أبرز صفات الشخص المبدع وسماته

كلٌّ منّا لديه مخزون من الإبداع في داخله. كلٌّ منّا يرغب ويبحث عن كيفية التعبير عن هذا الإبداع وإخراجه إلى الضوء. بعض النّاس وجدوا الطريقة لذلك؛ إنّهم الأشخاص المُبدعون. يُساعدنا الإبداع على تفجير طاقاتنا الدفينة، ويُضيف نكهة لذيذة على الحياة، ويُغني حياتنا بالمُغامرات والمتعة، ويُقرّبنا من أحلامنا وأهدافنا. والإبداع يكون في جميع ومختلف مناحي الحياة، ولا توجد مُحدِّدات لمجالاته. سنتعرّف في هذا المقال على أهمّ سمات الشخص المُبدع، والطرق التي تساعدك على أن تُصبح مُبدعاً. ^[١]

صفات الشخص المبدع

يملك الأشخاص المُبدعون من علماء وفنّانين، ورسّامين، وكُتّاب ومخترعين، ومُفكّرين عدّة صفات وعادات يُمارسونها بشكل يوميّ مما يجعلهم مبدعين، منها:

• الخيال: فالشخص المُبدع يملك مُخيّلة خصبة واسعة. الخيال أمر أساسي وضروري جداً في شخصية الشخص المُبدع، حيثُ يمكّنه الإبداع من إنجاز الأهداف عبر تخيّل المستقبل البرّاق والسّعي الدؤوب لتحقيق تلك الصورة التي يحلُم بها. والخيال أشبه بالبصيرة الفذّة، فالخيال يُمكّن الشخص المُبدع من تحقيق رُؤاه وتطلُّعاته، فالمبدعون هم أشخاص حالمون متفائلون. ^[٢]

• التفكير خارج الصندوق: حيث يستخدم الشخص المُبدع كل جزء في دماغه في العمل على فكرته، ولا يقوم بتقليد الأشخاص الآخرين أو الاهتمام للآراء السلبية وأحكام الناس عليه. فالمُبدع يصنَع المَجد، ولا يستلفُه من أحد. الشخص المُبدع قد يرمي بنفسه إلى المجهول، ويُخاطر في سبيل الإتيان بفكرة عظيمة لم يسبقه إليها أحد، وهم أشخاص يتقبّلون الوقوع في الخطأ طالما أنهم سيتعلّمون منه. فهم لا يخافون الفشل، ويسعوْن دائماً لتجربة كل ما هو جديد، ويتحدّون الصعوبات من أجل تحقيق أحلامهم. ^[٣]

• امتلاك الشّغف: الشغف هو أول خطوة في طريق الإبداع، إنّه كالنّور الّلامع في الدماغ والذي يقود للإلهام. الشغف هو الوقود المُحرّك للعقل المُبدع. ولكنّه وحده لا يكفي لتحقيق الأحلام. الشخص المُبدع يستخدم شغفه ليُلهمه باتّباع أفضل الطُّرق وخُطط العمل واستراتيجيات واقعيّة للوصول إلى أهدافه. من المهم عند البحث عن الشّغف أن يكون مُتناسباً مع قُدراتك ومهاراتك بحيث تستطيع العمل عليه وتحويله إلى فكرة واقعيّة، وليس مُجرّد هوَس. ^[٤]

• الحيويّة: فالمبدعون هم أشخاص تملؤهم الطاقة، والحيوية، والحماس، لا يكلّون ولا يملّون حتى يحققوا مُرادهم، وقد يقضون ساعاتٍ في العمل على الفكرة بدون تكاسل أو راحة. وذلك لأن عقولهم في حالة بحثٍ دائمة عن التميُّز والإبداع، ويصبّون جُلّ تركيزهم على الفكرة والعمل بجدٍ واجتهاد عليها، حتى تتطوّر وتخرُج بأبهى صورة. ^[٥]

• الفُضول: فالأشخاص المُبدعون قد أصبحوا كذلك بفضل فُضولهم وسعيهم الدائم في البحث عن إجابات وافية، لا ينتظرون أن يُخبرهم الآخرون عن الخطوة التالية، بل تجدُهم يسألون ويتساءلون ويبحثون حتى يخرجوا بأفضل نتيجة. فهم أشخاص منفتحون على جميع الإمكانيات والفُرص من حولهم، ويستغلّونها من أجل تحقيق أهدافهم. ^[٦]

• تقديس مساحتهم الخاصة: يملك الشخص المُبدع مساحة خاصة ووقتاً خاصاً به يركز فيه على الإبداع، بحيث يستجمع أفكاره، ويرتبها ويحدّد الأهداف بشكل أوضح، لذلك أحياناً نجد أن أعظم أفكارنا تخرُج عندما نجلس مع أنفسنا، ونعزل نفسنا عن العالم الخارجي ومُشتتاته، وذلك لأنّ التركيز يُصبح في أعلى مستوياته. ^[٧]

• التواضع: نعم فالشخص المُبدع يفخر بنفسه وبإنجازاته، ولكنه بنفس الوقت شخص متواضع يحترم الجميع، ويُرحّب بمشاركة الآخرين خبراته وأفكاره. كما ويعترف بفضل الآخرين وأثرهم عليه وعلى إنجازاته. كما وأنّ الأشخاص المبدعين دائمو التركيز على مشروعهم القادم والفكرة التالية بدلاً من تمجيد الماضي والانغماس بتمجيد النفس والإنجازات السابقة. ^[٨]

كيف تُصبح شخصاً مُبدعاً؟

• اقرأ كثيراً: القراءة مُفيدة جداً لتنمية الإبداع لديك، فهي توّسع من مدارك الشخص، وتجعله أكثر اطّلاعاً على العالم من حوله. خصّص وقتاً للقراءة كل يوم، واقرأ في مُختلف العلوم والمجالات والأدبيات. انضمّ لنادِ الكتاب، ستستفيد من العقول الأخرى في تحليل الكتاب الذي تقرؤونه، بل وستتفاجأ بكمّية التحليلات والتفكير الإبداعي خارج الصندوق، ذلك سيوسّع من مداركك، ويجعلك أكثر إبداعاً في حياتك. ^[٩]

• وسّع من خبرتك: إن كُنت مُهتمّاً بمجال ما كالموسيقى أو الرسم والكتابة وغيرها من المجالات، فعليك بكسب الخبرة المطلوبة لتُصبح مُبدعاً فيها. أبدأ بقراءة الكتب والمقالات حول هذا الموضوع لتجمع أكبر قدر من المعلومات عنه. سجّل بالدورات المطروحة حول هذا المجال في مجتمعك، مثلاً: دورة رسم للمبتدئين أو فنون التصوير الفوتوغرافي. وبإمكانك زيارة متحف أو معرض للفنون إنْ كُنت مُهتمّاً بالرسم مثلاً. ^[١٠]

• ثِق بنفسك: عليك أن ترفع من مستوى ثقتك بنفسك وبقُدراتك، لأن جميعنا نملك أمراً ما يُميّزنا عن باقي الناس. قلة الثقة بالنفس وبالقُدرات تقف عائقاً أمام الإبداع. أكتب على ورقة أهم إنجازاتك التي حققتها بمجهودك، وكل الصّفات الإيجابية في شخصيّتك واجعلها أمامك دوماً. ثمّن من جهودك وكافئ نفسك دائماً على أي فكرة إبداعية تأتي بها، ذلك سيحُثّك على أن تبذل المزيد وتطوّر من نفسك كل يوم. ^[١١]

• اتبع فضولك: لا تعتقد أنّ الفُضول أمر سيّء. إنْ كُنت مُهتمّاً بأمر ما، وتشعر بالفُضول حياله، عليك بالبحث عنه وعن إجابات شافية. أعطِ نفسك الفُرصة لتكتشف أكثر وتعرف أكثر، وتطوّر هذا الفضول، وتعمل على تحويله إلى خطوات عمليّة لتحقيق الأهداف. لا تتوانى عن طرح الأسئلة وتعلّم المزيد دوماً، فلا يوجد عقل إبداعي بدون تجربة أمور جديدة والتعلّم من الأخطاء والخبرات السابقة. ^[١٢]

• جدّد نظرتك: نعم، إن كُنت تُريد أنْ تُصبح مُبدعاً عليك أن تُجدد من نظرتك للعالم وتغيّر روتينك اليومي بدءاً من استيقاظك من فراشك. حاول أن ترى إبداع الخالق من حولك. قُم بنزهة في الحي الذي تسكُنه أو قم برحلة إلى أماكن ذات طبيعة خلّابة واغتنم كل لحظة في تصوّر إبداعات الكون من حولك. سترى فُرصاً كثيرة لم تكُن تَراها من قبل. لتُصبح مُبدعاً، أبدا بتقدير الإبداع من داخلك ومن حولك. ^[١٣]

• كُن مُنفتحاً: فالعقل المنفتح يجذب الفُرص والخبرات، أبحِر وتوسّع في الأفكار والتجارب الجديدة، وأعط لنفسك الفُرصة لتعلّم كل جديد. لا تقل "لا" للتجربة إطلاقاً. فالشخص المُدع يترك العنان لنفسك وأفكاره بالانطلاق في مختلف المجالات واغتنام كل الفرص المُتاحة وطرح الكثير من الأسئلة والتعرّف على أشخاص مبدعين بتفكيرهم وملهمين له. كلّ ذلك له الأثر الكبير في جعلك إنساناً مُبدعاً. فالانفتاح والعقلية المنفتحة لا تعرف عائقاً ولا حدوداً للإبداع. ^[١٤]

• ابتعد عن المُشتّتات: ابتعد عن الهواتف المحمولة والأجهزة، وكل ما يُشتت تفكيرك ويضيع وقتك. فيُنصح بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي أو تخصيص وقت معيّن خلال اليوم لتصفُّح الإنترنت بدل التصفّح العشوائي. وحاول أن تُغلِق هاتفك إن لم يكن من الضروري استعماله. بذلك سيبقى تركيزك مُنشغلاً على الفكرة أو الهدف الذي تعمل عليه. ^[١٥]