الحوار الناجح بين الزوجين

يمر الزوجان دائما في مواقف ومشاكل وخلافات تتطلب منهما التواصل البناءً وإنشاء حوار ناجح للتوصل إلى حل لمشاكلهما، في هذه المقالة سنناقش أهم الطرق والنصائح التي يجب اتباعها للحصول على حوار ناجح مع زوجك.


ابدأ الحوار مباشرةً وابتعد عن الغموض

إذا كنت تريد محادثة شريكك بخصوص موضوع حساس أو صعب، لا تبدأ المحادثة أو الحوار بقول "هل يمكننا التحدث؟ أو "يجب علينا التحدث"، بل ابدأه بوضوح وباعترافك له بأن الموضوع الذي ستناقشه به، موضوع صعب أو حساس أو تصادمي، أن لديك وجهة نظر مختلفة تريد مشاركتها إياه، وأنك تريد محادثته لتتوصلا معًا إلى حل يرضي جميع الأطراف أو للحصول على فهم أفضل لوجهات النظر المتعددة للموضوع، يمكنك البدء ببعض المقدمات مثلك "كنت أفكر في..."، "ما رأيك في..."، "أود التحدث عن..."، "أريد أن أفهم وجه نظرك حول..."، أي أبقى مقتدمتك بسيطة، وابدأ مباشرة في صلب الموضوع.[١]


غالبًا ما يقع أحد أو كلا الزوجين في فخ فكرة "إذا كان يحبني حقًا، فسيعلم أنني بحاجة إلى....'، وهذا ما يسبب العديد من المشاكل في الحوار بينهما، إذ يعتقد كل منها أنه الآخر يفهم تمامًا ما يفكر به، وأنه لا يريد أن يلبي طلبه أو احتياجه، وهذه فكرة خاطئة، لأن الآخر ليس بالضرورة أن يعلم، أو يفهم الفكرة التي تدور برأسك، إذ يعد الغموض أحد أكبر أسباب فشل الحوار بين الزوجين، لذلك يجب ن تكون واضحًا بشأن ما تحتاجه وتريده.[٢]


اختر الوقت والمكان المناسبين

يعد اختيار الوقت والمكان المناسبين لإجراء الحوارات أمرًا بالغ الأهمية، لأنه هناك بعض الحوارات التي تتحول إلى كوارث إذا كان الشريك منزعجًا من أمر ما أو متعبًا من العمل، أو ما زال غاضبًا من مشكلة أو موقف حدث بينكما، لذلك قبل أن تبدأ أي حوار مع شريكك، اتفق على مكان مناسب للحديث، وتجنب محاصرته، مثلًا لا تدعوه إلى السينما، ومن ثم تأخذه إلى أحد المطاعم لتجري معه نقاشًا في موضوع حساس، دون أن تخبره، أو تحاصره وتجبره على الحديث أو النقاش في السيارة.[١][٢]


استراتيجيات مهمة أثناء الحوار

فيما يلي عدة أمور يجب الانتباه إليها أثناء الحوار:[١][٣]

  • الاحترام: احترم الموضوع الذي يناقشك به الطرف الآخر، ولا تقاطعه ظنًا منك أنك تعلم عما يتحدث، أيضًا احذر من التحدث معه بنبرة الاستخفاف.
  • التواصل غير اللفظي: حافظ على تواصلكما البصري، وأظهر له قبول ما تسمعه منه، دون الضرورة أن تكون موافقًا عليه.
  • الاستعداد: لا تتحدث عن أفكارك أو احتياجاتك بشكل عشوائي بل ادعمها بالحقائق التي رأيتها بهدوء، أيضًا لا تخرج عن إطار أو موضوع المشكلة أو النقاش أو الحوار إلى مواضيع أخرى، ولا تكرر أفكارك مرارًا وتكرارًا.
  • الابتعاد عن أسلوب الاتهام: عند تعبيرك عن الانزعاج من موقف ما أو الاحتياج إلى شيء ما، أبدأ بالتحدث عن مشاعرك أنت وكيف أثر هذا الموقف أو الاحتياج التي تحتاجه عليك، فقل "أشعر بالإهمال والأذى عندما أراك تركز دائمًا على عملك فقط." بدلًا من، "أنت تركز دائمًا على العمل"، إذ ركزت الصيغة الأولى على مشاعرك، أما الصيغة الثانية وجهت الاتهام لشريكك، وألقت اللوم عليه.


لا تحمل الضغائن أو الأحقاد

تعد هذه النقطة أو النصيحة من أصعب النصائح التي يمكن تطبيقها، ولكنها مهمة جدًا للحوار الناجح بين الزوجين، فعند محادثتك للطرف الآخر حول مشكلة ما لحلها، فأنت بحاجة إلى التخلي عن الأحقاد أو الضغائن التي تحملها عليه، مهما كان السبب الذي أدى إلى ذلك، فبعد حواركما معًا وتوصلكما لنتيجة ترضي الطرفين، يجب إنهاء النقاش في هذه المشكلة وعدم العودة إليها في كل مرة يخطئ فيها، لأن هذا من شأنه أن يوتر العلاقة بينكما، وأن يقودها للفشل.[٢]


الإنصات

يعني الإنصات الاستماع للطرف الآخر بهدوء وتروي بعقل وقلب منفتحين، وإلّا سيظهر الشخص غير حاضر في المحادثة، أو أن انتباهه مشتت في أمر ما، أو الأسوأ وهو أن يظهر باردًا؛ أي أن تكون ردود فعله باردة اتجاه المشاعر المفرطة التي يتلقاها، وهذا من شأنه أن يحدث عدة مشاكل أثناء الحوار وبعده، أيضًا قد يستجيب البعض للحوارات الحساسة بردود دفاعية، لإثبات أنه ليس على خطأ أو لتبرير أخطائه، بدلًا من إنصاته للطرف الآخر ثم الاستجابة.[٤]


يمكن أن تُظهر للطرف الآخر تفهمك أو استماعك بإعادة صياغة ما سمعته من قبله، لإظهار تفهمك له، وفي نفس الوقت لست مضطرًا بالضرورة إلى الموافقة على ما يُقال، حيث تساعد هذه الطريقة على فهم وجهة نظر الطرف الآخر، على سبيل المثال، يمكنك أن تقول، "يبدو أنك منزعج مني؛ لأنك نسيت الاهتمام بـ...، أو لاستخدامي أسلوب غير جيد في الحديث معك البارحة... هل أفهمك بشكل صحيح؟".[٤]


ولأن القول أسهل من الفعل، قد يجد العديد من الأزواج أنفسهم في الحوارات دفاعيين أو مشتتين، لأن الإنصات من المهارات التي تحتاج إلى ممارسة مثل العديد من مهارات التواصل، ولا يكفي القراءة عنها فقط، ففي كل مرة تمارسه، يزداد إتقانك له، ويصبح أسهل عليك فعله.[٤]


الأسئلة المفتوحة

عند محاورتك للطرف الآخر، ابتعد عن أسلوب التهكم أو سؤال الأسئلة الاستنكارية، مثل "متى ستتوقف عن الكلام وتستمع لي؟" أو "متى ستخرج القمامة، دون أن أخبرك؟"، إذ يقوم مثل هذا النوع من الأسئلة إلى حوار غير صحي، حيث يعمل صاحبه على تنفيس غضبه وإحباطه دون التوصل إلى قرارات أو حلول فعّالة للمشكلة، لذلك اطرح أسئلة مفتوحة على الطرف الآخر لمساعدتك في اتخاذ القرارات مثل، "ماذا تقترح عليّ من أفكار أو أفعال لمساعدك في إخراج القمامة؟".[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "How to Have Difficult Talks About Your Marriage", verywellmind, Retrieved 11/9/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How to Improve Communication in Marriage, According to a Divorce Lawyer", purewow, Retrieved 11/9/2022. Edited.
  3. "Talk It Out: Communication 101 for Couples", healthline, Retrieved 11/9/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "18 Communication Tips for Couples", healthy psych, Retrieved 17/9/2022. Edited.