من المحتمل أن تواجه تحديات طوال حياتك المهنية، بما في ذلك أثناء البحث عن وظيفة لأول مرة أو تغيير وظيفتك إلى أخرى جديدة أو حتى تلقّي ترقية. فسواء كنت جديدًا في مكان العمل أو موظفًا متمرّسًا، قد تواجه المشاكل في العمل. يُعدّ الاستعداد لما هو غير متوقَّع جزءًا من الحياة اليوميّة، وفي هذا المقال سوف نتعرّف على أهمّ هذه التحدّيات وطرق التغلّب عليها.[١]


ما هي تحدّيات العمل؟

تعرف تحديات العمل بأنها جميع الصعوبات، والمعيقات، والمشاكل التي تواجه الأفراد والجماعات داخل مؤسّسات العمل وبيئاته المختلفة، والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الأداء والإنتاجيّة، وفقدان الوظيفة أو إنهاء الخدمة، فضلاً عن أنها تسبب انخفاض مستوى الرضا والسعادة عند الموظفين، والدخول في حالات من التوتر والعديد من مشكلات الصحة النفسية. وعندما يتعلق الأمر بالمخاوف والتحديات في مكان العمل، نجد أن كل شخص منّا يملك أسلوباً مختلفاً للتعامل مع التحديات المختلفة التي يواجهها، حيث يبحث البعض عن سبب للابتعاد عن التحديات وتجنبها. كما يغتنم الآخرون الفرصة للمضيَ قدمًا نحو نجاح حياتهم المهنية ومواجه التحديات بشجاعة.


فمن أبرز التحديات التي من الممكن أن يواجهها العاملون هي عدم توزيع مهام العمل بين الموظفين بشكل عادل ومتساوٍ، وعدم التعامل بأخلاقيات العمل، وتقليل احترام الموظفين. كما يمكن لبيئة العمل أن تكون مليئة بالضغوطات مما يسبّب التوتّر المفرط عند العاملين، أو حتى مواجه مشاكل في المردود المالي للوظيفة، بأن يكون المردود المالي أو المرتّب غير متوافق مع كمية العمل الذي يقوم الموظف بإنجازه، أو أن يتم تأخير تسليم المرتّب الشهري وتأجيله إلى أشهر دون دفع.[٢]


أمثلة على أبرز تحدّيات العمل وطرق عمليّة لتخطّيها

من غير الواقعي توقّع التواجد في مكان عمل دون مواجهة أي نوع من المشكلات. إن تواجد مجموعة كبيرة من الأشخاص في مكان واحد، وإلقاء مسؤوليات مهمة عليهم في بيئة مرهقة ومتطلبة سيؤدي حتمًا إلى توليد المشكلات في وقت أو آخر. وإن الشركة المدارة جيدًا هي الشركة التي تعرف ما هي المشكلات الأكثر شيوعًا وكيف يمكن العثور بسرعة على الحلول التي تناسب الجميع ولا تتداخل مع سير العمل. إليك بعض الأمثلة على التحديات الأكثر شيوعًا الموجودة في مكان العمل:[٣] [٤] [٥] [٦] [٧]


عدم وجود حافز

قد يكون أمراً طبيعيّاً ألّا يأتي كلّ عضو في الفريق إلى العمل كلّ يوم وهو يشعر بالدافع والحماسة المطلقة، ولكن عندما يعاني الكثير من الموظفين غالبًا من عدم وجود حافز للعمل، يمكن أن يشير ذلك إلى مشكلة كبيرة في الإدارة ويؤثر سلبًا على الشركة. من المهم معرفة سبب عدم شعور الموظفين بالتحفيز، ثم يجب تقديم حلول للمشكلة، مثل أن يتم إقامة فعاليات وأنشطة لبناء روح الفريق، وتقديم فرص التطوير الوظيفي، وعرض مكافآت مادية وتنويع مهام العمل.


صعوبات إدارة الوقت

قد يكون الأمر صعبًا عندما تستقر في وظيفة جديدة وتتكيف مع مسؤولياتك الجديدة. ولذلك قم بإنشاء قائمة يومية للمهام أو الأهداف، حيث سيؤدي تقسيم مهامك إلى جعلها تبدو أكثر قابليّة للتنفيذ وسيبقيك منظمًا، كما أنه يساعدك على أن تكون أكثر إنتاجيّة وكفاءة. وإذا كنت لا تزال تواجه صعوبة في إدارة عبء عملك، فاطلب النصيحة من زميل في العمل أو تحدث مع مشرفك لتحديد أولويات عملك.


التمييز بين الموظفين

يعد التمييز مشكلة شائعة في مكان العمل وهي مشكلة خطيرة للغاية. حيث يجب أن يشعر الناس بالتقدير والدعم والأمان في مكان العمل، ولكن عندما يتم التمييز ضد شخص ما، يمكن أن يسبب هذا مشاكل تؤثر على سير العمل. فإذا شعر الفرد بالتمييز والمعاملة السيئة من قبل صاحب العمل، فعليه التحدث إلى مسؤول الموارد البشريّة في مكان عمله. أمّا بالنسبة لصاحب العمل، فهو في هذه الحالة بحاجة إلى التصرّف بسرعة، ووضع سياسة وتحديد الخطأ الذي حدث بالضبط، واتخاذ الإجراء المناسب للقضاء عليه.


الإجهاد

الكثير من الضغط يمكن أن يؤدي إلى الصراع والأخطاء ويسبب الإرهاق. عندما يكون فريقك غارقًا في العمل، يمكن لذلك أن يخلق مجموعة واسعة من المشاكل. فإذا كان لديك موظف واحد أو عدة موظفين يعانون من الإجهاد، فعليك النظر في تخفيف عبء العمل عليهم. تحتاج أيضًا إلى التأكد من أنهم يأخذون فترات راحة منتظمة وأنك قد خلقت لهم بيئة عمل سعيدة وصحية.


الكسل

الكسالى يقللون من الإنتاجية، فإذا كانت عادات العمل السيئة لزميل العمل تؤثر على أدائك الوظيفي، فعليك أن شرح له باحترام كيف يؤثر سلوكه عليك وما تود تغييره، حيث أنه من الممكن أن يخلق الكسل بيئة عمل سيئة وخالية من الطاقة والحيوية، مما سيؤثر بشكل مباشر على إنتاجيتك وأدائك الوظيفي. لكن ضع في اعتبارك أنه تقع على عاتق مشرفك المسؤولية الأكبر في التعامل مع السلوك هذا في مكان العمل.


العمل عن بعد

في أعقاب جائحة COVID-19، يعمل الكثير منا عن بُعد أكثر من أي وقت مضى. وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذا النوع من العمل، إلا أن العمل عن بُعد قد يمثّل تحديًا للبعض، مثل أن يواجهوا مشكلات تقنيّة بأجهزتهم الرقمية أو بشبكة الإنترنت، أو معاناة الموظفين من سوء التواصل مع زملائهم بسبب بعد المسافة، أو مواجهتهم مشاكل في تنظيم وقتهم وتخصيص ساعات محددة للعمل وأخرى للراحة. فضلاً عن الشعور بالكسل والخمول والوحدة، وعدم وجود ظروف وأجواء العمل الهادئة والمناسبة داخل المنازل. والحل هنا يكمن في التفهّم والتحلّي بالصبر، فجميعنا نمرّ بنفس الوضع في وقتٍ واحِد.


عدم التوافق مع رئيسك في العمل

المشاكل مع رئيسك تستنزفك عاطفيًا وجسديًا. يمكن أن تنشأ المشاكل في كثير من الأحيان من ظروف العمل الموتّرة أو بسبب الاختلافات الشخصية. الخطوة الأولى هي معرفة ما هو الأمر الذي يزعجك على وجه التحديد؟ ثم اسأل نفسك لماذا يزعجك؟ من المفيد النظر إلى المشكلة من وجهة نظرك ومن وجهة نظر مشرفك. بعد ذلك، حدد أفضل طريقة لمناقشتها مع رئيسك. كما عليك أن تتجنب لوم نفسك وتحميلها مسؤولية وقوع الخلل أو أن تقوم بتوجيه اتهامات سلبية لمديرك. وبدلاً من ذلك يجب تقدم حلاً يساعد كلاكما على تحقيق أهدافكما والظهور بمظهر جيد. وإذا تعذّر حل المشكلة، فاتصل بمشرف الموارد البشرية للحصول على المساعدة.


التحرّش

تعتبر المضايقة من المشاكل التي تواجه الإناث على وجه العموم في البيئات الوظيفيّة. فاعلمي دائماً أنه ليس عليك أن تتحمّليه، وضَعِي للشخص حدّاً، ولا تضعي نفسك في مواقف مساومة. وإذا كنت تشعرين بعدم الأمان أو أنك بحاجة إلى مساعدة، فأبلغي مشرف الموارد البشرية. كما أنه من المهم الاحتفاظ بدليل على سلوك الشخص الآخر المتحرش. وفي بعض الحالات قد تحتاجين إلى مساعدة قانونيّة.


التنمر

يمكن للتنمر في بيئة العمل أن يسبب القلق والتوتر. وغالبًا ما يستهدف المتنمرون من يرون أنهم يمثلون تهديدًا وظيفياً لهم، حيث من الممكن أن ينافسوهم على منصب وظيفي معين أو ترقية ما، فغالباً ما يكون التنمّر نتيجة لغيرة داخليّة بين الموظفين. فلا تدعهم يجعلونك تشعر بالسوء تجاه نفسك، ودافع عن نفسك، وناقش المشكلة مع رئيسك لإيجاد أفضل طريقة للتعامل معها.


النميمة

يمكن أن تكون مزعجة بشكل خاص في مكان العمل، كما أنها تتسبّب في سوء الفهم ونشر البغضاء بين الموظفين. حيث أن النميمة من الممكن أن تشوّه سمعة شخص ما في الشركة وتنهي مسيرته المهنيّة، كما أنها سبب في حدوث الصراعات والمشاكل بين الموظفين وشحنهم على بعضهم البعض. وإذا حاول شخص أن يتحدث بالسوء عن شخص آخر أمامك، فكن ودودًا، لكن تصرف كما لو أنك مشغول حتى تخبر الشخص المقابل رسالة مفادها أن لديك أشياء أفضل للقيام بها.


المراجع

  1. "Let’s make active working the norm!", activepartnerships. Edited.
  2. "HOW TO OVERCOME CHALLENGES IN THE WORKPLACE", careers.gazprom-mt. Edited.
  3. "Workplace Challenges", careerwise.minnstate. Edited.
  4. "Common Workplace Problems & Solutions", entrepreneurshiplife. Edited.
  5. "How To Overcome Challenges in the Workplace", indeed. Edited.
  6. "7 Everyday Remote Work Challenges (With Tips to Overcome Them)", proofhub. Edited.
  7. "5 Solutions to Your Biggest Work-From-Home Challenges", entrepreneur. Edited.