المرونة والقدرة على التكييف في العمل وكيفية اكتسابهما

قد يخلط البعض في تعريف المرونة والقدرة على التكييف، فالمرونة في العمل هي القدرة على تلبية احتياجات الآخرين وعدم الانشغال باحتياجاتك فقط، أما القدرة على التكييف فهي قدرتك على التكييف مع الظروف السائدة التي تخص حياة الآخرين وطريقة عملهم، والتعامل الإيجابي مع الاختلافات في الظروف والبيئة، ويمكن تطوير هاتين المهارتين في العمل عبر بناء سلسلة من المهارات كما يلي:


معرفة وتبني قيمك الأساسية

يمكن تعريف القيم الأساسية بأنها القيم التي لا يمكن تغييرها مع التغيرات التي تطرأ في حياتك العملية، وتكمن فوائد معرفة وتبني قيمك الأساسية الشخصية في المساعدة على تحديد ما يمكنك الموافقة على فعله أو عدم الموافقة.[١]


مثال: إذا عُرض عليك استلام إدارة مشروع ضخم، سيساعدك في تحقيق أهدافك المهنية، ولكن إدارة هذا المشروع تنطوي على فعل شيء مريب من الناحية القانونية والأخلاقية، هنا يجب عليك الابتعاد وعدم الموافقة لأن هذا المشروع يتعارض مع قيمك الأساسية مثل الصدق والأمانة، فالمرونة في مثل هذه المواضيع تضر بمبادئك الأساسية.


تحسين مهارات حل المشاكل

يمكن تعريف مهارات حل المشاكل على أنها عملية واقعية ملموسة تتكون من أربع خطوات بسيطة، وهي:[٢]

  • تحديد المشاكل التي تحتاج إلى حل.
  • عصف ذهني لابتكار حلول متعددة.
  • تحديد أفضل حل وفقًا للظروف والمعطيات.
  • تنفيذ الحل بخطوات واقعية.


سيساعدك استخدام إطار عمل مثل الإطار أعلاه في تحديد المشكلات بشكل أفضل حتى تتمكن من التوصل إلى حل استراتيجي، بالإضافة إلى ذلك، في كل مرة تستخدم فيها مهارات حل المشكلات هذه، فإنك تسهل حل المشكلة التالية - حتى لو كانت مختلفة، وبمرور الوقت، ستكون قادرًا على التكيف لحل أي مشكلة قد تظهر مستقبلًا.


مثال: طلب منك رئيسك في العمل ترك المشروع الذي تعمل عليه والتركيز على مشروع جديد، ولكن المشروع القديم يخص عميل مهم لا يمكن تغيير موعد تسليمه، لحل هذه المشكلة، عليك التواصل مع رئيسك في العمل وشرح الموقف، حيث يمكنكما معًا تحديد حل محتمل - في هذه الحالة، تفويض إحدى المشاريع إلى عضو آخر في الفريق، وهنا ساعدتك قدرتك على التكيف في البحث عن حلول متعددة للمضي قدمًا.


مواجهة التغيير

مواجهة التغيير، هي عبارة نسمعها بل ونرددها دائمًا، يمكننا تجنبها وإنكارها ولكن ذلك لن يجعلها تختفي، فعلى حد تعبير الفيلسوف اليوناني القديم هيراقليطس: "التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة"، لذلك علم نفسك أن تتقبل أي موقف عن طريق تحمل المخاطر وتقبل النتائج، مهما كانت، واعتنِ بنفسك أثناء عمليات التغيير الصعبة، واطلب الدعم من الآخرين أو المختصين عند حاجتك له، وقبل كل شيء، كن لطيفًا مع نفسك، لأن التغيير ليس سهلاً، إنها عملية تتطلب الوقت والجهد.[٢]


مثال: تمت إعادة هيكلة فريقك، وهذه هي المرة الثالثة التي تضطر فيها إلى التكيف مع أعضاء الفريق والمسؤوليات الجديدة، ومن المتوقع الآن أن تتعلم مهارات جديدة، وتُعدل حياتك العملية من جديد، هنا مع التغييرات الجديدة، يجب البدء بتقدير فوائد هذا التغيير بدلًا من الشعور بالإحباط، ربما تكون في وضع أفضل للانتقال إلى مناصب قيادية، أو ربما تكون فرصة لتوسيع شبكتك الاحترافية، إذ يعلمنا مواجهة التغييرات الكبيرة والصغيرة، بناء قدرات للتكيف تساعدنا على المضي قدمًا عند ظهور تحديات جديدة.


تطوير المهارات

في العمل يجب مواكبة كل جديد، فإذا لم تبذل جهدًا لتعلم مهارات جديدة، فستجدك على الأرجح غير مستعد للتعامل مع التغييرات الجديدة وغير المتوقعة، لذلك يجب البقاء فضوليًا بشأن مهاراتك، ومواكبة التكنولوجيات الجديدة من خلال قراءة أحدث الابتكارات والأبحاث، وتوسيع نطاق معرفتك من خلال المهارات المتقاطعة، وبذل الجهد للعمل مع الأشخاص أو في المهام التي عادة ما تتجنبها.[٣]


العقلية المنفتحة

لدينا جميعًا فكرة عن الطريقة التي نعتقد أن الأمور يجب أن تسير بها، وهذا أمر طبيعي، إذ يساعد عقولنا هذا النوع من التفكير على معالجة المعلومات بكفاءة أكبر، ولكن في بعض الأحيان يغلق التفكير بهذه الطريقة عقولنا أمام الفرص الجديدة، لأننا نركز بشدة على ما تعتقد أنه يجب أن يحدث مع تجاهل إمكانية حدوث عكسه، لذلك، يمكن أن يساعدك تدريب عقلك على أن يصبح أكثر انفتاحًا عند مواجه موقفًا جديدًا، على تطوير مهارة التكييف على التغيرات الجديدة، ومن أهم النصائح لتنمية عقل متفتح:[٢]

  • تدرب على الاستماع النشط عندما تتعلم شيئًا جديدًا.
  • امتنع عن إصدار الأحكام حتى تحصل على كل المعلومات - وهذا يشمل الحد من المعتقدات عن نفسك أو قدراتك.
  • حاول التفكير في الموقف الحالي من كل زاوية، مع توسيع عقلك ليشمل جميع الاحتمالات المختلفة.


مثال: أنت تعمل في قسم المحتوى وتعتمد بشدة على فريق التصميم لتزويدك بالصور لدعم عملك، بعد بضعة أشهر، يبدأ المصمم الذي كنت تعمل معه في أخذ وقت أطول للرد وتفويت المواعيد النهائية، مما يجعلك مستاء جدا، هنا بدلاً الاستياء ومهاجمة المصمم، اجلس معه لمحاولة فهم وجهة نظره، لأنه من المحتمل أن يكون تحت ضغط كبير في العمل بسبب مغادرة فرد من فريقه الشركة، أو لأسباب أخرى، وهنا ساهمت المحادثة بعقل متفتح على تفهم الوضع والوصول إلى حل.


بناء شبكة دعم قوية

إن وجود فريق قوي ومستقر من حولك أمر ضروري في أوقات التقلبات والتغييرات، لأننا كبشر نحتاج إلى أشخاص ثقات يمكن الاعتماد عليهم أثناء مواجهة الصعوبات، لذلك، عزز العلاقات التي تربطك بزملائك في العمل من خلال بناء الثقة، يمكنك أن تبدأ، على سبيل المثال، بعرض تولي مهام إضافية عندما يكون أحد الزملاء مشغولاً، أو بمساعدته في نظام أو عملية يجدون صعوبة في استخدامها، ولن يؤدي ذلك إلى تعزيز التعاون والإيجابية عبر فريقك فحسب، بل سيشجع على الأرجح زملائك على رد الجميل عندما تكون الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب "How to Be Flexible in the Workplace", mindtools, Retrieved 9/7/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "6 ways to develop adaptability in the workplace and embrace change", asana, 7/3/2022, Retrieved 8/7/2022. Edited.
  3. "Adaptability in the Workplace: Benefits, Skills, Tips (2021)", whatfix, Retrieved 8/7/2022. Edited.