من منا لا يشعر بالقلق؟!، أو لم يمر بلحظات من القلق لأمر معين مثل القلق من الامتحانات، أو القلق عند تغيير بيئة عمل جديدة، أو القلق من الأحداث الطارئة في الحياة. إنّ القلق شعور طبيعي يمر به كل الناس، ولكن القلق المزمن ذلك الذي يرافق الإنسان في أغلب المواقف في حياته أمر مُرهق، ويتعب الإنسان، ويعيقه عن التقدّم في حياته، كما أنّ إدمان هذه المشاعر قد يتسبب في أمراض أكثر خطورة مثل الفوبيا، والشعور بنوبات الهلع، وغيرها، والخبر الجيد أنّ الإنسان قادر على أن يتّحكم بأفكاره باتباع خطوات معينة، ويساعد نفسه على التعامل معها، وعليه فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين يقلقون كثيرًا، فهذا المقال سيساعدك على تخطي مشاعر القلق باتباع بعض الخطوات العملية.[١]


اعترف بمشاعر القلق وحدّدها

أول خطوة للتعامل مع مشاعر القلق هي الاعتراف بها وتحديدها، بمعنى أنت الآن تشعر بالقلق، يجب أن تعرف لماذا تشعر بالقلق، ولنفرض أن الجواب سيكون: أشعر بالقلق من البحث عن عمل جديد والالتحاق به، يأتي السؤال التالي: ما سبب هذا القلق؟ ولنفرض أن السبب هو تجربة عمل سابقة سيئة وضاغطة وبيئة عمل غير مريحة، ثم يأتي السؤال الثالث: هل هذا السيناريو هو السيناريو الوحيد الممكن أم يمكنك استبداله بأفكار أخرى؟، والجواب طبعًا أن هناك احتمالًا في أن تكون بيئة العمل الجديدة مريحة وغير ضاغطة لأنك لم تجرب بعد، والسؤال الأخير هو: ما أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث؟، والجواب: ترك العمل مثلًا، وبهذا تكون قد حددت مشاعر القلق لديك، وعند إجابتك عن آخر سؤال ستدرك أنك حتى مع حدوث السيناريو الأسوأ لن تخسر شيئًا وهكذا.[٢]


قاطع الأفــكار القــلـــقــة

الآن أنت اعترفت بمشاعرك وحدّدتها وعرفت كيف ستتعامل مع الأمر الذي سيقلقك وانتهى الأمر، ولكن قد تستمر هذه الأفكار القلقة بالتوافد على رأسك، قم بمقاطعتها ولا تسمح لها بالاستمرار، يمكنك اتباع بعض الخطوات مثل الانشغال بأي فكرة أخرى، أو ممارسة هواية معينة، مثل الرسم، أو مشاهدة فيديو ترفيهي، أو ممارسة الرياضة، الهدف هو أن تقطع الطريق على هذه الأفكار، كما يُنصح باستخدام كلمات واضحة وصريحة لإيقاف الأفكار القلقة، مثل: توقفي، أو لا أريد أن أستمع إليك، قل الكلمات بصوت عالٍ تسمعه.[٢]


حــارب القــلــق بالاستعــداد

بعض الأمور التي يقلق منها الإنسان يمكن مواجهتها من خلال الاستعداد، مثلًا: إذا كان سبب القلق هو الامتحان فالحل هو الدراسة والاستعداد الجيد له وعدم ترك الوقت يضيع في الخوف والانتظار، وإذا كان القلق من تغيير بيئة العمل كما في المثال السابق فيمكن الاستعداد بكتابة الدروس التي خرجت بها من عملك الأول لتجنب تكرار الأخطاء نفسها، ومحاولة تكرار الأفكار المنطقية التي تقول إن البيئات مختلفة وهناك دائمًا فرص جديدة لتصحيح الأخطاء، والتعلم منها، والناس أيضًا يختلفون من مكان إلى آخر، وهكذا مع كل أمر تقلق منه.[٢]


اعتنِ بصحــتــك

لا تواجه القلق في لحظته فقط، ولكن هناك أمور يجب أن تدخل في روتين حياتك اليومي لكي تمكنك من التعامل مع القلق بفعالية أكثر مثل ممارسة الرياضة بشكل منتظم، فممارسة الرياضة تنشط هرمونات في الجسم تساعد على التخلص من المشاعر السلبية إلى حدّ كبير، كما يُنصح بممارسة التأمل وتعلم تمارين الاسترخاء، وتناول وجبات صحية منتظمة خاصة بالنسبة لأولئك الذين يرتبط عندهم القلق بالأكل النهم أو الامتناع عن تناول الطعام، كما لا يُنصح بالإكثار من تناول الكافيين خاصة في الأوقات التي تشعر فيها بالقلق؛ لأن الكافيين يزيد من مشاعر القلق، وعلى العكس يحتاج الشخص القلق إلى تناول مشروبات مهدئة دافئة.[٣]


لطّف الأجواء المحيطة بك

غالبًا ما تؤثر البيئة المحيطة على الحالة النفسية للإنسان، فإذا كنت قلقًا وجلست في مكان فوضوي فإن هذا الأمر سيزيد من قلقك دون أن تلاحظ ذلك، اجلس في مكان نظيف، وأشعل شموعًا برائحة جميلة، مثل الورد أو اللافندر أو الليمون، واستمع إلى موسيقى هادئة ويفضّل أن تكون الموسيقى من أصوات الطبيعة، مثل شلالات الماء، أو صوت العصافير، كما يُنصح بمصاحبة أشخاص لطيفين ومرحين والاستمتاع بمشاهدة فيلم مضحك، فالضحك هو العدو الأول للمشاعر السلبية.[٤]


أنجز مهامك ولا تحمل نفسك الكثير

هناك صفتان لدى بعض الأشخاص القلقين وهما اللتان تتسببان في القلق في كثير من الأحيان وهما التسويف أي تأجيل الأعمال حتى اللحظات الأخيرة مما يتسبب في ضغط مضاعف وقلق من عدم القدرة على الانتهاء من العمل في الوقت المطلوب، أو الإجابة بـ "نعم" دائمًا لكل الأشخاص وفي كل المواقف حتى لو لم يكن هناك وقت كافٍ لإنجاز المطلوب، ممّا يؤدي إلى سجنهم في دوامة من المشاعر القلقة لأنّهم يعرفون أنهم لن يتمكنوا من إنجاز كل شيء في الوقت نفسه، لذلك تعلّم أن تقول "لا" بلطف مع توضيح السبب عندما لا يكفي وقتك للقيام ببعض الأمور، فليس في ذلك أنانية أبدًا، فليس من الضروريّ أن تخسر أي علاقة بسبب قول "لا" عندما لا تسمح ظروفك بقول "نعم".[٤]


المراجع

  1. Kristeen Cherney (25/8/2020), "Effects of Anxiety on the Body", www.healthline.com, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت David Susman (14/12/2020), "9 Things to Do If You Feel Anxious", www.verywellmind.com, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  3. "Tips to Manage Anxiety and Stress", adaa.org, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Kerri-Ann (28/8/2018), "16 Simple Ways to Relieve Stress and Anxiety", www.healthline.com, Retrieved 9/9/2021. Edited.