كيف أتعلم فن الصمت؟

وسط الانشغالات اليومية المُتتابعة، وكثرة المهام والواجبات التي يلزم أداؤها، قد نفتقد إلى الصمت، رغم أن الإنسان يحتاج إليه كي يعيد التفكير والنظر في بعض الأمور أو حتى التفكير في أمور جديدة، أو تأمل الكون حوله، إلا أن قلة من الناس يدركون أهمية الصمت، فحتى عندما يلتقي الناس في الأماكن العامة لا يعطون أنفسهم أية فرصة للصمت، فتجد شخصًا يسأل الآخر عن الطقس أو عن أي شيء المهم أن يُكسر الصمت، رغم أن للصمت فوائد كثيرة منها أنّه يسهم في توثيق العلاقة وتعزير الارتباط بين الإنسان وذاته، فيصبح على اتصال أوضح مع نفسه، ومع الكون والمحيطين به أيضاً، وإذا أردت أن تتعلّم فنّ الصمت تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال.^[١]

خطوات عملية تساعدك على تعلم فن الصمت

وفيما يلي بعض الخطوات العملية التي ستساعدك لتعلم فن الصمت:

ابدأ بكسر عادات الضجيج الدائم من حولك

ويقصد بذلك أن تحاول التخلص من بعض الضجيج اليومي الذي تسببه، مثل سماعات الرأس التي تضعها خلال المشي أو الركض، أو عند تشغيل الراديو خلال القيادة، لا بأس من تجربة البقاء صامتًا عندما تقود سيارتك، وكذلك عندما تنتظر دورك في مكان عام حاول أن تستمتع بلحظات الصمت، لا حاجة للانشغال بالهاتف أو للتعرف على المحيطين بك في المقاعد المجاورة، فقط اصمت وانظر إلى ما حولك.^[١]

تأقلم مع فكرة الصمت تدريجيًا

قد يبدو الصمت مطلبًا لدى بعض الناس، في حين أن آخرين لا يمكنهم البقاء صامتين لعشر دقائق دون فعل أي شيء، وسبب ذلك خوفهم من مداهمة الأفكار السلبية لهم، أو إثارة ذكريات معينة، أو قد يرجع ذلك إلى طبيعتهم التي ترفض الصمت وتحب الكلام، ولكن مع التركيز على التنفس العميق، وممارسة التأمل من خلال النظر في الذات والكون وبكل ما حولك ستبدأ تعتاد على الصمت تدريجيًا، ابدأ بخمس دقائق، وبعدها أطل الوقت بحسب ما تراه مناسبًا، لكن لا تضغط على النفس بوقت طويل من البداية، وفي حال صعب عليك الصمت التام دون حركة يمكنك ممارسة المشي أو أيّ نشاط آخر تحبه.^[١]

عود نفسك على الاستماع والإصغاء إلى الآخرين

إذا كنت من أولئك الذين يقاطعون الآخرين أثناء كلامهم، أو لا يهتمون أو يصغون لحديث من حولهم عندما يتحدثون في أمر ما أو موضوع معين، حاول أن تبدأ بضبط نفسك ومنح انتباهك للمتحدث والتزام الصمت أثناء حديثه، حتى ينهي من كلامه، ومن الطرق الجيدة التي تعلمك الاستماع والتقليل من الكلام خلال لقاءاتك مع الآخرين هي طرح الأسئلة على الطرف الآخر، فبذلك ستمنحه مساحة كافية للإجابة، وستتعلم أنت كيفية الصمت والإصغاء إليه.^[٢]

حدد وقتًا لصمتك وابتعد عن المشتتات

أحيانًا عندما تدخل إلى البيت تقوم بتشغيل التلفاز ليس لأنك تريد مشاهدة برنامج أو فيلم محدد، ولكن لمجرد شعورك بأنك تحتاج إلى صوت داخل منزلك، لماذا لا يكون مثل هذا الوقت هو وقت الصمت لديك، ببساطة قرر ألا تشغل التلفاز واستمتع بالصمت، والشيء نفسه في لحظات ما قبل النوم، اجعل آخر ما تفعله هو الصمت والتأمل قبل ربع ساعة من نومك مثلاً، أو فكر في أن يكون لك طقوس خاصة تصمت وتتأمل فيها خارج بيتك، أو داخل بيتك بين الشموع والهدوء التام، بحيث تفكر وحدك فيما تود التركيز عليه في حياتك وتراجع يومك، فكل ذلك سيمنحك القوة خاصة مع المداومة.^[٣]

اقرأ وفرّغ مشاعرك وأفكارك على الورق

قد يصعب عليك أن تظل صامتًا طوال المدة التي حددتها لنفسك، وعليه فيمكنك أن تفرّغ مشاعرك وأفكارك على الورق، وستجد أن هذه الطريقة ستقرّبك أكثر من نفسك وأفكارك، كما ستكتشف أمورًا لا تعرفها عن ذاتك، وفي حال كنت من محبي القراءة، فيمكنك الدخول إلى عاملك الخاص وحدك، وتنغمس في قراءة كتابك المفضّل الذي تستمع به.^[٤]

اخرج إلى الطبيعة وتأمل في ذاتك

إذا استطعت أن تكون في مكان قريب من الطبيعة خلال فترة الصمت سيكون لذلك أثر إيجابي مضاعف على روحك، يمكنك أن تكون قريبًا من نهر أو بحر، أو شجر، كما يمكنك ممارسة تجربة التخيل، كل ما عليك فعله هم تخيل أن أمامك سلة فارغة، وبعد ذلك حاول استحضار السلبيات التي تزعجك، أو المشاعر السلبية التي تؤثر عليك وضعها فيها، وبعدها انقلها بخيالك بعيدًا عنك وتخلص منها.^[٤]

أخبر من حولك بقرارك

بعد أن تعزم على تعلم فن الصمت من الممكن أن يجد من حولك بعض الغرابة عن أسباب ميلك للصمت، خاصة إن كنت معروفاً فيما بينهم بحبك للكلام والمشاركة في النقاشات المختلفة وطرح أفكارك وآرائك، وعليه فمن الأفضل هنا أن تخبرهم مسبقاً عن توجهاتك وقرارك، حتى يتفهموك فلا يشكلون لك مصدر تشتيت أو إزعاج في المرحلة القادمة من مسيرتك.^[٤]