هل تقضي وقتاً كبيراً في التفكير؟ هل تعتقد أنّك تضيع وقتك في التفكير بأمورٍ لا داعي لها، ولا تعرف السبب في ذلك التفكير؟ هل تبحث عن طرق تساعدك في التخلّص من التفكير الزائد والمستمر؟ أحياناً قد نهدر وقتنا في التفكير الزائد بدلاً من العمل والبدء من جديد، فقد يفكر الشخص بموضوع ما كشيء حدث في الماضي أو التفكير بمشكلة معينة أو غيرها، ويبدأ بتحليلها والتفكير بتفاصيلها، وتكرار نفس الأفكار لنفس الموضوع مراراً وتكراراً، الأمر الذي سيعيقه من اتّخاذ الإجراءات اللازمة، ويستهلك طاقته بالتفكير الذي لا داعي له بدلاً من التفكير بالحلول والبدء بالعمل، وبالتالي عدم القدرة على تحقيق التقدّم والتطوّر في الحياة من جهة، وزيادة التوتر والقلق من جهةٍ أخرى[١] لذا لا بدّ من البحث عن طرق تساعد على التخلّص من التفكير الزائد، وسيتم عرض بعض تلك الطرق ضمن المقال.


لماذا نُقلق أنفسنا بالتفكير الزائد؟

تتعد الأسباب التي تدعو الفرد للتفكير بشكل زائد، منها:[٢]

  • اجترار الماضي: ويقصد به التفكير الزائد فيما يتعلّق بالأحداث الماضية وإعادة صياغة تلك الأحداث، كأن يقول الشخص في نفسه "لم يكن عليّ أن أتحدّث بهذه الطريقة في الاجتماع، فقد نظر إليّ الجميع باستهزاء"، أو مثلاً "كان يجب عليّ أن أبقى في وظيفتي، ولا أتركها أبداً، فلو بقيت فيها لكنت أكثر سعادةً وراحةً".
  • القلق من المستقبل: وينطوي القلق على التفكير بالمستقبل والتنبؤ بأحداثه، وغالباً ما يتم التفكير في المستقبل بشكلٍ سلبي، كأن يقول الشخص في نفسه "مهما فعلت من إنجازات، فلن يتم ترقيتي في الوظيفة"، أو " لن أقدّم العرض المطلوب مني بصورة جيدة، إذ سترتعش يداي، وسيتغيّر لون وجهي للون الأحمر، وسيقول الجميع أنني غير كفء لتقديم العرض".
  • أسباب أخرى تجعلنا نفكّر كثيراً، منها:[٣]
  • القلق الاجتماعي وما يرتبط به من القلق بشأن ما يجب أن نقوله، أو ما لا يجب أن نقوله.
  • اضطرابات القلق العام؛ كتخيُّل سيناريوهات سيئة ومخيفة حول أنفسنا وعائلتنا والعالم بشكلٍ عام.
  • تخيّل نتائج الأخطاء التي تمّ الوقوع بها وتعظيم تلك النتائج وجعلها سيئة.
  • اضطرابات الوسواس القهري كالتفكير في أفكارٍ مخيفة باستمرار.


كيفية تخطّي التفكير الزائد

فيما يلي بعض الطرق والنصائح التي ستساعدك على تخطّي التفكير الزائد والتخلّص منه:[٤]

  • كُن شخصاً عمليّاً وابدأ الآن: عادةً ما تكون البداية هي الخطوة الأصعب لتجاوز مرحلة التفكير والبدء بالتطبيق، وبالرغم من أنّ هذه النصيحة تبدو بسيطة، إلّا أنّ المعظم يجد صعوبة كبيرة في تنفيذها، ومثال ذلك، في حال كنت تريد إنقاص وزنك، فعليك تجاوز مرحلة التفكير والبدء بتطبيق إجراءات عملية لتحقيق هدفك، وابدأ بخطوات بسيطة وسهلة، فيمكنك بدايةً الامتناع عن تناول السكريات والوجبات السريعة مثلاً، وبعدها انتقل إلى خطوات أكبر، المهم أبدا بالتطبيق فوراً.
  • ضع خطة أسبوعية ويومية، وتابع تقدّمك: يساعدك التخطيط الجيد، على تخطّي التفكير الزائد، فيمكنك إعداد جدول بداية كلِّ أسبوع يتضمّن المهمّات التي عليك إنجازها خلال الأسبوع، وتدوين الخطوات العملية التي ستتبعها خلال كلِّ يوم لتحقيقها، والتزم بتنفيذ مخططك وتابع مدى تحقيق المهمّات المسجّلة في القائمة ومدى اقترابك للهدف النهائي دون إضاعة وقتك بالتفكير بالأشياء غير المهمة.
  • اصرف انتباهك عن التفكير الزائد: أحياناً يكون من الجيد إلهاء النفس عن التفكير عندما يكون بشكلٍ مبالغ به، فيمكنك أداء بعض الأنشطة التي تُلهيك عن التفكير، وتُشعرك بالسعادة في نفس الوقت؛ كممارسة هواياتك كالرسم، أو تعلّم بعض وصفات الطبخ الجديدة وتجربتها، أو الذهاب إلى دورة تتعلّق بموضوع يُهمك، أو أداء الأعمال التطوعية، وغيرها من الأنشطة التي تساعدك في التقليل من التفكير الزائد.[٥][٦]
  • ضع الأمور في نصابها: من السهل على الشخص تكبير المشكلات والانغماس في الأفكار السلبية، لكن عليك أن تكون واعياً لذلك، وفي حال واجهتك مشكلة حاول أن تبقى الأمور في نصابها وابدأ بالبحث عن الحلول لمعالجتها، وتجنّب تعظيمها، وذكر نفسك دائماً بأن هذا الوقت سوف يمضي وستسير الأمور على ما يرام.[٥]
  • لا تسعَ للوصول للكمال: يصعُب علينا الوصول نحو الكمال في شؤون حياتنا، فالسعي لتحقيقه يعدّ أمراً غير عمليّ وغير واقعي، ويؤدي إلى الإرهاق والإفراط في التفكير في إيجاد طرق للوصول نحوه، والذي سينعكس سلباً عليك، لذلك عند السعي لتحقيق أي إنجاز تذكّر دوماً أنّه عليك إنجازه باستغلال أفضل ما عندك من قدرات دون إرهاق نفسك بالسعي لأن تصل به إلى المثالية والكمال.[٥]
  • ركّز على حل المشكلات: عند وقوعك بمشكلة ما حاول أن تركّز على إيجاد حلولٍ لها بدلاً من التركيز على التفكير بها نفسها، وحاول السيطرة على تفكيرك، وضع عدّة حلول بديلة للمشكلة وفكر في كيفية منع حدوثها مرّة أخرى، وفي حال تعرّضت لمشكلة لا يمكنك التحكّم بها كإصابتك بمرض ما، ففكّر في الطرق التي ستساعدك على التعامل والتكيّف معها، بحيث تركّز في تفكيرك على الأشياء التي يمكنك التحكّم بها، إذ إنّ التركيز على الأشياء التي لا تستطيع التحكّم بها سيزيد الأمر سوءاً دون المساعدة في حل المشكلة.[٧]

المراجع

  1. Remez Sasson, "What Is Overthinking and How to Overcome It", www.successconsciousness.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  2. Amy Morin (12/2/2016), "6 Tips to Stop Overthinking", www.psychologytoday.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  3. TANYA J. PETERSON (31/12/2015), "Anxiety and Overthinking Everything", www.healthyplace.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  4. Scott Christ, "10 Simple Ways To Stop Overthinking", www.lifehack.org, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت LOLLY DASKAL, "10 Simple Ways You Can Stop Yourself From Overthinking", www.inc.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  6. Cindy Lamothe (14/11/2019), "Keep It Simple: 14 Ways to Stop Overthinking", www.healthline.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  7. Amy Morin ., "6 Easy Ways to Stop Overthinking Every Little Thing (and Just Enjoy Your Life)", www.themuse.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.