لطالما كانت الحياة تغرقنا بهمومها ومشاكلها، فنقف للحظة ونجد أنها أصبحت معقدة وصعبة ويستحيل التعايش معها، لذلك يجب عليك أن تتعلم كيف ترسم الطريق للراحة والقناعة وفهم الذات وبالتالي فهم الحياة، ولن يتحقق ذلك إلّا إذا تصالحت مع نفسك وقررت المُضي قُدمًا نحو الهدف الذي تطمح إليه، ومن هنا نتطرّق إلى أهم الأدوات التي تساعد على فهم الحياة وإدارتها بالطريقة التي ترغب بها.


خطوات تساعدك على فهم الحياة

لن تستطيع مواصلة الطريق في الحياة وفهمها إذا لم تفهم نفسك ورغباتك جيدًا، ومن هنا لا بد أن نتطرق إلى أهم الخطوات التي تساعد في تحقيق ذلك ويمكن إجمالها على النحو الآتي:[١]


أدرك أن التغيير شيء أساسي في الحياة

دعنا نعود سويًا لحياتك فهي مليئة بالتقلبات، ولا بد أنك شعرت للحظة في حياتك السابقة أن الحياة لن تتغير ولكن سرعان ما يظهر لك العكس وتتغير الأحوال وتتبدل المعطيات، إذا فكرنا بالأمر فإن كل ما تعيشه اليوم لن تراه في الغد بل سيصبح ذكرى من الماضي، وهنا نتعلم درسًا بأن التغيير هو ركيزة من ركائز الحياة الأساسية، وإذا نظرت إلى الأمور بالصورة الصحيحة ستجد أنك قد اكتسبت الخبرة والقوة من الماضي بسبب جميع الظروف والمواقف التي واجهتها.[٢]


ابحث في داخلك عن السعادة

إذا نظرت حولك ستجد أن السعادة ليست معرفة في شيء مادي أو معنوي محدد، ونظرتك إلى السعادة ستختلف عن غيرك، لذا تعلم كيف تصنع السعادة من ركام الصعوبات وكيف تصل إلى الراحة والهدوء في أحلك الليالي والظروف، ودعني أخبرك شيئًا، لا تحصر أسباب السعادة لديك بالوصول إلى نتائج أو طموحات معينة، بل ابحث عنها في من حولك وفي نفسك، استمع إلى أغنيتك المفضلة، اقرأ كتابك في المساء حين تنهي جميع مهامك على أكمل وجه، ابتعد عن الفوضى واستلقي وراقب حواسك وتأمل السماء والنجوم، ابحث عن جمال الأشياء من حولك فهي كثيرة وخلابة.[٢]


حدد الأهداف التي ترغب بتحقيقها

لن تتمكن من الوصول وعيش الحياة التي تريدها إذا ما وضعت لنفسك أهدافاً وعملت على تحقيقها، ولا تتوقع الوصول السهل والمباشر لها، وإنما عليك أن تبدأ في العمل على تحقيقها شيئًا فشيئًا وخطوة فخطوة، وبالتأكيد ستصل إذا آمنت بنفسك وبقدراتك، وأول خطوة يجب أن تقوم بها هي أن تتعلم كيف تضع هدفًا قريبًا وهدفاً بعيداً، بمعنى أن تضع أهدافاً يومية وأسبوعية تساعدك على الوصول إلى هدفك الكبير، ولا تتوقف عن المحاولة لأنك ستصل في النهاية إذا ما آمنت بنفسك على تحقيقها، فمثلاً يمكنك وضع خطة لأهدافك وفقاً لجدول زمنيّ مناسب لتحقيقها وعندما تصل لواحد من الأهداف ضع إشارة أمامه وانتقل للهدف الذي يليه، وهكذا ستنظر لنفسك يومًا وتجد أنك حققت الكثير.[٣]


احرص على تقدير ذاتك

قد تجد نفسك ضائعًا ولا تعلم ماذا فعلت في حياتك لهذه اللحظة، لذلك أقترح عليك أن تجلس مع نفسك وتطرح بعض الأسئلة، ولنفرض أنك تعمل في وظيفة التعليم، تستطيع سؤال نفسك ما هي الأمور الجيدة والنافعة التي أمارسها في التعليم؟ نعم أنت تخرج أجيالًا من الطلاب وتمدهم بالعلم والخبرات التي تضمن لهم حياة عملية ناجحة، وتبتكر الطرق المثلى في إيصال المعلومات لهم لذلك أنت متميز في عملك، بالإضافة إلى أنك تزرع فيهم القيم والمعتقدات والمبادئ فأنت شخص قيادي لا تتكرر.[٤]


امتلك الشغف والحب

لا يمكن أن تسير الأمور بالطريقة الصحيحة، إذا لم تكن تمارس مهامك وواجباتك برغبة وحب وطاقة كافية للمضي قدمًا في تحقيق أهدافك، ومن هنا نقول إن الإيمان بالقدرات الذاتية واحترام الذات هي من الأساسيات التي يُبنى عليها التقدم الصحيح والحصول على النتائج التي تتمناها، وفي الحقيقة يكون الإنسان ضائعًا بين متطلبات الحياة والعمل والأسرة والتربية وغيرها من الالتزامات، ولكن ستشعر بسهولة هذا العمل إذا ما نظرت إليه بنظرة أخرى مليئة بالرضا والتفاني في العطاء، فمثلاً إذا كنت تقوم بعملك الذي تشعر اتجاهه بالملل والضجر، أنا أنصحك بأن تنظر إليه كوسيلة للكسب الطيب ولو كان قليلًا، ومن خلاله أنت ترسخ المبادئ العامة في الإنتاجية وكونك منتجًا فأنت إنسان رائع وتستحق أن تكون سعيدًا.[٣]


ابحث عن الإجابات داخل نفسك

لا تنظر بعيدًا عندما يتعلق الأمر بذاتك، وبالأسئلة التي ترغب في الحصول على أجوبة لها، فمثلاً قد تتساءل عن سبب وجودك في الحياة، أو ما هي الوظيفة المثالية التي ستقوم بها، أو ما هو التخصص الملائم لك، هنا لا يمكن لأحد أن يعطيك الجواب الشافي، أما لو سألت نفسك ستجد أنك في الحقيقة تميل لبعض الأعمال ويجذبك النمط الحياتي الذي يعيشه البعض، استمع لنفسك وانظر ماذا يستميلها، ومن الجدير بالذكر أن هذه المرحلة من الحياة يمر بها الإنسان كثيرًا؛ في محطات بداية العمر ومع انتهاء الدراسة ودخول معترك الحياة، حيث تجد نفسك تائهًا ولا تستطيع التعرف إلى قدراتك ونقاط القوة الكبيرة في داخلك، وهنا أنصحك أن تجلس مع نفسك وتتأمل وتبتعد عن الضجيج لتتمكن من ترتيب ذاتك وإيجاد الإجابات الشافية.[٤]


اترك القلق وعش اللحظة

أنت تخاف من المستقبل وما يحويه من تقلبات سواء في العمل أو الحياة أو في العلاقات، وليس ذلك فقط فأنت تبحث عن الراحة في كل مكان، ولكنك لن تجد ما تبحث عنه إلّا داخل نفسك عندما تنصت لها ستعرف الطريق وتجد خلاصك، وخذ معي هذه الأفكار وتمعن بها جيدًا، هل أنت من يتحكم بتقلبات الحياة؟ وهل القلق سيمنع الموت أو المرض مثلاً؟ نعم أنا انتظر الإجابة التي لا بديل عنها وهو أنك لا تملك أيًا مما سبق، لذلك أنصحك بعش يومك وإنجاز مهامك على أكمل وجه، واحرص على أن تطور نفسك وتحقق أحلامك دون التفكير الزائد بما سيؤول له المستقبل، عش اللحظة الحالية واسترح.[٣]


لا تخف من التغيير

كثير من الأحيان نتوقف لننظر إلى الماضي فنجد أن خطواتنا كانت غير صحيحة ومبعثرة أو لا تتجه إلى الطريق الذي تريده فعلياً، وعليه فلا بأس من أن تغير خيارك ولا تخشَ الفشل، لأنك لو كنت تسير بالشكل الخاطئ فليس هناك ما تخشاه في التغيير، ولنفرض أنك تدرس تخصصاً جامعياً ووجدت أنه لا يحقق طموحك، لم لا تغير التخصص؟ إذا كنت تخشى الوقت فاعلم أن سنواتك الآتية التي ستعيشها بسعادة ورضا أفضل من أن تكمل حياتك في الندم والتعب، وإذا كنت تخشى كلام الناس، ففي الحقيقة لا أحد يكترث لأمرك مثلك أنت، كما أنهم لن يرافقوك إلى محطات طريقك؛ لذلك لا يهم افعل ما تريد وما تراه مناسباً فهذه حياتك.[٥]

المراجع

  1. "Tips for Understanding, and Living, Life", psychcentral, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "The Earlier You Understand Life Is Always Changing, The Happier You Will Be", lifehack, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "7 Steps to Living Your Life With Purpose", entrepreneur, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "finding-life-purpose", jackcanfield, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  5. "Understand-Your-Importance-in-Life", wikihow, Retrieved 8/3/2021. Edited.