كثيرًا ما نسمع عبارة "إنَّ الوحدة قاتلة" لكنّنا لا ندركُ معناها جيدًا، فقد يشعر الإنسان بالوحدة رغم وجوده وسط حشد من الناس، وقد يعيش وحده، دون أن يشكو من شيء، فمتى تكون الوحدةُ مشكلةً يجب التنبه لها؟ سنسلط الضوء في هذا المقال على مفهوم الشعور بالوحدة، أسبابها، نتائجها، وبعض النصائح لتفاديها.


ما المقصود بالوحدة؟

هي حالة ذهنية يشعر فيها الشخص بالفراغ، والحزن، والانعزال عن الآخرين والبيئة المحيطة، فيجد صعوبةً في عملية التواصل مع الغير، مما يدفعه إلى الانطواء على نفسه، وهي من المشاعر الإنسانيّة المعقدة؛ وذلك لعدم وجود سبب واحد ومشترك لها، إذ يختلف السبب باختلاف الأشخاص والمواقف.[١]


كيف نتجاوز شعور الوحدة؟

إنَّ التغلبَ على الشعورِ بالوحدةِ يتطلبُ وعيًا من قبِل الشخص لإحداث التغيير، وفيما يلي بعض النصائحِ التي تَحُدُ من هذا الشعور:


فهم وإدراك الشعور بالوحدة

أول خطوةٍ للتغلب على الشعور بالوحدة هي إدراك ما تمر به وتأثيره السلبيّ على حياتك، والأسباب الكامنة وراء هذا الشعور واتخاذ خطوات فعليّة للتغلب عليه، فهو شعورٌ مؤقتٌ يُمكنك تجاوزه بالإرادة والتصميم والصبر، قد تجد ذلك صعباً وغير واضح في البداية، ولكن بمجرد أنْ تبدأ بهذه الخطوات ستُلاحظ التحسن التدريجي، وسيصبح لديك حافز للاستمرار.[٢]


إخبار العائلة والأصدقاء المقربين

أخبر عائلتك وأصدقاءك المقربين بأنّك تعاني من هذه الحالة، ووضّح لهم الأسباب وراء ذلك في حال كان لديك سبب واضح، لكي يتمكنوا من مساعدتك، ويقدموا لك الدعم والحب والاهتمام، فأحيانًا كل ما تحتاجه هو أنْ تتكلمَ عما يدور في ذهنك، وتجد أذناً صاغية.[٢]


تغيير طريقة التفكير

تنعكس أفكارك على مزاجك، وسلوكك، وردة فعلك اتجاه المواقف التي تمر بها، وعليه فمَنْ أراد التحكم بحياته، عليه أولًا التحكم بأفكاره، ويكون ذلك من خلال تحديدها وثم استبدالها بأخرى إيجابية، فيصبح لديك بديل لكل فكرة سلبية، ومخزون من الأفكار الإيجابيّة التي ترددها على نفسك مرارًا وتكرارًا حتى تتقنَ مهارةَ التفكير الإيجابي.[٣]


المشاركة بالأعمال التطوعيّة ونشاطات الخدمة المجتمعيّة

إذ إنَّ المشاركةَ بمثلِ هذه الأعمال يفتحُ أمامك المجال لتلتقيَ بأشخاص جدد، ويساعدك على تكوينَ صداقاتٍ وعلاقات جديدة، هذا فضلاً عن اكتساب خبرات مختلفة في الحياة.[٤]


التواصل مع الآخرين

ربما تشعرُ أنَّ ذلك هو آخر ما تود فعله، لكن عليك المحاولة، قم بزيارة أقاربك، ولا تفوت حضور المُناسبات الاجتماعيّة، واحرص دائماً على أن تتواصل مع أصدقائك، ولا بأس من الانضمام للأندية الرياضية أو الثقافيّة، أو الالتحاق بدورات تدريبية تُناسب ميولك، الأمر الذي سيتيح لك فرصة التعرف والتواصل مع الآخرين.[٥]


الاعتناء بالصحة الجسديّة

ترتبط كل من الصحة النفسيّة والصحة الجسديّة معاً، حيث تؤثر كل منهما على الأخرى، لذا عليك الاعتناء بصحتك أيضًا لتستطيعَ التغلب على شعور الوحدة لديك، وذلك من خلال:[٢]

  • النوم لعدد ساعات كافية: يؤثر حصول الجسم على النوم لساعات كافية على الصحة الجسديّة والنفسيّة، علماً أن المعدل الطبيعي للنوم لدى الإنسان البالغ يتراوح ما بين 7-9 ساعات، وعليه ولتحظى بنوم عميق خذ حماماً دافئاً قبل النوم، حيث يساعدك ذلك على الاسترخاء، واحرص على عدم شرب القهوة خلال فترات المساء.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة: حيث تحفز ممارسة الرياضة إفراز هرمونات السعادة (الإندورفين) في الجسم، الأمر الذي يحسن من الحالة المزاجية، ويزيد من الشعور بالارتياح.
  • تناول الطعام الصحي: احرص على تناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية المتكاملة، وشرب كميات كافية من الماء، وابتعد عن المواد المُصنعة والحافظة، وقلل من تناول السكر والدهون المُشبعة.
  • التعرض لأشعة الشمس: حيث يؤدي التعرض المدروس لأشعة الشمس إلى التقليل من التوتر والشعور بالراحة، لكن عليك اختيار الوقت المناسب لذلك بحيث لا تتعرض لضربات الشمس، واحذر من الجلوس لفترات طويلة.


استخدام شبكة الإنترنت بشكل معقول

إنَّ قضاءَ ساعاتٍ طويلةٍ أمام شاشاتِ الحاسوب والهواتف الذكيّة يُبعد الشخصَ عن عالمه الحقيقيّ، وقد يصبح ذلك روتينًا يوميًا إلى أنْ يصلِ به الحال إلى الميل إلى العزلة والوحدة، لذا عليك أنْ تُخصصَ وقتًا محددًا لا تتجاوزه، وأنْ تكونِ واعيًا بما يكفي لتدركَ أنَّ التواصل الإلكترونيّ لا يُغني عن التواصل الحقيقيّ والمُباشر، وتذكّر أن لا تقارنْ حياتك بحياة الأشخاص على هذه المواقع، لأنهم يحاولون إظهارَ أفضل ما لديهم، فترى فقط الجانب المُشرق بحياتهم، وتظن بأنَّها مثالية، الأمر الذي قد يزيد من شعورك بأنك وحيد ومختلف عنهم؛ وبالتالي زيادة شعورك بالوحدة.[٢]


استشارة طبيب نفسي

لا تخجل أبدًا من اللجوء إلى طبيبٍ نفسيّ، خصوصًا إذا كنت تعاني من هذه الحالة منذ فترةٍ طويلةٍ، وقمت بتجربة النصائح التي ذكرناها ولم تشعرْ بتحسنٍ، فربما ما تمر به هو عرض لمشكلة جسديّة أو نفسية، والطبيب المختص هو من يستطيع أنْ يُشخصَ الحالة، ويكتشف أسبابها وطريقة العلاج الأنسب لها، سواء بجلسات المحادثة أو العلاج بالأدوية.[٦]


المراجع

  1. Amy Morin, LCSW (23/3/2020), "The Health Consequences of Loneliness", very well mind , Retrieved 4/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "How to Deal with Loneliness: 5 Ways to Stop Feeling Lonely", Cigna, 2/2019, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  3. "Seven ways to overcome loneliness", THEGUARDIAN, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  4. Elizabeth Scott, MS (21/3/2020), "6 Ways to Cope With Loneliness", verywell mind, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  5. COLLEEN STINCHCOMBE, KELSEY HURWITZ (31/8/2020), "How to Deal With Loneliness and Feelings of Isolation", woman'sday, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  6. "Lonely in a Crowd: How to Overcome Loneliness & Not Let It Grow Into Depression", Australian&New Zealand, 1/7/2020, Retrieved 14/2/2021. Edited.