دليلك إلى تحليل السوات الرباعي SWOT

هناك العديد من الوسائل التي تساعد في تطوير جودة العملِ وتحسينها، ومن هذه الوسائل تحليل سوات، الذي نشأ بين عامي 1960 و1970، وإلى اليوم أصبح مرجعًا لكثيرٍ من الشركات الكبرى، ولروّاد الأعمال الحرة لتطوير أعمالهم، ووضع الخطط المناسبة، فما هو تحليل سوات؟ وما هي أهميّته؟ وما هي خطواته؟ ذلك ما سنعرفه في هذا المقال.^[١]

ما هو تحليل سوات؟

يُعدّ تحليل سوات، بالإنجليزية (SWOT analysis)، من الطرق التحليلية التي من خلالها يتم تحديد نقاط القوّة، ونقاط الضعف، والفرص المتوّفرة، والتهديدات المعيقة، للوصول لأعلى درجات الإنتاجيّة في قطاعات الأعمال الحرّة، والمشاريع، ولتقليص فرص الفشل، من خلال المساهمة في وضع الخطط الملائمة، والتأكد من سلامة القرارات المتعلّقة بالعمل. ورغم أنّ تحليل سوات قد أنشئ أصلًا لقطاعات الأعمال والشركات، إلا أنه يمكن استخدامه من قِبَل القطاع الصحيّ، والتعليميّ، وحتى على مستوى تطوير الذات، وهي فكرة فعّالة، وتعود بالنفع الكبيرِ في حال القيام بها بشكل صحيح.^[٢][٣]

عناصر تحليل سوات

كلمة (SWOT)، والتي تُعدّ سببَ التسمية لهذا النوع من التحليل، هي في الحقيقة اختصار لأربع كلمات في اللغة الإنجليزية، وهي العناصر الأساسية لهذا النوع من التحليل، وتشمل:

• Strengths أي عوامل القوة: وهُنا يقصد ما يميّز القطاع العملي، أو المشروع، عن غيره أو ما يملك من مقوّمات تساهم في كسر المعيقات، وتشمل أيضًا القدرات التي تسهّل تحقيق أعلى درجات الإنتاجيّة، كتوفّر أساس مالي قوي، ووجود موظفين متميزين، والسمعة المرموقة للشركة، والتطوّر وملاءمة آخر المستجدّات، والتكنولجيا.
• Weaknesses أي عوامل الضعف: وهي العوامل التي تقف في وجه الوصول للمثالية، أو التي تساهم في الوصول للعجز، مثل القصور بعدد الأيدي العاملة، التكرارفي الأفكار، وعدم وجود تميّز وإبداع فيها.
• Opportunities أي عوامل الفرص: وهي عوامل خارجية، تساعد في نجاح المشروع وتطويره في حال انتهازها واستغلالها بشكل جيّد، ومن الأمثلةِ عليها: عندما تركّز فئات مستهدفة من المشروع في نطاقٍ ما، ممّا يسهّل وصول الخدمات إليهم، ويعود بالنفع الكبير على الشركة المنتِجة، ومثال آخر هي المواسم التي ينشط بها تقديم الخدمات المعيّنة، مثل الملابس الثقيلة في فصل الشتاء، ومصانع المثلجات في فصل الصيف، وغيرها.
• Threats أي عوامل التهديد: وهي أيضًا عوامل خارجيّة، لكنها تقف كتحديّات وعوائق في سبيل تحقيق الأمثلِ، ومن الأمثلة عليها: عزوف الناسِ عن شراء الخدمات، أو وجود منافس قوي في المنطقة يقدّم نفس الخدمات بأسعار أقل، أو انتشار الجائحات كجائحة كورونا، التي شكّلت تهديدًا للكثير من الشركات، وأدّت لركودٍ واضح في أدائها.

ما أهمّيّة تحليل سوات؟

يُعدّ تحليل سوات من الأدوات التي لا يُستغنى عنها في قطاعات الأعمال، فهي بمثابةِ وسيلة لوضع خطط استراتيجيّة، ولتحليل سوات الكثير من الأهميّات، منها ما يلي:^[٤]

• صناعة القرارات: وهذه القرارات قد تكون مصيريّة في شؤون الشركة أو المشروع، لذلك، يعدّ استخدام تحليل سوات، وسيلة لصناعة واتخاذ القرار بشكلٍ صائب.
• التميّز: فمعرفة نقاط القوة، ستكون سببًا بالتمسّك بها، وتطويرها، ومعرفة نقاط الضعف، سيؤدي إلى محاربتها، ومحاولة التغلّب عليها، وبذلكَ ستحظى الشركة بنصيب كبير من التميّز.
• التنبؤ: فمن خلال معرفةِ المعيقات أو التحديات يمكن التنبؤ بمصير الشركة، وأخذ الاحتياطات اللازمة، حتى لا تسقط الشركة أو المشروع.
• دراسة الجدوى: وهي من أنواع الدراسات التي يقوم بها أصحاب المشاريع لتقييم الحالة الاقتصاديّة للمشروع، لذلك فإنّ تحليل سوات يساعد كثيرًا في إجراء هذه الدراسة، كون الدراسة يجب أن تشملَ تفهّم الظروف الخارجية المؤثرة في المشروعِ، والتي يساعد بها تحليل سوات.

ما خطوات تحليل سوات؟

• تحديد الهدف من التحليل، فمثلًا: قد يُستخَدم التحليل، لبدء مشروعٍ جديد، أو لتطويرِ مشروعٍ سابقٍ.^[٥]
• التعرّف على تفاصيل محتوى المشروع المُراد البدء به، أو التعمّق في معرفة المشروع القائم من خلال التحدّث مع الموظفين أو العملاء الذين يتعاملون مع المشروع، كما تشمل هذه النقطة، معرفة متطلّبات السوق، والمنافسين.
• تحديد نقاطِ القوّة والضعف، والفرص، والتهديدات.
• تحديد الأولويات، أي اختيار أهم نقاط القوة والضعف، والفرص، والتهديدات، ثمّ تدوينها لإجراء التحليل.
• القيام بالتحليل، وينصح بأدائه على شكل جدول.

مثال على تحليل سوات

يمكن عمل تحليل سوات لأي مشروع، وهنا سنأخذ مثالًا على مطعمٍ يقدّم المأكولات البحريّة:^[٦][٧]