هل تشعر بأنّك شخص غيور، وذلك يزعجك؟ هل تبحث عن طرق للتخلّص من الغيرة وتجنّبها؟ تعدّ الغيرة من المشاعر السلبية، ويمكن اعتبارها بأنّها سبب كافٍ لتدمير العلاقات بين الآخرين مهما كانت قوية، فقد تخلق عدم الثقة بينهم وتسبب التوتر للشخص الذي يغار كما قد تؤثر على تدنّي احترامه لنفسه، وتزيد الشك في نفسه تجاه الآخرين، وبالرغم من أنّ هذا الشعور قد يصيب عدد كبير منّا في بعض المواقف، إلّا أنّه ينبغي علينا عدم السماح لتلك المشاعر بالتزايد في أنفسنا، ومن المهم السعي للتحكّم في الغيرة التي نشعر بها، ومحاولة السيطرة عليها حتى لا تنعكس سلباً على حياتنا مع انفسنا والآخرين،[١] وفيما يلي أهم الطرق التي تساعدك على التحكّم في غيرتك والتخلّص منها.


اعترف بمشاعر الغيرة

في حال لاحظت بأنّك تشعر الآن بالغيرة، فاعترف لنفسك بما تشعر به قبل أن تتصرّف بناءً على مشاعرك، وخذ عدّة دقائق للتفكير بتلك المشاعر، ولا تحاول إنكارها، إذ إنّ تسمية مشاعرنا والاعتراف بوجودها مهما كان نوعها يساعدنا في البدء في السيطرة عليها، ومن بعض العلامات التي تدل على أنّك تشعر بالغيرة: كثرة مقارنة نفسك بالآخرين، ودائماً ما تُخرج نفسك خاسراً في تلك المقارنات، وقضاء وقت كبير في التفكير بالأشياء التي يمتلكها غيرك وتتمنى لو أنّها لك، أو الشعور بالحزن والضيق مثلاً حين ترى صديقك المفضّل أو أيّ شخص عزيز عليك يقضي وقته مع غيرك.[٢]


لا تتصرف بناءً على غيرتك وأنت مستاء

بعد تسمية مشاعرك والاعتراف بوجودها، حاول تهدئة نفسك حتى لا تتصرّف بما تندم عليه لاحقاً، وأدرك أنّ الشعور بالغيرة أمر طبيعيّ في بعض المواقف، لكنّ الأمر غير الطبيعي هو أن تتصرف بناءً على غيرتك، كأن تتهم شريكك بأشياء غير صحيحة لأنك تغار منه، أو تسيء التصرف مع أي شخص دون سبب، في حين أنّك لو لاحظت وجود تلك المشاعر وتجنّبت أيّ تصرّف مباشر وأخذت نفساً عميقاً فستلاحظ أن مشاعر الغيرة بدأت تختفي، وبعدها يمكنك معالجة تلك المشاعر بطريقة صحيحة عقلانية، كأن تتحدّث إلى الشخص الآخر حول ما شعرت به.[٢]


ابحث عن إحساسك بالأمان

من أفضل الأشياء التي يمكن فعلها عندما تبدأ الغيرة تراودك هو التركيز على قوتك الداخلية ومحاولة التغلّب على الناقد الداخلي في نفسك والذي يزيد من مشاعر الغيرة، وركّز على أفكارك وأدرك أنّ الجيمع يمتلك بعض السلبيات ولا يوجد أحد مثالي وقادر على إرضائك وتلبية ما تريده بشكلٍ كامل، واعلم أنّك لست بحاجة لمحبة شخص معين حتى تكون بخير، فذلك يُشعرك بالاطمئنان والأمان، لذا تعلّم أن تتعاطف مع ذاتك للوقوف في وجه الأفكار السلبية والناقد الداخلي، مع الحرص على أن تتواصل مع الآخرين ولا تنعزل عنهم، بل تقبّل حياتك وأصدقاءك وأفراد عائلتك كما هم، فذلك يساعدك على التعامل مع مشاعر الغيرة بشكل صحيح منذ أن تنشأ.[٣]


تحدّث إلى صديق موثوق به

عندما تشعر بأنّ الغير بدأت تسيطر عليك، فيمكنك اللّجوء إلى طرف ثالث للتحدّث إليه والتعبير أمامه عن مشاعرك، فذلك يقلّل من مخاوفك كما أنّ صديقك يساعدك على النظر إلى الموضوع بمنظور مختلف،[٤] وفي هذا احرص على اختيار صديق موثوق به ويفكر بإيجابية، حيث سيساعدك ويدعمك في التغلّب على الغيرة، كما أنّ التنفيس بحدِّ ذاته أمام صديقك يخفّف من مشاعر الغيرة، ويسمح لك بالبقاء على المسار الصحيح، ويمكن اعتبار أنّ التنفيس عن مشاعرك أمام ذلك الصديق يعدّ شيئاً جيداً ما دامه يساعدك على التخلّي عن مشاعر الغيرة السلبية، والاعتراف بأنّها مشاعر غير منطقية أو غير عقلانية.[٣]


ذكر نفسك بصفاتك الإيجابية

تأكّد أنّك تمتلك العديد من الصفات ونقاط القوة التي تميّزك عن الآخرين، وعندما تشعر بأنّ مشاعر الغيرة بدأت تراودك ذكّر نفسك بتلك الصفات والميزات، فذلك يساعدك على التغلّب عليها، ومثال ذلك؛ قد تشعر بالغيرة من صديقك الذي يُعدُّ طعاماً لذيذاً لأطفاله، لأنّك غير بارع في الطهي، ففي هذه الحالة ذكّر نفسك بأنّك متميز في تأليف القصص وقراءتها لأطفالك وهم يستمتعون بها.[٥]


عزّز حبك لذاتك وثقتك بنفسك

يعدّ الافتقار إلى حب الذات أو الثقة بالنفس من أحد مسببات الشعور بالغيرة، فالشخص الذي يفتقر لحب الذات أو الثقة لسببٍ ما؛ كوجود شخص خانه في الماضي، أو أن يعامله أحد بقسوة، قد يزيد لديه شعور الغيرة من الآخرين، وفي نفس الوقت فإنّ العلاقات الصحية والقوية تنشأ بين الأفراد الذين يتصفون بتقديرهم لذاتهم، وأدرك أنّه لا يوجد سبب لعدم ثقتك بالآخرين أو الشعور بالغيرة منهم، فأنت شخص رائع ولديك الكثير من الميزات التي تُحبّب الآخرين بك، لذا انتبه لذلك، وحاول تعزيز حبك لذاتك وتقديرك لنفسك، حتى تستطيع التغلّب على مشاعر الغيرة، ويمكنك تعزيز احترامك لذاتك وثقتك بنفسك من خلال عدّة أمور كالاهتمام بصحتك الجسمية والعقلية، والسعي لتطوير نفسك ومهاراتك وأن تتعلّم كيف تقدّر الآخرين، وغيرها من التصرفات.[١][٦]


توقف عن مقارنة حياتك بالآخرين وركّز على ما لديك

يعدّ التركيز على النعم التي يمتلكها الآخرون، ومقارنة النفس بهم أحد أكبر الأسباب التي تجعلنا نشعر بالغيرة، وخصوصاً أنّ الشخص عادةً ما يقارن أسوأ ما عنده بأفضل ما عند الآخرين، أو ما يتخيّلها عنهم، وفي هذا أدرك أنّه لا أحد يمتلك كل شيء، وكل شخص لديه مشاكل وعيوب ونقاط ضعف مثلك تماماً، فلا تقارن نفسك مع الآخرين، وبدلاً من ذلك حوّل تركيزك على النعم التي تمتلكها أنت، ولا تنظر لتلك النعم على أنّها أمر مُسلّم به، وكُن ممتناً لجميع النعم والميزات التي تمتلكها.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب Sylvia Smith (9/9/2020), "How to Overcome Jealousy in a Relationship", www.lifehack.org, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Kelli Miller (22/2/2021), "How to Overcome Jealousy", www.wikihow.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "How to Deal with Jealousy", www.psychalive.org, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  4. Crystal Raypole (31/10/2019), "12 Ways to Let Go of Jealousy", www.healthline.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  5. Margarita Tartakovsky (4/3/2014), "8 Healthy Ways to Deal with Jealousy", psychcentral.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  6. Charlotte Bridge, "Overcoming jealousy: The 10 Dos and Don’ts", www.elitesingles.com , Retrieved 6/4/2021. Edited.
  7. JOSHUA BECKER (29/10/2019), "A Helpful Guide to Overcoming Envy", www.becomingminimalist.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.