ما هو الخوف من المجهول؟ وما أسبابه؟

يطلق على شعور الخوف من المجهول مسميات كثيرة مثل الخوف من التغيير، أو رهاب التغيير، أو ميتاثيزوفوبيا (بالإنجليزية: metathesiophobia)، وجميعها لديها نفس المعنى وهو الرهاب الذي يدفع الشخص إلى تجنب تغيير ظروفه؛ بسبب خوفه الشديد من المجهول، ومن مواجهة حدث غير معروف أو حدث غير متوقع.[١][٢]


يعد شعور الخوف من المجهول شعورًا فطريًا لدى الإنسان، إذ يقول علماء النفس بأن الإنسان في العموم يخاف التغيير خاصةً إذا فُرض عليه، ولم يختره هو بنفسه، مثلًا إذا اختار الإنسان الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير وظيفته، قد يشعر بمستوى أخف أو أقل من الخوف؛ نظرًا لامتلاكه القدرة على التحكم في النتيجة، على عكس الشخص الذي فُرض عليه الانتقال من منزله؛ بسبب الحرب مثلًا أو الشخص الذي فُرض عليه الانتقال من وظيفته؛ بسبب رئيسه في العمل، حيث يكون مستوى الشعور في الخوف في الحالات السابقة أعلى بكثير مقارنة بشخص اختار التغيير، لأن هذه الحالات تُشعر الأشخاص بعدم القدرة على التحكم في الظروف أو النتائج.[١]


كيف يمكن التغلب على الخوف من المجهول؟

تنقسم أعراض الخوف من المجهول إلى قسمين قسم شديد يؤثر على حياة الفرد وروتينه اليومي بحيث يسبب له الخوف من المجهول عدم القدرة على مواصلة أعماله اليومية، وعلى علاقاته الاجتماعية، وعلى من حوله، وفي هذه الحال يُنصح مباشرة بمراجعة طبيب نفسي أو معالج نفسي لإرشاده لطرق العلاج الصحيحة، حيث يمكن أن يبدأ المعالج أو الطبيب لعلاج مثل هذه الحالات في علاجات غير دوائية، ثم قد ينتقل إلى العلاج الدوائي.[١][٢][٣]


أما القسم الثاني من أعراض الخوف من المجهول، فهو يكون متوسطًا أو خفيفًا، ولا يؤثر على حياة الفرد العملية أو الاجتماعية، وفي هذه الحالة يمكنه التعامل معه وإدارته باتباع بعض إرشادات ونصائح علماء النفس، مثل:[١][٢][٣]

  • التدوين: عند تدوين مخاوفك على ورقة في دفتر ملاحظات يوميًا، فإنك تجبر عقلك على تفريغ مخاوفه دون إصدار الأحكام، وهذا يمكنك من فهم هذه المخاوف ومساعدة نفسك في تخطيها.
  • ممارسة الروحانيات: يزيد الإنسان من تقديره لذاته بعد أن يفهم ماذا يريد أو يحتاج بالضبط من الحياة، أو بعد تحديد أهدافه الشخصية التي قد تجعله أكثر انسجامًا مع الواقع والتغير الحاصل به، ويمكن للإنسان فهم عوالمه الداخلية بممارسة الروحانيات التي تشمل الصلاة والدعاء والتأمل وفهم النفس من الداخل.
  • إنشاء لوحة مرئية في الغرفة: قد يساعدك إنشاء لوحة صغير في غرفتك تحتوي على صور أو أعمال فنية لكل ما تحبه أو ترغب بتحقيقه أو رؤيته في الحياة، على التغلب على خوفك من المستقبل والمجهول، حيث سيساعدك النظر إلى هذه اللوحة يوميًا في تخيل مستقبل أفضل، مما يمنحك دافعًا تحفيزيًا قويًا لتحويله إلى واقع.
  • التواصل مع الأصدقاء والعائلة: يساعدك مشاركة مخاوفك مع صديق أو فرد من أفراد عائلتك على تقليل الشعور بالقلق أو التوتر والوحدة، شريطة أن يكون هذا الفرد متفهمًا لما تمر به ومستمع جيد دون إصدار الأحكام.
  • تحديد الأهداف الجزئية والكلية: بعد فهم مصدر الشعور بالخوف أو القلق من المجهول، يمكنك التغلب عليه بوضع أهداف قابلة للتحقيق في محاولة لاتخاذ خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ تجاه التغيير الإيجابي.
  • تجنب تجنُب التغيير: يؤدي تجنُب التغيير في الحياة إلى تراكم التوتر بمرور الوقت دون نهاية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث مواقف أو ظروف أكثر سوء من المجهول الذي تخافه، فأحيانًا يكون الخوف من المجهول لا يستحق كل هذا القلق.



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How to Cope With the Fear of the Unknown", verywellmind, 28/7/2022, Retrieved 2/3/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Understanding and Overcoming Fear of the Unknown", healthline, 23/7/2020, Retrieved 2/3/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "Fear of the Unknown: Causes, Signs, & How to Overcome", choosingtherapy, 21/6/2021, Retrieved 2/3/2023. Edited.