يُعرَّف الخوف على أنّه استجابة عاطفية يصدرها الشخص نتيجة التعرُّض إلى تهديد ما، بحيث يبدأ تأثيره على وظائف الدماغ ومنه للأعضاء الأخرى، ويؤدي إلى إصدار سلوكيات جديدة؛ كالهروب، أو عدم القدرة على الحركة، أو الاختباء، وغيرها من الاستجابات،[١] ويُعدّ الخوف أحد المشاعر الأساسية التي تساعد على البقاء والحفاظ على النفس من خلال كون الأشخاص متنبهين ومُتيقظين لما يحصل حولهم، كما يُعد أمراً طبيعياً في العديد من المواقف، وقد يشعر الشخص بالخوف لمدة زمنية قصيرة، أو لفتراتٍ طويلة.[٢]


أسباب الشعور بالخوف

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالخوف، وفيما يأتي بعض منها:


المشاكل الصحية

يثير التشخيص الطبي مخاوف العديد من الأشخاص، خصوصاً التشخيص الذي يتعلّق بالأمراض المزمنة والخطيرة كمرض السرطان، وتُعدّ القضايا الصحية من العوامل المحفزة لإثارة مشاعر الخوف، وفي هذه الحالة من المهم الحفاظ على التواصل مع الطبيب المعالج، وتعلّم كيفية إدارة العواطف لتقبُّل أي نوع من التشخيص.[٣]


التفكير السلبي

تنعكس الأفكار التي يُفكّر بها الشخص على جسده، فمثلاً التفكير بأفكارٍ سلبية قد يثير بعض المخاوف لديه، خصوصاً عند تعرّضه لمواقف مُقلقة أو مُحبطة، وفي هذه الحالة من المهم تعلّم كيفية ضبط الأفكار والمشاعر والكلمات، وأحياناً يتم اللّجوء لطبيب معالِج للمساعدة في التخلّص من تلك الأفكار.[٣]


الضغوط المالية

تُعدُّ الضغوط المالية من العوامل الأساسية التي تثير مشاعر الخوف لدى الأشخاص، ومن تلك الضغوط؛ الديون، أو الفواتير غير المتوقعة، أو كيفية ادّخار المال، ولتقليل تلك المخاوف يمكن اللجوء إلى شخص ذو خبرة لتعلّم كيفية إدارة الأموال.[٣]


العوامل الوراثية

يُعدّ الخوف والقلق صفات يُمكن توارثها ونقلها من الآباء إلى الأبناء كغيرها من الصفات، مثل؛ لون العيون أو لون الشعر، ويمكن اعتبارها صفات مكتسبة، أي يتم تعلّمها من أفراد الأسرة وغيرهم من الأفراد المحيطين بالفرد، فمثلاً قد يتعلّم الطفل الخوف من حشرة ما نتيجة رؤية أحد والديه يظهر خوفاً كبيراً كلّما رأى تلك الحشرة.[٤]


العوامل البيئية

قد يتعرّض الشخص لحدثٍ مهمٍ في حياته مثل بدء العام الدراسي، أو قد يمر بتجربة صعبة؛ كإصابته بمرضٍ خطيرٍ، أو وفاة شخص عزيز عليه، أو المرور بتجربة الطلاق، فالمرور بتلك التجارب والأحداث قد يؤدي إلى ظهور مشاعر الخوف والقلق لدى الشخص.[٤]


أسباب أخرى تؤدي إلى الشعور بالخوف

يبين ما يأتي بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الشعور بالخوف:[٣]

  • التعرّض لبعض المواقف المُربكة للشخص؛ كالتحدّث أمام رئيسه في العمل، أو المشاركة في مسابقة معيّنة.
  • مواجهة الخلافات والنزاعات، فجميع تلك الأمور تؤدي إلى إثارة مشاعر الخوف والقلق.
  • المخاوف التي تنتج بسبب متابعة القضايا المتعلّقة بالسياسة.[٥]
  • المخاوف التي تنتج بسبب متابعة الأحداث العالمية، كانتشار وباء معين.[٥]
  • تغيير بُنية ووظائف الدماغ نتيجة التعرّض للعديد من المواقف المؤلمة أو التجارب المُجهدة، فيصبح تعامل الدماغ مع تلك المخاوف بطريقة مختلفة عمّا مضى، ويُظهر استجابة الشعور بالخوف بدلاً من التعامل معها طبيعياً.[٦]


نصائح للتخلّص من الخوف

يمكن أن يؤدي الخوف الشديد أو الذي يمتد لفترات طويلة إلى إحداث أضرار في الصحة، لِذا لا بدّ من الاعتراف بوجود مشاعر الخوف ومحاولة السيطرة عليها وتجاوزها، وفيما يأتي بعص النصائح التي قد تساعد على التخلّص من الخوف:[٧]

  • اعترف بخوفك وتعلّم منه: يوجد العديد من المواقف التي قد يتعرّض لها الأشخاص وتُثير مشاعر الخوف لديهم، ممّا يجعلهم يتصرّفون بشكلٍ غير مُرضي بالنسبة لهم، ويمكن تجاوز إثارة تلك المشاعر مرّةً أخرى في المواقف المشابهة، وذلك عند التفكير في سبب اعتبار الموقف مُربكاً ومُخيفاً للشخص، ومعرفة كيفية التصرُّف السليم عند مواجهة موقف مشابه في المرات المُقبلة، مع مراعاة الاستعداد بشكلٍ جيد.
  • اعلم أنّ مشاعر الخوف قد تكون إيجابية بالنسبة لك: يشعر الأشخاص أحياناً بالخوف عند محاولة تحقيق هدف ما غير مُعتادين على التفكير به أو محاولة إنجازه، وفي هذه الحالة من الجيد اعتبار أنّ تلك المشاعر ناتجة عن تحدّي النفس لإكمال ذلك الهدف، فذلك يساعد الشخص على اكتساب القوّة والاستمرار نحو تحقيق ما يريد.
  • حاول تنمية ذاتك لمواجهة التحديات: من المهم السعي نحو تنمية الذات وتطويرها، وبالتالي فإن الشعور بالخوف في موقف ما قد يحال لوجود تحدٍّ ما يُسبب الخوف للشخص في حياته اليومية، وذلك من خلال التفكير في تلكّ التحديات، والاستعداد الجيد لمواجهتها.
  • شجّع نفسك واشعر بالفخر: يحتاج التغلُّب على الخوف التشجيع المستمر من قِبل الشخص نفسه، إذ إنّ التغلّب على الخوف يحتاج لمجهود، وقد يُشعر الشخص بالتعب، ومن المهم الشعور بالفخر عند تحقيق ذلك، فهذا يساهم في تجاوز مشاعر الخوف.



المراجع

  1. Alex Niles (2014-05-18), "What Is Fear?", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-11-21. Edited.
  2. "Fears and Phobias", kidshealth.org, Retrieved 2020-11-21. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What Triggers Anxiety? 11 Causes That May Surprise You", www.healthline.com, 2018-04-30, Retrieved 2020-11-21. Edited.
  4. ^ أ ب "Phobias Symptoms & Causes", www.childrenshospital.org, Retrieved 2020-11-21. Edited.
  5. ^ أ ب "Causes of Anxiety", www.webmd.com, Retrieved 2020-11-21. Edited.
  6. Dillon Browne (2018-10-25), "What causes anxiety?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-11-21. Edited.
  7. "Why We Physically Feel Fear", online.uwa.edu, 2019-06-20, Retrieved 2020-11-21. Edited.