يتساءل الكثيرون عن كيفيّة زيادة سرعتهم في الحفظ والفهم، فالبعض يعتقدون أنّ هذه الأمور هي موهبة طبيعيّة لا يمكن اكتسابها، ولكن في الحقيقة أنّ مهارة الحفظ السريع يمكن أن يكتسبها الإنسان حالها حال المهارات الأخرى، حيث يتمّ تطوير المهارات من خلال ممارستها بشكلٍ متكرّر لتصبح مألوفة، فيصبح الشخص قادراً على استخدام هذه المهارات بسرعة، وبجهد أقلّ من السابق، ومن الجدير بالذكر أنّ مهارة الفهم السريع تتطلّب بذل جهد واضح لتطويرها وزيادتها، وفي هذا الصدد يتناول المقال مجموعة من الطرق التي تزيد من سرعة الفهم.


كن مستعداً

لتحصل على أفضل النتائج، وتطوّر مهاراتك في الحفظ والفهم عليك في بادئ الأمر أن تختار المكان والوقت الذي يناسبك وتشعر فيه بالراحة وتكون مستويات التركيز خلاله مرتفعة، سواء كنت تجد التركيز في الأماكن الهادئة أم لا، أو تشعر أن تركيزك في الصباح أعلى من المساء أو العكس، أياً يكن المهم أن تختار ما يساعدك على البدء بقوة، وقد يفيدك قبل أن تبدأ بالدراسة القيام ببعض التمارين الرياضية الخفيفة من باب تنشيط الجسم والذهن كالمشي لمدة 15 دقيقة، وشرب كوب من الشاي الأخضر الذي يعتبر محفّزاً لتنشيط عمل الذاكرة.[١]


دوّن ملاحظاتك على الورق

على الرغم من أنّ الكتابة بخطّ اليد تعدّ وسيلة تقليديّة وبطيئة ومعقّدة في زمن التكنولوجيا المتسارع، إلّا أنّها الطريقة الأفضل لتعزيز قدرتك على الفهم، إذ إنّ الكتابة باليد تسهم في تعلّم المزيد من الأشياء، كما أنّ إعادة صياغة المعلومات بلغتك الخاصّة أثناء الكتابة تساعدك على الاحتفاظ بما كتبته من معلومات، وتذكّرها واسترجاعها بشكلٍ أفضل في وقت لاحق، لذلك لتزيد من سرعتك في الفهم تجنّب الاعتماد الكلّي على الأجهزة الإلكترونيّة في تسيير أمور حياتك، يمكنك تخصيص دفتر جانبيّ لتكتب عليه أهم المعلومات والأفكار الرئيسية.[٢]


قسّم المادة إلى أجزاء

من الطرق التي تساعد على زيادة فهمك تقسيم الموضوع الذي بين يديك إلى أجزاء، وكلّما حفظت جزءاً قم بإضافته إلى الأجزاء التي تمّ حفظها سابقاً، وكلّما حفظت نصّاً قم باسترجاعه وربطه مع النصوص السابقة، هذا فضلاً عن أنّ هذه الطريقة تعدّ وسيلة ناجحة في الحفاظ على المعلومات من الضياع وتثبيتها في الذهن.[١]


احرص على التكرار وتحرّر من الروتين

يساعد التكرار في تطوير مهارة سرعة الفهم، ولكن من الضروري عدم الالتزام بنفس الطريقة والأسلوب أثناء تطوير هذه المهارات، عليك بالتنويع ولو كان على نحو قليل في البداية، فذلك سيساعدك على التعلّم بشكلٍ أفضل، والحصول على نتائج إيجابيّة، ويمكنك التنويع في أساليب التعلم، من خلال دراسة جزء معين من خلال تلخيص ما فهمت كتابياً، ثمّ مشاهدة فيديو تعليمي يشرح جزئية تريدها، وهكذا،[٣] واحرص على ألا تحصر نفسك داخل المكان الذي اعتدت على التعلّم فيه، وحاول أن تبحث عن أماكن أخرى تُشعرك بالراحة والهدوء أثناء تواجدك فيها، وتساعدك على الاستيعاب والتركيز، وسّع خياراتك، فذلك يؤدّي إلى زيادة فاعلية عمليّة التعلّم.[٣]


ابتعد عن الحشو في تلقّي المعلومات

احرص على الممارسة الموّزعة، بمعنى تقسيم وقت التعلّم إلى جلسات قصيرة يفصل بينها فترات من الراحة، إذ إن أخذ فترات من الراحة بشكلٍ منتظم يساعد في زيادة الإنتاجيّة والتركيز، والتقليل من الإرهاق الذي ينتج عن الإفراط في التعلّم، وذلك من خلال الموازنة بين كميّة المعلومات التي تتعلّمها وبين وقتك خلال اليوم، [٣]وعليه فيمكنك عند مضي 50 دقيقة في الدراسة المتواصلة والجادة أخذ استراحة لمدة 10 دقائق.[٢][٣]


تسجيل الملاحظات والمعلومات

تعدّ هذه الطريقة فعّالة في زيادة فهمك وتثبيت حفظك، ويمكنك القيام بها من خلال قراءة الملاحظات والملخّصات التي كتبتها سابقاً، وتسجيلها على هاتفك، حيث يساعد الاستماع إلى التسجيلات مراراً وتكراراً في مراجعة المعلومات وتثبيتها في الذاكرة قصيرة المدى، ويمكنك أن تقوم بالمراجعة أثناء القيام بمهام أخرى خارج بيئة التعلّم، على سبيل المثال وأنت تقوم بالمهام المنزلية مثل غسل الصحون أو أثناء القيادة أو انتظار الحافلة، اختر ما يناسبك.[١]


خذ قسطاً كافياً من الراحة

مهما كانت رغبتك في التعلّم وصقل مهاراتك قويّة لا بد لك من التوقّف قليلاً، ووضع كلّ ذلك جانباً، والانتباه إلى حياتك بعيداً عن أي أنواع التعلّم، وإعطاء ذهنك وقتاً للراحة وممارسة أنشطة تجد المتعة فيها، مثل الخروج مع أصدقائك، أو الرسم أو تلوين الماندالا (أشكال هندسية متداخلة)، أو مشاهدة فيلم تفضله مع عائلتك، فذلك سيساعدك في تدارك وفهم ما كنت تشعر فيه بالضعف والنقص، وستبدأ من جديد بحيوية ونشاط ويصبح الحفظ والفهم أسهل بكثير من ذي قبل،[١] كما سيساعد الحصول على المقدار الكافي من النوم في تحسين عمل الذاكرة، حيث أثبتت الأبحاث وجود علاقة وثيقة بين النوم الصحّي والكافي وتحسين مستويات الفهم والأداء، وتذكّر المعلومات بشكلٍ أفضل، والشعور بالراحة أيضاً.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Jon Negroni (4/2/2021), "How to Memorize More and Faster Than Other People", lifehack, Retrieved 11/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Deep Patel (21/11/2018), "10 Proven Ways to Learn Faster", entrepreneur, Retrieved 11/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Elle Kaplan (26/1/2018), "5 Ways to Learn Anything Faster and Better, According to Science", medium.com, Retrieved 12/3/2021. Edited.