الوظيفة والعمل الحر

تُعرّف الوظيفة على أنها العمل الذي يعمله الشخص في شركة أو مؤسسة معينة بمسمى محدد لقاء أجر شهري أو أسبوعي متفق عليه وفق عقد بينه وبين صاحب العمل، أمّا العمل الحر فهو اختيار حر من جانب الشخص للعمل في مشروعه الخاص، أو تجارته الخاصة، ولحسابه الخاص، وعادةً ما تكون الأرباح مباشرة في العمل الحر، ومن الأمثلة على العمل في وظيفة؛ العمل في مهنة التعليم، أو التمريض، أمّا العمل الحر فمجالاته واسعة منها العمل في محل خاص، أو التجارة الإلكترونية وغيرها، ولكل من الوظيفة والعمل الحر خصائص معينة، وهذا المقال سيركّز على تسليط الضوء على كل من العمل في الوظيفة، والعمل الحر.^[١]

خصائص العمل الحر

اختيار العمل في وظيفة أو الاستقلال في عمل حر هو اختيار شخصي يعتمد على ميول الشخص ورؤيته وشغفه، والنقاط الآتية توضّح أهم الخصائص التي يتميز بها العمل الحر:^[٢]

• التحكم الذاتي: إنّ العمل الحر يمكّن الشخص من التحكّم في كل ما يخص شركته أو مؤسسته دون الاضطرار إلى إبلاغ شخص، أو اتباع قواعد وسياسات معدّة مسبقًا، ويتخذ القرارت بنفسه، ويضع خطته ورؤيته الخاصة، كما أنّ فرصة تحويل الشغف والهوايات إلى مصدر دخل أكبر في العمل الحر منها في الوظيفة، هذا فضلاً عن أنّ الشخص يقوم بتنفيذ أفكاره دون قيود، ويحدد أوقات العمل والراحة بما يناسبه.
• اختيار بيئة العمل وزملاء العمل: إذا قرّر الشخص في عمله الحر أن يعمل مع فريق، فإنّ العمل الحر سيتيح له اختيار الأشخاص الذين تتوافق مبادئهم وقيمهم معه، مما يؤدي إلى تعزيز العملية التعاونية وزيادة الإنتاجية.
• المرونة في توسيع دائرة المعارف والمهارات: عندما تعمل في وظيفة قد يحدّد لك أصحاب العمل دائرة العلاقات التي يمكن أن تكونها في محيط عملك تبعًا لسياسات معينة خاصة في الشركة أو المؤسسة، ولكن العمل الحر يعطيك الحرية الكاملة في توسيع دائرة المعارف، وانتقاء المهارات اللازمة لتطوير العمل وتنميتها والعمل عليها.
• القدرة على التنويع في روتين اليوم: العمل الحر يمكّن الشخص من التنويع في روتين يومه، فقد يبدأ بمهامه في وقت معين في يوم، وفي اليوم التالي يُغيّر الوقت، أو قد يغير في الطرق التي يتعامل فيها مع بعض المهام، وعليه فكسر الروتين من فترة إلى أخرى يعدّ مهماً لتجديد طاقة الإنجاز والإبداع.

خصائص العمل الوظيفي

بعد التعرّف إلى خصائص العمل الحر، إليك خصائص العمل الوظيفيّ والتي توضّحها النقاط الآتية:^[٣]

• الحصول على أجرٍ بشكل منتظم: من أهم خصائص العمل في وظيفة المبلغ الذي يوضع في حساب الموظف شهريًا بشكل منتظم، فهذا الأمر يُشعر الموظفين بالاستقرار والثبات، خاصة لأولئك الملتزمين بدفع إيجار شقة أو بيت مثلاً، أو دفع أقساط شهرية.
• التعلّم المستمر وتراكم الخبرة: العمل في وظيفة بمعدل ثماني ساعات في المتوسط يوميًا سيمكن الموظف من التعلم، ويكسبه خبرة يومًا بعد يوم، نظرًا لاختلاطه بزملاء في بيئة عمل تتنوع فيها الخبرات والمهارات في مجال تخصصه.
• العمل في وقت محدد يوميًا: إذا كان العمل الحر يعطي حرية للأشخاص للعمل في الوقت الذي يرغبون فيه، يرى الموظفون أن الوظيفة خياراً أفضل لهم لأنها تحدد عملهم من وقت إلى وقت وبعدها ينتهي جزء العمل من يومهم، لكن العمل الحر قد يمتد لساعات طويلة خاصة أنه غير مقيد بوقت معين إلا إذا قرر صاحب العمل أن يُلزم نفسه بوقت محدد وهذا أمر مختلف من شخص إلى آخر.
• الشعور بأداء دور في المجتمع: بصرف النظر عن الوظيفة التي يؤديها الشخص، وقد لا يكون راضيًا عنها، إلا أنّ كل وظيفة مهمة للمجتمع مهما بدت بسيطة، وكل شخص يعمل ويبذل جهدًا يؤدي دورًا مهمًا، والشعور بأداء دور في المجتمع يعطي قيمة ومعنى لحياته.

كلمة أخيرة

إن توفر خصائص في العمل الحر ليست موجودة في العمل الوظيفي لا يعني أفضلية العمل الحر على العمل الوظيفي والعكس صحيح، وقد سبقت الإشارة إلى أنّ الاختيار بينهما اختيار شخصي، وإذا كنت تتساءل أين مكاني المناسب في الوظيفة أم في العمل الحر؟، أجب عن أهم سؤالين وهما: هل أنت من الأشخاص الذين يحبون الروتين أم يفضلون التنويع والتغيير؟، وهل تشعر بأنك متناغم مع خصائص العمل الحر أم العمل الوظيفي؟، وتجدر الإشارة إلى أن العمل الحر لا يعني الكسب السريع دائمًا، ولا يعني المزاجية والكسل، بل قد يكون العكس فقد تحتاج في العمل الحر إلى الصبر والجدّ خاصة في البدايات، وتحتاج إلى ضبط عدد ساعات عمل محددة يوميًا بصرف النظر عن التوقيت الذي تختاره، ولعلّ الأمر المشترك بين العمل في وظيفة والعمل الحر لمن أراد النجاح هو الالتزام وامتلاك الشغف والرغبة.