هل تعلم أنّه أصبح بإمكانك أن تعمل وتجني الأموال، دون أن تكون وراء مكتبك من التاسعة حتى الخامسة؟

هل تعلم أنّك تستطيع أن تعمل في وظيفة حقيقيّة بغض النظر عن موقعك الجغرافيّ؟

هل تعلم أنّ ملايين الناس حول العالم يعملون من منازلهم تماماً وكأنهم في وظائفهم؟

في الوقت الحالي شاع مفهوم العمل من المنزل، وتزايدت أعداد الموظفين الذين باتوا يعملون من منازلهم بشكل كامل أو بشكل جزئي، وعليه، ففي هذا المقال إجابة عن سؤال ما هي الفوائد التي تعود على الموظف من عمله من المنزل، وما هي العقبات التي قد تحول دون إنجاز المهام، مع توضيح أفضل السبل والاستراتيجيات التي تساعدك على العمل بفعالية من المنزل.


فوائد العمل من المنزل

توجد العديد من المزايا للعمل من المنزل، وفيما يأتي ذِكر لبعض منها:[١][٢]

  • توفير المال: يختصر العمل من المنزل الكثير من النفقات على صاحب العمل، حيث يتمّ توفير ثمن المستلزمات المكتبيّة والمصاريف الشهريّة مثل فاتورة الكهرباء والإنترنت والإيجار، وبالنسبة للموظفين فيُوفّر عليهم مصاريف التنقّل من وإلى العمل، كما تقلّ النفقات المُترتّبة على الوالدين لِقاء رعاية الأطفال من حضانات ونوادٍ ما بعد المدرسة.
  • زيادة الإنتاج: تُساعد بعض العوامل المُتوفّرة في المنزل إلى زيادة إنتاجيّة الموظّف، ومن هذه العوامل: شعوره بالراحة بسبب الحريّة التي يحظى بها في المنزل، وذلك لعدم وجود أشخاص يقاطعونه ويشتّتون انتباهه أثناء العمل كما يحدث على وجه الخصوص في المكاتب المفتوحة.
  • الحفاظ على البيئة: بما أن وسائل التنقل تقل من العمل من المنزل، فهذا سيعود إيجاباً على البيئة، حيث ستقل نسبة العوادم الملوثة للبيئة الناتجة من حركة السيارات أو وسائل النقل المختلفة.
  • الحفاظ على صحّة الموظّفين: فالتنقل في المواصلات لساعاتٍ من أجل الوصول إلى العمل قد يؤدي إلى إرهاق الموظّف، ويقلّل من ساعات نومه، كذلك تقلّ نسبة انتشار العدوى من أي مرض؛ بسبب قلة الاختلاط بين الموظفين، ومن الناحية النفسيّة يساعد العمل من المنزل على توفير الفرصة للموظّف لقضاء وقتٍ إضافي مع عائلته، وممارسة نشاطاته المختلفة، مثل الرياضة والطبخ.


التحديات المتوقعة للعمل من المنزل

يَتّسم العمل عن بعد بمجموعة من المزايا، لكنّ في الوقت نفسه قد يواجه من يعملون من المنزل بعض التحديات والعقبات، وفيما يأتي طرح لبعض منها:[٣][٢]

  • فرق التوقيت الزمني: وذلك في حال كان فريق العمل يضم موظفين من بلدان مختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل في طريقة وتزامن عمل الموظّفين، فمثلاً قد يُسجّل موظّف دخوله، وفي ذات الوقت يُسجّل آخر خروجه، ويمكن حلّ هذه المشكلة عن طريق عمل جدول أعمال لتتبع كافة المشاريع والمهام التي أُنجزت في تاريخ محدد.
  • مشاكل تِقْنيَّة: يُعدّ ضعف الإنترنت إحدى المشاكل التِقْنيَّة التي قد تُؤدّي إلى تعطيل العمل، كذلك فإنّ عجز بعض الشركات عن توفير المَعدّات لموظفيها ُيعتبر تحدياً آخر، ويمكن تقليل حدوث مثل هذه المشاكل من خلال توفير المعدّات اللازمة لاستدامة العمل عن بُعد، مثل توفير اتصال قويّ على الإنترنت، بالإضافة إلى توفير مكتب دعم لتكنولوجيا المعلومات للحالات الطارئة.
  • التأثير السلبي على الصّحة النفسية للموظّفين: قد يؤدّي الروتين اليوميّ في المنزل، ومحاولة التوفيق بين العمل والواجبات المنزليّة، والعزلة عن الناس إلى التأثير على الصحّة النفسيّة للموظّف، ويتمّ حل هذه المشكلة عن طريق عمل غرف دردشة بين الموظّفين وتنظيم اللقاءات بينهم، كذلك قد يقوم الموظّف نفسه بوضع حدود لعلاقته بأفراد أسرته أثناء العمل.


كيف تعمل بفعالية من المنزل؟

لضمان سير العمل من المنزل بأفضل طريقة، يجب العمل على توفير بعض الأمور، منها:

  • جدولة الأعمال بصورة منظّمة ضمن نطاق زمنيّ محدّد، وتحديد وقت لبدء العمل وانتهائه، بحيث يضمن سير العمل بالصورة الصحيحة، إلى جانب التخطيط السليم لإنجاز المهام الموكلة، والقدرة على الانضباط، ومقاومة العوامل التي تُشتّت انتباه الموظّف أثناء عمله وتعطّل إنجازه، مثل: الواجبات المنزليّة، والعلاقات الأُسريّة والاجتماعيّة.[٤]
  • تقسيم المهام الكبيرة إلى مهامّ صغيرة مع تقليل الوقت اللازم لإتمام كلّ مهمّة، وبالتالي تصبح إدارة المهامّ أسهل، وبعد إنجاز كلّ مهمّة يمكن أخذ قسط من الراحة تتراوح مدتها من 15-30 دقيقة بحسب ما يتوافق مع الإنجاز.[٤]
  • تحفيز النَفس والبقاء في جوّ حماسيّ وإنجاز المهام المطلوبة بكفاءة، فقد يكافئ الموظف نفسه بعد إنجاز المهام الموكلة إليه، بمشاهدة التلفاز، أو الخروج مع أصدقائه.[٤]
  • التحدّي والإبداع، إذ من المفيد أن يتحدّى الشخص نفسه بإنجاز مهمة معينة خلال وقت محدد، وقد يجد بذلك فرقاً في إنجازه خلال وقت أقصر مقارنة مع الوقت الذي يمضيه في العادة لإتمام مثل هذه المهام.[٤]
  • التحلي بالمرونة، والقدرة على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصيّة والعمل، مع الحرص على إدارة الوقت، فبإمكانك الخروج نصف ساعة للجلوس مع عائلتك ثمّ العودة للعمل. [٥]
  • القدرة على التواصل، والتعاون والمناقشة مع المُدراء والزملاء، إذ بإمكانك استخدام البرامج والتطبيقات المعتمدة في مكان عملك للتحاور معهم حول قضية ما.[٥]


كيف أُحضّر مكتبي في المنزل؟

تُعدّ خطوة إعداد المكتب داخل المنزل من أولى خطوات النجاح لتحقيق الهدف من العمل عن بُعد، وفيما يأتي بعض النصائح لتحقيق ذلك:[٦]

  • إعداد مساحة عمل مناسبة: اختر غرفة هادئة في المنزل، بعيدة عن مصادر الإلهاء، مثل: التلفزيون والأطفال، ويضمن هذا الاختيار وضع حدود واضحة بين العمل والمنزل.
  • توفير الأدوات اللازمة للعمل بمواصفات تحافظ على الصحّة: بدايةً يجب توفير مكان للجلوس عليه، بحيث يتضمن مكتباً مناسباً مع كرسي مريح لتجنُّب آلام الظهر والرقبة، كما يجب توفير المعدات التكنولوجيّة كالإنترنت وجهاز حاسوب بشاشة حماية لتجنّب ضرر العينين.
  • توفير الإضاءة الجيّدة والحرارة المناسبة: تساعد الإضاءة الجيّدة على توفير الراحة للموظّف أثناء عمله، لذلك يجب الابتعاد عن مصادر الضوء الخافتة التي قد تسبّب النعاس، كما يراعى أن تكون حرارة الغرفة مناسبة للعمل، فلا تكون دافئة جداً فتسبّب النعاس، ولا شديدة البرودة فتُُشتّت الانتباه، ومن الجدير بالذكر أنّ وجود بعض النباتات التي لا تحتاج لرعاية كبيرة يضفي جوّاً من الإيجابيّة، ويخفّف التوتّر، ويقلّل من تلوّث هواء الغرفة.
  • العمل في بيئة محفّزة: إنّ وضع الصور العائلية والتذكارات قريباً من منطقة العمل يشكل حافزاً لإنجاز العمل بمتعة، كما أنّ اختيار الألوان المناسبة للغرفة يساعد على بثّ التفاؤل والطاقة في النَفس.
  • تجنب العمل في الملابس المخصصة للنوم: إذ إنّ ارتداء ملابس مهنية أثناء العمل يساعد على الشعور بالجدّية، والانخراط في جوّ العمل، كما قد يضطر الموظّف ليدخل في اجتماع فجأة لذلك يجب أن يكون جاهزاً في أي وقت.
  • توفير المستلزمات الخاصة بالعمل: إذ لا ضير من توفير القرطاسيّة اللازمة من أقلام ودفاتر، وأوراق الطباعة، مع التأكد من حفظ الأوراق والمستندات الخاصّة بالعمل داخل ملفات منظمة.


فرص عمل متاحة للعمل من المنزل

يُوفّر سوق العمل مجموعة من الوظائف التي يتمّ القيام بها من المنزل، وفيما يأتي ذِكر لبعض هذه الوظائف:[٧]

  • خدمة العملاء: إن كنت صبوراً، وتمتلك مهارات عالية في التواصل عبر الإنترنت، فبإمكانك إدارة طلبات العملاء عبر الإنترنت من خلال هذه الوظيفة.
  • وظائف حاسوبيّة للمبتدئين: إن كنت لا تملك مهارات تقنيّة عاليّة، وتبحث عن وظيفة سهلة لا تتطلّب تدريباً وتعليماً إضافيّاً فبإمكانك العمل كمساعد افتراضيّ، أو مدخل بيانات.
  • مبرمج الحاسوب: إن كنت ماهراً باستخدام التقنيّات وبرمجة الحاسوب، فهذه الوظيفة مناسبة لك للعمل من المنزل، حيث يقوم المبرمج بتحويل الأفكار إلى برامج وتطبيقات باستخدام لغات البرمجة، ولا يشترط في هذه الوظيفة أن تمتلك شهادة جامعيّة.
  • المبيعات: بعض الأشخاص لا يستطيعون التقيّد في العمل داخل المكاتب، إن كنت منهم، وليس لديك مشكلة في أن تسافر في بعض الأحيان، فانضم إلى عائلة موظفي المبيعات، بشرط أن تحقّق أهداف المبيعات التي يرجونها منك أرباب العمل، يمكنك أن تكون مساعد مبيعات، أو مدير حسابات، أو مدير مبيعات.
  • التعليم عن بعد: إن كنت تعمل في سلك التعليم، فأمامك فرصة للعمل في التعليم عن بعد، وذلك في ظلّ تزايد الطلب على المعلّمين عبر الإنترنت، كما يمكنك أن تعمل في وظيفة مطوّر مناهج، أو مدرّب كتابة، أو أستاذ مساعد.
  • مترجم: بإمكانك الحصول على هذه الوظيفة إن كنت تتقن لغتين أو أكثر، قد تكون مترجماً في شركة ترجمة، أو قد يُطلب منك أن تترجم القصص الإخباريّة والكتب والمقالات وصفحات الويب.
  • كاتب مستقل: في حال كنت تمتلك مهارات الكتابة، فيمكن أن تعمل بكتابة المقالات على الإنترنت ونشر محتواك الخاص.


المراجع

  1. MICHAEL HURD (10/2020), "ADVANTAGES AND DISADVANTAGES OF WORKING FROM HOME", officereality, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Employees working from home", nibusinessinfo, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  3. "Remote Work Disadvantages & Challenges", wrike, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Amy Morin (6/10/2020), "How to Stay Motivated When You Are Working From Home", verywellmind, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Jones Loflin (8/10/2015), "5 Skills You Need to Work from Home", flexjobs, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  6. "Setting Up a Home Office", wrike, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  7. ALISON DOYLE (8/8/2020), "The Best Jobs to Work Remotely", thebalancecareers, Retrieved 29/12/2020. Edited.