الشخصية هي مجموعة الصفات التي يمتلكها كل شخص وتميزّه عن غيره من الأشخاص، والتي ينتج عنها اختلاف في سلوك الأفراد،[١] وهناك العديد من العوامل التي تؤثّر في تكوين الشخصية، وفي هذا المقال شرح لهذه العوامل المختلفة.


العوامل الداخلية أو البيولوجية

تتعلق هذه العوامل بطبيعتنا البيولوجية كبشر، والعوامل الوراثية، والجهاز العصبي، والغدد، وغيرها،[٢] وفيما يلي توضيح لهذه العوامل:


العوامل الوراثية

بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه العوامل الوراثية في الخصائص الشكليّة للشخص، فإنها تلعب دوراً في تحديد بعض السّمات الشخصية له، فتكون هذه السمات مولودة مع الشخص، ويصعب التخلص منها أو تغييرها، ومن هذه الصفات، المزاج ومدى هدوء الشخص الذي يلعب دوراً في طريقة تفاعله مع المواقف المختلفة.[٣]


الصفات الجسدية

ويقصد بها الصّفات الجسدية التي يمتلكها كل شخص، ويختلف بها عن الآخرين، مثل؛ الطول، والوزن، ولون البشرة، وشكل الجسم، وغيرها من الصفات، والتي تلعب دوراً في تكوين شخصيته، حيث يكمن تأثير هذه الصفات على الشخصية من خلال تحكمها بالطريقة التي ينظر بها الآخرون للشخص وبالتالي الطريقة التي ينظر بها الشخص لنفسه، فقد يشعر الإنسان القصير وخاصة في مرحلة الطفولة بأنه أقل قيمة من أقرانه، وكذلك الأمر بالنسبة للطفل السمين، أمّا الشخص الذي يمتلك جسداً صحياً وقوياً، فيمتلك القدرة على التعامل مع الحياة بطريقة أكثر توازناً، ويرغب في خوض العديد من التجارب، بعكس الأشخاص الذين يعانون من أيّ مشاكل صحيّة أو احتياجات خاصة.[٤][٥]


غدد الجسم المختلفة

تلعب الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان دوراً كبيراً في تكوين شخصية الفرد، إذ تقوم هذه الغدد بإفراز مجموعة من الهرمونات التي تتفاعل في الجسم، ويؤدي حدوث أيّ اضطراب في مستويات هذه الهرمونات إلى مشاكل في شخصية الإنسان، فمثلاً، إذا حدث ضعف في نشاط الغدد الكظرية في الجسم، فهذا قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في عواطف الشخص، هذا فضلاً عن أنه قد يصبح انفعالياً، ومتردّداً في قراراته، أمّا في حال زاد نشاط هذه الغدد، فقد يصبح لدى الشخص فرطاً في النّشاط والحيويّة.[٤][٢]


مستوى الذكاء

يعتبر الذكاء من الأمور المتوارثة، كما يلعب دوراً في تكوين شخصية الفرد، وعليه فيكون من يمتلك مستويات ذكاء أعلى قادراً على التكيّف أكثر مع ظروف المنزل والمدرسة والمجتمع بشكل عام، مقارنة بأولئك الأقلّ ذكاءً.[٤]


الجهاز العصبي

يؤثّر الجهاز العصبي في تكوين شخصية الفرد من خلال دوره في تحديد القدرات العقلية للإنسان، والتحكم في حركته، بالإضافة إلى القوة البدنية، لذا فإن حدوث أي خلل في الجهاز العصبي، يؤدي إلى حدوث خلل في قدرات الإنسان المختلفة؛ وبالتالي خلل في تطوّر شخصيّته ونموّها.[٤][٢]


العوامل الخارجية أو البيئية

هي أي عوامل أخرى تؤثر في شخصية الفرد، ولا تتعلق بجيناته،[٢] وفيما يلي توضيح لتلك العوامل:


البيئة العائلية

تعتبر العائلة أولى العوامل الخارجية التي تؤثّر في تكوين شخصية الإنسان، ويبدأ هذا التأثير منذ الطفولة، فيتأثر الطفل بتصرّفات والديه، وطريقة تعاملهم معه، بالإضافة إلى المستوى التعليمي للوالدين، فينظر الإنسان منذ الطفولة إلى والديه على أنّهما القدوة الأولى في حياته، لذا يجب أن يحرص الوالدان على توفير بيئةٍ عائليةٍ صحيةٍ يتخلّلها المحبة والمودة، وتوجيه طفلهم بطريقة صحيحة؛ وذلك من أجل تنمية شخصية قوية وصالحة، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار إلى أثر الظروف المادية والمستوى الاجتماعي للعائلة على شخصية الطّفل وتكوينها.[٦][٧]


كما يلعب ترتيب الفرد في العائلة دوراً في تكوين شخصيته؛ وذلك من خلال طريقة التربية التي يتلقاها في الطفولة وتعامل الوالدين معه، فعلى سبيل المثال، عادةً ما يكون الطفل الأول في العائلة أكثر جدية، وأكثر مسؤولية، وأكثر تنظيماً وغيرها،[٨] في حين يكون الطفل الأوسط مختلفاً في شخصيته بحكم موقعه بين الكبير والصغير، أما شخصية الطفل الأصغر، فعادةً ما تكون شخصيةً مدللةً، وهذا يعتمد بالنهاية على الطريقة التي يتّبعها الوالدان في تربية الأبناء.[٩]


ثقافة المجتمع

تعتبر الثقافة أحد أهم العوامل البيئية التي تؤثّر في تكوين شخصية الإنسان،[١٠] ويقصد بالثقافة مجموعة المعتقدات، والعادات، والتقاليد، التي تنتقل من جيل إلى آخر، والتي تحدّد ما إذا كانت الصفات التي يمتلكها الشخص، أو السلوكيات التي تصدر عنه مقبولة أو غير مقبولة، فتصبح هذه الأعراف هي المعيار لسلوكيات الفرد، الأمر الذي يساهم بدوره في تكوين شخصيته، فعلى سبيل المثال؛ يميل الأشخاص في الثقافات الغربية إلى تفضيل الاستقلالية وحب الإنجاز على المصلحة العامة والعيش ضمن مجموعات، بعكس الثقافات الشرقيّة.[١١]


عوامل خارجية أخرى:

  • التجارب الشخصية: تنعكس تجارب الفرد على تكوين شخصيته سواء أكانت تجارب إيجابية أم تجارب سلبية،[٧] فكل فرد يمر في تجارب مختلفة عن الآخر، والتي تترك بدورها أثراً في شخصيّته.[٣] 
  • الأدوار الجندرية: يقصد بالأدوار الجندرية بأنها التصرفات والسلوكيات التي يتوقعها المجتمع من كل من الذكر والأنثى، وعليه تتأثّر شخصيّة الفرد نتيجة اختلاف هذه الأدوار.[١١]
  • المدرسة: يأتي دور المدرسة في تكوين شخصية الفرد من خلال؛ تعليم الطفل الانضباط، والالتزام، والدقة في المواعيد، عبر الذهاب إلى المدرسة بمواعيد محددة، والالتزام بمواد محددة، والعودة إلى البيت مع سماع صوت الجرس، وغيرها.[٩]
  • شخصية المعلم: يتأثّر الطفل بشخصية المعلم في المدرسة، وطريقة تعامله مع المواقف المختلفة، ومشاعره، وأفكاره، ومعتقداته التي تنعكس في طريقة تعليمه.[٤]
  • طبيعة المناهج الدراسية: ينعكس المنهاج الدراسي الذي يتلقاه الفرد في المدرسة على شخصيته، فيكون تأثير المنهاج الغني بالأفكار والعميق مختلفاً عن تأثير المنهاج السطحي.[٤]
  • الموقع الجغرافي: قد يلعب الموقع الجغرافي وبالتالي الظروف الجغرافية التي يعيش فيها الفرد دوراً في تكوين شخصيته، فمثلاً يشترك الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الباردة ببعض الصفات الشخصية، مثل العمل الدؤوب والاجتهاد.[٤]
  • الجيران: يُعتبر التعرف على الجيران والتفاعل معهم أولى خطوات الانفتاح على ثقافة المجتمع بالنسبة للشخص-وخصوصاً الطفل-، حيث يبدأ بالتعرف على أشخاص جدد إلى جانب أفراد عائلته، وعلى نظم عائلية مختلفة، فيطوّر بذلك القدرة على التعامل مع التنوّع والاختلاف من حوله.[٩]
  • علاقات الأقران: يلعب التفاعل مع الأفراد من نفس العمر، ومن يمتلكون مستوى معرفي ومهارات مشابهة دوراً في تكوين شخصية الفرد، حيث يبدأ هذا التأثير منذ الطفولة، إذ يؤثر على اكتساب الطفل المهارات الاجتماعية، وتكوين العلاقات، والقدرة على التعامل مع الخلافات، والمساومة، وغيرها، والتي يستمر تأثيرها على شخصية الفرد مدى الحياة.[١٢]
  • الإعلام: تلعب وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مثل التلفاز، والأفلام، والكتب، وغيرها، دوراً في تكوين شخصية الفرد، حيث يتأثر الإنسان وخاصة الأطفال بالشخصيات والأحداث التي يشاهدها، أو التي يستمع إليها في هذه الوسائل، سواء أكانت إيجابية أم سلبية، وعليه فمن المهمّ إدراك فوائد ومضار مثل هذه الوسائل.[٦]


المراجع

  1. "The Different Factors Affecting Personality", study, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "careerpower", careerpower, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  3. ^ أ ب are three main influences,do to change these traits. "The Process of Personality Development", universalclass, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ 1 introduction.pdf "INTRODUCTION ", shodhganga.inflibnet, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  5. "Personality Development", palomar, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  6. ^ أ ب internal factors can be,emotional development of an individual. "Factors affecting the development of personality", indiastudychannel, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  7. ^ أ ب "Psychological factors affecting personality development", kheljournal, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  8. "Factors Influencing Personality Development.", stuvia, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  9. ^ أ ب ت "FACTORS INFLUENCING DEVELOPMENT OF PERSONALITY ", egyankosh, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  10. "Cultural Understandings of Personality", courses.lumenlearning, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  11. ^ أ ب "Influences of Culture and Gender on Personality", kolibri.teacherinabox, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  12. answers that readily come,the growth of the person. "Social and Personality Development in Childhood", nobaproject, Retrieved 2020-11-14. Edited.