الدراسة عبارة عن مهارة يُمكنك تطويرها كأيّة مهارة أُخرى، يمكن أن ندرك أهميتها في كونها تسهم في تنمية الفكر وزيادة المعلومات والوصول إلى مستوى عالٍ من الثقافة، هذا فضلًا عن كونها الأداة التي تساعدك على رسم مستقبلك، كل هذا يدفعك إلى السعي نحو إيجاد طرق فعّالة في الدراسة تعتمد على مبدأ الدراسة بذكاء وليس بجهد، لذلك سنسلّط الضّوءَ في هذا المقال على بعض النصائح التي تجعلك فعّالًا في الدراسة.


التخطيط للدراسة

أولُ ما عليك إدراكه هو أنَّ الفشلَ في التخطيط هو تخطيط للفشل، وعليه فلا يجب أنْ تتمَ عملية الدراسة بشكل عشوائي، إذ لا بدَّ من وضعِ خطة دراسيّة والالتزام بها بحيث تنظّم وقتك، وتحدّد الأهداف المطلوب تحقيقها والاستراتيجيات الأنسب لاتباعها، لضمان تحقيق النتائج الأكاديميّة التي تطمح إليها، فمثلاً يمكنك عمل خطة أسبوعيّة، تقسمُ من خلالها يومَك ما بين الذهاب إلى المدرسة والمذاكرة بالبيت والأعمال اليوميّة الأخرى، مع الحرص على خلق توازن ما بين حياتك الشخصيّة والدراسيّة فلا يطغى جانبٌ على الآخر، ثمّ تُقسّمُ الساعاتِ المخصصة للدراسة على جميع المواد الدراسيّة والامتحانات، وتحدد الأولويات من الأهم فالمهم، بعيدًا عن مراكمة كل المواد والواجبات بجلسة واحدة، بل تقسم الوقت إلى فترات زمنية قصيرة، وتوزعها على المواد، وبهذه الطريقة تضمن أنَّك لن تنسى شيئًا من المهام المطلوب إنجازها، وتضمن إنجازها على المستوى المطلوب.[١]


اتباع مراحل فهم الدرس

دراستك للدرس واستيعابه يجب أنْ تمرَ بمراحل وهي:[٢]

  • التحضير المُسبق للدرس: حيثُ تقوم بقراءة الدرس، فيصبح لديك تصور عامًا عنه، وتحدد النقاط التي وجدت صعوبة بفهمها لوحدك، بالإضافة إلى تلخيص الأفكار الرئيسية على ورقة خارجيّة من أجل الاستعانة بها للمشاركة والتفاعل مع المعلم؛ مما يبقيك متحمسًا طوال الحصة، ومن الجيد أيضًا استخدام الأقلام الملونة لتحديد الجمل والأفكار الأكثر أهميّة، ويجدر بالذكر هنا أن التحضير يشكل ما نسبته 20% من فهمك للدرس.
  • حضور الحصة الصفيّة: حيثُ يقوم المعلم بشرح الدرس وتوضيحه باستخدام أساليب التدريس المختلفة، وبالتالي يتعمق فهمك للدرس، وتتوضح لديك النقاط التي لم تتمكنْ من استيعابها جيدًا بمرحلة التحضير، وبذلك تتحقق لديك نسبة 70% من فهمك للدرس.
  • مراجعة الدرس: احرص على مراجعة الدرس في البيت، بحيث ترسخ من فهمك للدرس، وتقوم بحفظ المعلومات التي تحتاج منك حفظًا دقيقًا كآيات القرآن الكريم أو القصائد الشعرية، وبهذا تكتمل نسبة 100% من فهمك للدرس.
  • التأكد من فهمك للدرس: وذلك من خلال حل التمارين والأسئلة الواردة بالكتاب، وحل الواجبات البيتية.

ومع ذلك قد يلجأ بعضُ الطلاب إلى تجاوز مرحلة أو أكثر من هذه المراحل، مما يفوت على نفسه فرصة التعلم بفعاليّة، كأن يقول لا داعي للتحضير المسبق للدرس؛ لأنَّ المعلم سيقوم بشرحه، فيذهب للحصة مستمعًا فقط.


التركيز في الصف

يتفاوت تركيزُ الطلاب بالغرفة الصفيّة، إذ يعاني الكثيرُ من التشتت الذهنيّ أثناء قيامِ المعلم بشرح الدرس، الأمر الذي يشكّل حاجزاً يمنع من استيعاب المادة الدراسيّة؛ وبالتالي ينخفض معدّل التحصيل الدراسيّ، وعليه فعليك الابتعاد عن كل مشتتات التركيز، وتستمع جيدًا لكل ما يقوله المعلم، وتتفاعل معه وتطرح الأسئلة عن أيّة فكرة لم تستوعبها، وتدوّن الملاحظات بوضوح لكي تتمكّنَ من الاعتماد عليها فيما بعد عند المراجعة السريعة للمادة، كما واحرص على تجنب الجلوس بجانب زميلك الذي يشتت من انتباهك بأحاديثه الجانبية، وبذلك تضمن أنّك خرجت من الحصة باستيعاب كامل للدرس، ولا تحتاج إلى بذل الجهد وإضاعة الوقت بالبيت لمحاولة فهمه لوحدك، فقط تقوم بعملية مراجعة له لتثبيت المعلومات.[٣]


اختيار مكان مناسب للدراسة

احرص على اختيار مكان مناسب خالٍ من مشتتات التركيز وبعيد عن الإزعاج، كالمكتبة أو قاعة الدراسة أو أحد المقاهي الهادئة، ويمكنك التنويع بالأماكن بحيث لا تشعر بالملل، كما يُنصح بالابتعاد عن الدّراسة بغرف النوم لما تحتويه من وسائل تسبب لك الإلهاء، وتجذبك أكثر من الكتاب الذي بين يديك، وفي حال كانت دراستك تعتمد على استخدام الحاسوب أو الهاتف المحمول اللذين يُعدان من أهم مشتتات التركيز، يمكن أن تسجل الخروج من كل مواقع التواصل الاجتماعي لكي لا تظهر لك الإشعارات؛ مما يثير فضولك للدخول لقراءتها وإضاعة الكثير من الوقت ما بين التقليب بين الصفحات ومشاهدة مقاطع الفيديو وإرسال الرسائل، أما إذا كانت دراستك فقط بالكتب المدرسيّة قم بوضع هاتفك بعيدًا عنك وأغلق جهاز الحاسوب.[٤]


معرفة أسلوب التعلم الأنسب لك

تتنوع الأساليبُ التعليميّة باختلاف الأشخاص وباختلاف المواد الدارسية، ولا يمكن تصنيفها إلى سيئة أو جيدة، فما يُعد أسلوبًا رائعًا في تعلّم أحد الأشخاص، من الممكن أنْ يكونَ سيئًا لشخص آخر، ومن هذه الأساليب:[٥]

  • التعلم البصري: حيثُ يتعلم الأشخاص البصريون بالاعتماد على الصور ومقاطع الفيديو والخطوط البيانيّة، ويتذكرون ما يرونه أكثر من أي شيء آخر.
  • التعلم السمعي: يفضل أصحاب هذا النمط التعلم من خلال الاستماع، والتحدث أيضًا إلى أنفسهم بصوت مسموع.
  • التعلم الحركي: وهو دمج عمليّة التعلم بشكل من أشكال الحركة، كالقيام بالتجارب العمليّة والرحلات الميدانيّة، أو التعلم خلال المشي.


تمثيل دور المعلم

من الطرق الفعّالة في الدراسة هي تقمص دور المعلم، سواءً بالدراسة مع زميل أو مجموعة من الزملاء، أو حتى وأنت بمفردك، تخيّل أنَّ مجموعة من الطلاب يجلسون أمامك، وابدأ بشرح الدرس من خلال كلماتك الخاصة وبصوتٍ مرتفعٍ، إذ يساعدك ذلك على التنبه إلى الجزئيات غير الواضحة بالنسبة لديك النقاط والتي تتطلب منك المراجعة، واحرص على أن تستخدم الملاحظات التي دوّنتها أثناء شرح المعلم بالصف، لتصبح فيما بعد قادرًا على الشرح بدون الرجوع إليها، ومن الطرق التي يستخدمها المعلم، والتي يمكنك محاكاته بها هي التوضيح من خلال طرح الأسئلة والأمثلة ووضع روابط ما بين الأفكار والمعلومات بشكلٍ منطقي، الأمر الذي يسهل عليك عملية استرجاعها، بالإضافة إلى وضع اختبارات لنفسك، من خلال التفكير بالأسئلة التي قد يطرحها عليك الأستاذ، والتي يتحقق من خلالها أهداف الدرس، فتقوم بصياغة الأسئلة والإجابة عليها بصوت مرتفع أيضًا.[٢]


ممارسة التمارين الرياضيّة

نظرًا للفوائد الكثيرة الناتجة عن ممارسة الرياضة على كل من الصحة الجسديّة والنفسيّة واللياقة البدنيّة، يُنصح بالقيام ببعض التمارين الرياضيّة البسيطة يوميًا قبل البدء بالدراسة، إذ تعزز من ضخ العناصر التي تمد الجسم بالطاقة، فتصبح أكثر نشاطًا وانتعاشًا، هذا فضلاً عن كونها تساهم بزيادة نسبة الأكسجين الواصل إلى الدماغ، وبالتالي تحسين قدرته على التفكير والتركيز وتقوية الذاكرة، لذا احرص على جعل الرياضة جزءًا من روتينك اليومي، كالمشي أو ركوب الدراجة الهوائية.[٦]


النوم لعدد ساعات كافية

يُعد النومُ قوةً عظمى لما له من أثر على كلّ من الصحة الجسديّة والعقليّة، فمن خلاله يحصل الجسم على الراحة التي يحتاجها بعد يوم طويل، كما يحفز نشاط العقل ليستوعب الكمّ من المعلومات التي تمت دراستها، وعليه فاحرص على النوم مُبكراً، والالتزام بروتين واحد بالنوم، أي أنْ تُعوّدَ نفسَك على النوم والاستيقاظ في ساعةٍ محددةٍ.[٧]


توصيات أخيرة

  • "لا تؤجل عملَ اليوم إلى الغد"، إذ إنَّ التأجيلَ يؤدي إلى التسرّع في إنجاز المهام، والذي بدوره يقودك إلى الفشل.[١]
  • البدء بدراسة المواد الأكثر صعوبة، والتي تتطلب منك مجهودًا وتركيزًا كبيرين، ثم الانتقال إلى الأسهل فالأسهل.[١]
  • عمل مراجعة بنهاية الأسبوع لكل ما تمت دراسته، قبل الانتقال إلى الأسبوع الذي يليه.[١]
  • تجهيز كل ما يلزمك من أدوات قبل البدء بالدراسة لكي لا تهدر الوقت بالذهاب والإياب لإحضارها والبحث عنها، مما يؤدي إلى تشتيت تركيزك أيضًا.[٤]
  • تشغيل الموسيقى الهادئة بصوت منخفض إذا شعرت أنَّها تحسن من مزاجك وتحفزك للدراسة.[٨]
  • تصفية الذهن قبل البدء بالدراسة والابتعاد عن التفكير بأي أمرٍ آخر، وإذا شعرت بأنّ تفكيرك مشوش، خذ بضع دقائق واكتب ما تفكر به، حيث سيساعدك ذلك على الشعور بالراحة.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Becton Loveless, "10 Habits of Highly Effective Students", educationcorner, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Studying 101: Study Smarter Not Harder", THE LEARNING CENTER, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  3. "HOW TO STUDY EFFECTIVELY: 12 SECRETS FOR SUCCESS", oxfordlearning, 19/4/2017, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "10 Highly Effective Study Habits", psychcentral, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  5. Sean Alexander (15/12/2020), "How to Improve Your Study Skills", .wikihow, Retrieved 20/2/2021. Edited.
  6. "17 SCIENTIFICALLY PROVEN WAYS TO STUDY BETTER THIS YEAR", thebestcolleges, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  7. "Six Steps to Smarter Studying", kidshealth, Retrieved 20/2/2021. Edited.
  8. ^ أ ب Jai Flicker (6/2/2021), "How to Study", wikihow, Retrieved 19/2/2021. Edited.