فن الحياة

عندما تمشي في الشارع ستقابل العديد من الوجوه في طريقك بعضها يبتسم، وبعضها حزين، ولعلّك تتساءل كيف يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا؟، وهل السعادة حالة دائمة يعشيها الإنسان أم إنها مجرد شعور عابر ويمضي؟، وهل يمكن أن يصل الإنسان إلى حالة من السعادة الدائمة؟، هذه الأسئلة تخطر على بال الكثيرين فلا أحد يحب أن يحيا حزينًا، ولكن السؤال الأهم كيف يتعلّم الإنسان فن الحياة والمقصود به فن الوصول إلى أكبر قدر من الرضا والسعادة والاطمئنان والتوازن والسلام الداخلي؟، هل هذه المطالب مستحيلة أم أنها تصنّف في خانة الأهداف التي تتطلّب العمل والسعي للوصول إليها؟، لا شكّ في أنّها تندرج تحت هذه الخانة، وهذا المقال سيزوك بأهم النصائح لإتقان فن الحياة.^[١]

تحديد الأولويات

لا يمكن لشخص غير منظم ولا يعرف هدفه أو وجهته في هذه الحياة الوصول إلى السعادة والتوازن، لذلك فإن الخطوة الأولى للتوازن هي تحديد الأولويات التي قد تختلف من شخص إلى آخر، فبعض الأشخاص يهتمون أولًا بالعائلة ورعاية الأطفال، وآخرون يهتمون بالعمل، والبعض يجدون أن أهم أولوية لديهم هي السفر والتعرّف إلى الآخرين، لذا احرص على ترتيب أولوياتك من الأهم إلى الأقل أهمية لتتعرف كيف ستوزع وقتك بكفاءة، وتجدر الإشارة هنا إلى وجود عدة عوامل تجعل الأولويات مختلفة، منها: العمر، واختلاف الظروف لكل شخص، والميول والهدف.^[١]

الخروج من منطقة الراحة

إن الجلوس لساعات طويلة أمام الهاتف أو التلفاز، أو إضاعة الوقت في الأحاديث والكلام غير النافع يبدو أمرًا مريحًا للكثيرين، ولكن المكوث لوقت طويل في منطقة الراحة سيصيب الإنسان بالكسل الذي سيمنعه من اكتشاف أهدافه والسعي إلى تحقيقها، لذلك لا بد من المخاطرة من حين إلى آخر والخروج من منطقة الراحة وتجربة أشياء جديدة، ومن الاقتراحات التي يمكن تجربتها البحث عن عمل جديد، أو تعلّم مهارة وتطوير هواية، أو تجربة رياضة جديدة، أو التصرف بشكل لم تتوقعه من نفسك، مثلًا إذا كنت من أولئك الذين أحبوا فكرة المكوث في المنزل جرّب أن تقول نعم لأول اقتراح يأتيك من الأصدقاء للخروج من المنزل.^[١]

ممارسة الامتنان

من أسباب الإحباط وعدم التفاعل مع مجريات الحياة شعور الإنسان بأنّ هناك ما ينقصه دائمًا، ومهما أحاطه الله بالنعم يظل ينظر إلى الأمور التي لم يحصل عليها، وحل ذلك هو تذكير الإنسان نفسه بالنعم، وفي هذه الحال يُنصح بكتابة خمسة أشياء أنت ممتنّ لحدوثها في يومك كل مساء، واكتب قائمة أخرى بالنعم الموجودة في حياتك بشكل عام، مثل السمع، والبصر، والصحة، وتوفر الطعام والشراب، ووجود الأصدقاء، حيث سيساعدك ذلك على التركيز على الموجود بدل المفقود، وخلق مشاعر إيجابية، وهذا يعني تطوّرًا إيجابيًا مستمرًا في حياتك.^[٢]

عدم السعي لكسب رضا الآخرين

إنّ الاهتمام بكلام النّاس وأخذ كل كلمة على محمل الجد سيحوّل حياة الإنسان إلى سلسلة من المحاولات للإرضاء، والنتيجة ستكون بأن يخسر طاقته وسيعود الأمر على نفسه سلباً، ومن هنا يشار إلى أنّ أهم فنّ من فنون الحياة هو التركيز على الأهداف والإنجازات، وأخذ النقد البناء بصدر رحب، وتجاهل آراء الحاسدين أو المنتقدين من ينتقدون لمجرد الانتقاد لتفريغ طاقتهم السلبية، هذا إلى جانب قول "لا" عند الحاجة، إذ يصعب على المرء أن يقول "نعم" لأي طلب يوجه إليه لمجرد إرضاء الآخرين، إذ إنّ ذلك سيخلف أعباءً نفسية وجسدية لا يطيقها الشخص.^[٢]

تقبل الذات والصدق مع النفس

من المهم أن يتقبل الإنسان ذاته ويصدق مع نفسه حتى لا يظل في مكانه وسط الأوهام أو الخيالات، هذا فضلاً عن أنّ الصدق مع النفس سيجعل حياة الإنسان أكثر ثراءً وتقدمًا، ومن الأسباب التي تدفع الإنسان إلى الكذب على نفسه خوفه من الحقيقة لأنها قد تكون جارحة، أو خوفه من التغيير، لأن بعض العادات السيئة التي تعيق التقدم في الحياة مثل الإدمان بكل أنواعه، أو العصبية، تحتاج من الإنسان إلى قرار واعٍ والتزام ووعد بالتغيير.^[٣]

الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية والعقلية

ويمكن تطبيق ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واختيار نظام غذائي صحي متوازن، والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة ويُنصح بالنوم مدة 8 ساعات يوميًا وشرب كميات كافية من الماء خلال اليوم، إلى جانب ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، والحرص على الاستماع إلى كل ما يولد الإيجابية والبعد عن السلبية بكافة أشكالها سواءً أكانت على هيئة حوارات، أو كتب، أو منشورات، أو أشخاص، فكل ما يمر به الإنسان يؤثر فيه، وكل من يتعامل معه أيضًا يؤثر فيه بطريقة أو بأخرى، هذا إلى جانب الاهتمام بتنمية مهارة القراءة لما لها من آثار إيجابية على الصحة العقلية والنفسية.^[٣]