستطيع تحقيق ما يريد.
• التخطيط للحياة يمنح الشخص شعوراً بالحرية في التخطيط لحياته بالطريقة التي يريدها، دون الحاجة للشرح أو التبرير أو الحصول على إذن من أيّ شخص، فهو حر في التخطيط لما يريد لحياته أن تبدو عليه بالضبط.
• وجود خطة واضحة للحياة يضمن للشخص عدم الندم في النهاية، نظراً لأنه بذل جهداً للتخطيط لحياته من أجل الأهداف التي يريد تحقيقها، فلن ينظر للوراء متسائلاً "ماذا لو" طالما أنه التزم بخطته.