المدير الناجح هو القادر على إحداث تغييرات سلوكيّة عندما يلاحظ وجود سلوكيات غير مرغوب بها بين الموظفين، حيث إنَّ التغاضي عنها يُضعف الروح المعنوية، ويضر بالإنتاجيّة، وربما يتسبب بفقدان العملاء، فالموظف عنصر أساسي في إنجاح أي عمل كان، وثمة العديدُ من الطرق التي يمكن للمدير اتباعها لتسهيل عملية التغييرات السلوكيّة، وضبط سلوك الموظفين، وفي هذا المقال سنذكر بعضًا منها.
إلهام الموظفين
إحدى أفضل الطرق لتحقيق تغييرات سلوكيّة بين الموظفين هي إلهامهم، فالإلهام يزيد من مستوى شغفهم ودوافعهم، ويمكن للمدير القيام بذلك من خلال التحدث معهم بعبارات ملهمة ومشجعة، ومشاركتهم قصص نجاح عن طريق استدعاء متحدثين تحفيزيين مشهورين، مما يثير حماسهم، ويدفعهم لبذل قصارى جهدهم، وكما أنَّ حضور مثل هذه الندوات يعزز من احترام وثقة الموظف بنفسه، وبالتالي تزيد إنتاجيته.[١]
معالجة سلوك واحد في كل مرة
عندما يلاحظ المدير وجود بعض من السلوكيات المنتشرة بين الموظفين والتي يرغب بتغييرها، عليه أولًا أنْ يقومَ بترتيبها حسب الأولويّة، حيث يضع بأعلى القائمة ما هو مستعجل أو أكثر أهمية، ثم يبدأ بالعمل على معالجة سلوك واحد في كل مرة، وذلك لأن التغيير السلوكي يمر بعدة مراحل مختلفة، فمن الضروري أنْ يكونَ لدى الموظفين متسع من الوقت للمرور بكل مرحلة، وبالتالي تتم المهمة على أكمل وجه، ويصبح التغيير دائمًا، وكما أنْ وضع الجهد والتركيز في معالجة سلوك واحد أفضل من التشتت بين عدة سلوكيات، إذ إنَّ تشتت الجهود قد يؤدي إلى خلق المزيد من المشكلات، وعليه يجب إتقان السلوك الأول ثم الانتقال إلى الثاني، وهكذا.[١]
تقديم كل من التدريب والتغذية الراجعة للموظفين
لكي تساعدَ الموظفين على تحسين أدائهم لا بدَّ من التصحيح الفوري للسلوكيات الخاطئة التي تقف عائقًا في طريق النجاح، وهذا هو المقصود بالتغذيّة الراجعة، ولكنها وحدها غير كافية، إذ يجب العمل أيضًا على تطوير مهارات الموظفين التي تدفع بحياتهم المهنيّة إلى الأمام، ويتم ذلك عن طريق التدريب بشكل مستمر.[٢]
وضع الكرة في ملعب الموظف
يجب أن يكون التغيير طوعيًّا ونابعًا عن قناعة الموظف، فلا أحد يحب أنْ يُجبر على فعل الأشياء، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بتغيير السلوكيات القديمة، لذلك فإن دور المدير يتمثل بتقديم التوجيه والملاحظات، ومساعدة الموظفين على رؤية طريق التغيير، ثم يترك الكرة بملعبهم، ويمنحهم مساحتهم الخاصة، بعيدًا عن التسلط والإكراه، وغالبًا ستكون النتيجة أنْ يسعى الموظف لإرضاء مديره، وذلك لأنَّ الأسلوب الذي اتبعه المدير مع الموظفين جعلهم يشعرون بأنَّ هذا التغيير سيعود عليهم بالنفع على المستوى الشخصي والمهني.[٢]
التعزيز الإيجابي
إنَّ مكافأة الموظفين على إظهار السلوكيات المرغوبة ستحفزهم على الاستمرار في القيام بذلك، وسيحسن من مستوى أدائهم، مما يؤدي إلى نجاح المنظمة على المدى الطويل، سواءً كانت المكافآت معنوية كالثناء والمديح، أو مادية كزيادة على الراتب، لكن يجب أنْ يتأكد المدير من ألا تصبح المكافأة هي الهدف الأساسي الذي يسعى وراءه الموظفون، وفي الوقت نفسه يجب أنْ يتم اتباع نظام عقوبات واضح لجميع الموظفين بهدف منه حدوث السلوكيات غير المرغوبة، كخصم من الراتب للموظف الذي يتأخر بالحضور للعمل بشكل متكرر. [٣]
تحديد العوائق
يجب أنْ يصب المدير تركيزه على مساعدة الموظفين في التغلب على العوائق التي تحول دون تحقيقهم الأداء المطلوب، بدلًا من التركيز على افتقارهم للدافع، على سبيل المثال، إذا كان الموظف يعاني من مشكلة عدم القدرة على التنظيم، يُمكن للمدير أنْ يزوده بالأدوات والاستراتيجيات التي تعينه على ذلك، وكما يجب البحث عن السبب وراء بعض السلوكيات، فقد يكون مستوى الأداء الضعيف أو سوء التصرف كرد فعل لتصرفات الآخرين أو عدم حصوله على حقوقه.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Sheza Gary (9/12/2015), "5 Ways to Facilitate Behavioral Changes Among Employees", talentculture, Retrieved 10/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Kristi Hedges (4/3/2015), "How To Change Your Employee's Behavior", forbes, Retrieved 10/4/2021. Edited.
- ↑ "Strategies for Managing Employee Behavior", notredameonline, 9/10/2020, Retrieved 10/4/2021. Edited.