هل فكرت من قبل لماذا يحظى بعضُ الأشخاصِ بمستوى عالٍ من الإنصات إلى أحاديثهم دون غيرهم؟ هل شعرت يومًا بالإحباط لأنَّ الآخرين يتجاهلون ما تقوله؟ فسواء كنت في اجتماع عمل، أو محادثة مع العائلة أو الأصدقاء، فإن امتلاكك لبعض المهارات تضمن لك المحافظة على تفاعل المُستمعين معك، لذلك سنقدم لك في هذا المقال بعض المهارات والنصائح التي تجعل الآخرين ينصتون إليك ويبدون الاهتمام بما تقوله.


اختر الوقت والمكان المناسبين

يعود سبب عدم إنصات الآخرين إليك أحيانًا هو أنّك تتحدث إليهم بينما هم منشغلون بأمور أُخرى، فتدخل بحالة من التنافس لجذب انتباههم، فعلى سبيل المثال من الصعب أنْ تجعلَ أطفالك ينصتون لكلامك بينما هم يشاهدون برنامجهم المفضل، وكما هو الحال أيضًا مع زملائك بالعمل، فإذا كنت تحاول إخبار أحد زملائك بشيء ما أثناء قيامه بمهامه، فلن يستمع إليك حقًا أو يتفاعل مع ما تقوله، وعليه احرص على اختيار الوقت والمكان المناسبين، بعيدًا عن المشتتات؛ لكي تحظى باهتمامهم الكامل لأحاديثك.[١]


نظم أفكارك

ينتج عن التفكير المشوش أفكاراً غير واضحة، ورسائل مربكة يصعب على الآخرين استيعابها وتفسير وجهة نظرك من خلالها، فعدم وضوح هدف المُتكلم من حديثه يؤدي إلى انصراف المستمعين عنه، لذلك فإذا أردت أن تجذب الآخرين إلى ما تقوله، فاحرص على أنْ يكونَ كلامك واضحًا وصريحًا وبلغة سليمة، وهذا يتطلّب منك أنْ تنظمَ أفكارك، وتفكر قبل أنْ تتحدث بأيّ كلمة، وعليه فإذا كنت تستعد مثلًا لتقديم عرض أمام جمهور حول موضوع معين، فمن الضروري أنْ تستعدَ لذلك، وتنظمَ أفكارك مُسبقًا، وتتدربَ على ما ستتحدث به، يُمكنك أنْ تقومَ بكتابة المحاور الرئيسية التي ستتطرق لها، وتوزعها على الحضور أو تعرضها عليهم من خلال شاشة عرض، وبهذا تضمن تفاعلهم من خلال القراءة والاستماع إليك بنفس الوقت أما بحال كنت في حوار مفاجئ أو اعتيادي يوميّ، فيجب التفكير بتأثير ما ستقوله على الآخرين والصورة التي سيعكسها عنك، لا تتسرع في الحديث، فكر قليلاً بما ستتكلم به، واسأل نفسك "هل سيكون كلامك مفيداً أم لا".[٢][١]


اعرف جمهورك

يعتمد مقدار وشكل التواصل الشخصي مع شخص آخر على نوع علاقتك معه، ويزداد التحدي كلما توسعت الدائرة وازداد عدد الأشخاص الذين توجه حديثًا ما إليهم، بحيث يختلف المستمعون عن بعضهم البعض تبعًا لعدة عوامل، لذلك فإن نوعية وطريقة الكلام تعتمد على الفئة المُستهدَفَة، وعليه عند الاستعداد لإلقاء خطاب أو عمل عرض تقديمي، اسأل نفسك الأسئلة التالية:[٣]

  • ما مدى معرفة الجمهور بالموضوع الذي سوف أطرحه؟ يعتمد مستوى التفاصيل والعمق الذي ستخوضه بالموضوع على مدى معرفة الجمهور به بالفعل، فإذا كان جمهورك من الخبراء فإن مستوى المعلومات يجب أنْ يكونَ متقدمًا، فلن يتفاعلوا معك إذا أخبرتهم فقط بما يعرفونه مُسبقًا، في حين أنَّ الجمهور الأقل معرفة سيصاب بالارتباك في حال كانت التفاصيل المطروحة أعلى من مستوى معلوماتهم بكثير وإذا كان الطرح يتم بطريقة غير مُبسطة.
  • لماذا هم هنا؟ يحضر الناس الخطابات لأسباب مختلفة، وأحيانًا يُفرض عليهم ذلك، فإذا كان الجمهور غير متحمس، فقد تحتاج إلى استخدام تقنيات مبتكرة وجاذبة لمحاولة تنشيطهم، بالإضافة إلى التنويع بأساليب الإلقاء وطرق العرض.
  • ما عدد الحضور؟ حيث تعتمد الطريقة التي يجب أنْ تقدم بها عرضك والوسائل المُستخدمة بذلك على عدد الحضور.


انتبه إلى لغة الجسد

لغة الجسد هي أحد أنواع التواصل غير اللفظي، والتي تعبّر عن المشاعر الداخليّة من خلال الإيماءات والإشارات التي تصدر عن الجسد، والتي عن طريقها يتم إيصال العديد من الأفكار والرسائل للآخرين، وهذا يدل على أهميّة مراعاة لغة الجسد ومدى توافقها مع ما تقوله لكي تخلقَ انطباعًا جيدًا عنك، وعليه احرص على الوقوف بشكل منتصب ومستقيم ولا بأس من أن ترسم ابتسامة على شفتيك في حال كان الموقف مناسباً، وحاول أنْ تبدو هادئاً ومسترخياً على نحو معتدل ومناسب، حيث إنَّ الاسترخاء أكثر من اللازم قد يشير إلى أنَّك غير مهتم، كما ويؤخذ بعين الاعتبار إلى أهمية تحريك يديك على نحو يظهر انفتاحك وتقبلك للآخرين وابتعد عن تكتيف يديك أو أن تشبكهما معاً، فهذا يدل على اضطرابك وتوتر أو يشير إلى كونك لا تتقبل الآخر.[٤]


حافظ على التواصل البصري

يُعد التواصل بالعين نوعًا من أنواع لغة الجسد، وجزءًا أساسيًّا من التواصل غير اللفظي، ولا تقل أهميته عن الكلمات في إنجاح أية محادثة، حيث يُنظر للأشخاص الذين يحافظون على التواصل البصري مع محاوريهم على أنَّهم أكثر جديّة وصدقًا وثقة بالنفس، وكما أظهرت الأبحاث أنَّه حينما يبادلك الأشخاص التواصل بالعين، فهذا مؤشر على تقبّلهم لك أو لما تقوله، فمجرد النظر إلى شخصٍ ما، فأنت تدعوه إلى التفاعل والمشاركة، لكن تأكد من القيام بذلك بطريقة غير عدوانيّة، بعيدًا عن التحديق.[٤]


اضبط مستوى صوتك

صوت الإنسان يعكس شخصيته، حيث إنَّ لنبرة صوتك ومستواه تأثيرًا كبيرًا على تقبل الآخرين لك، ومدى استماعهم واستجابتهم لما تقوله، فليس المهم فقط ما تقوله، بل كيف تقوله أيضًا، وعليه احرص على التحدث بمستوى صوت مسموع بنبرة معتدلة، فالصوت المرتفع يسبب الإزعاج والتوتر للآخرين، وكما أنَّ الصوت المنخفض جدًا يؤثر على مدى استيعاب الآخرين لكلامك لصعوبة سماعه، ويدل أيضًا على أنّك غير واثق من نفسك أو مما تقوله، فإذا لاحظت أنَّ الأشخاص الذين يستمعون إليك يميلون نحو الأمام، فهذا يدل أنَّ صوتك غير مسموع بالنسبة لهم، وأنَّهم يبذلون جهدًا لسماعه.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب JOHN RAMPTON (21/2/2017), "7 techniques for getting people to actually listen to what you're saying", mashable, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  2. Nido Qubein (30/8/2017), "How to Speak Well… and Listen Better", success, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  3. "How to keep an audience engaged", etonx, 5/2018, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Kirsten Parker (23/2/2021), "How to Get People to Listen to You", wikihow, Retrieved 28/3/2021. Edited.