للناسِ من حولنا شخصياتٌ متنوّعة، لذلكَ من أسس مهارة التعامل مع الأشخاص توقّع الاختلاف، ومعرفة أنّ هناك بعض الشخصيات اللئيمة، حتى لو كنتَ صالحًا وطيبًا، فمن المحتملِ جدًا أن تصادف الشخصيات التي ستزعجك وتضايقك، وقد تضطر للتعامل مع هذه الشخصيات سواءً في محيط حياتك اليوميّة، أو في محيط عملك، فما هي النصائح المفيدة للتعامل مع الشخصيّة اللئيمة بشكل صحيح؟[١]


كيف أتعامل مع الشخص اللئيم؟

يتعرض الكثير من الناس في حياتهم للتعليقات السلبيّة من حولهم أو لأساليب لئيمة وسيئة، ولكن يجب مواجهة الأمر، حتى لا يتفاقم ويؤدي إلى عواقب وخيمة على الشخص الذي يتعرض للؤم، ومن هذه الطرق ما يأتي: [٢][٣][٤][٥]

  • خلق الأعذار: فإذا كان الشخص لئيمًا، وكنت قد تعاملتَ معه مسبقًا، وكان يحترمُك، فقد يكون قد حدث أمرٌ طارئٌ ما في حياته جعله يتعامل بلؤم من غير إدراك ذلك، وإن كنتَ تتعامل معه لأوّل مرة، فقد تكون بسبب حواجز المعرفة الجديدة، والتي قد تتلاشى بعد عدة تعاملات، ولكن يجب الانتباه، ففي حالة التطاول بشكل ينافي الأخلاق أو بطريقة مزعجة فلا يجب السكوت عن ذلك.
  • عدم لوم الذات: فلا يجب أن يلوم الشخص نفسَه، ويجلد ذاتَه عند تعرّضه لتعاملٍ سيئ، فمن المحتمل جدًا أنْ لا يكونَ الخطأُ منه، وقد يكون لوم النفس من أهداف الشخص لئيم التعامل، حتى يبعده عن الثقة بالنفس، ويساهم في تحقيق هدفه بالسيطرة والتسلّط.
  • المواجهة: وتكونُ من خلال إظهار الانزعاج من التصرّف أو الأسلوب الصادر عن الشخص اللئيم أو طلب التوقف عن الأمر السيّء الذي يقوم به، سواء أكانت مضايقةً من خلال تعليقٍ سلبيّ أو سخريةٍ أو تنمّر، أو أسلوب تعامل لا يحترم فيها الشخص اللئيم الآخرون، ذلك لأن الصمت قد يُفهَم على أنّه ضعفٌ أو انهزامٌ.
  • عدمُ الانفعالِ: وهنا نعني الانفعال الذي من شأنه زيادة حدّة الموقفِ، كرفع ِالصوتِ، أو استخدامِ الأساليب السيئة في الردود، فهي تزيد الوضعَ سوءًا، وتزيد رغبة الشخص اللئيم بالرد بطريقة أسوأ، بل على العكس، يجب استخدام الأسلوب الاستفزازي السلميّ، وفيه يتمُّ اتبّاع الأسلوب العكسيّ تمامًا، كالتحلي بالأخلاق، وردّ الإساءة بالإحسان، وإنكار طلبات الأوامر التي طُلبت بطريقة سيئة، إمّا بالاعتذار عن أدائها، أو من خلال عدم القيام بها، دون التعدّي على الشخص بنفس الأسلوب السيء.
  • لغة الجسد: فيجب استخدام لغة الجسد التي تشير إلى القوة، فمثلًا: لا تقف مكتوف اليدين، أو تفرك يديْك ببعضهما، لأن في ذلك إيحاء بالاستسلام، قف متنصب القامة، وشُدّ كتفيكَ، ولا تُطأطِئ رأسك، أو تتحاشى النظرَ في عينيّ الشخص اللئيم، فمن خلال تواصلك البصريّ، تستطيع إيصال فكرة المواجهةِ والإنكارِ.
  • التصرّف بحزم: وذلك يعني الدفاع عن نفسك، وفي الوقت ذاته المحافظة على الاحترام، حتّى ولو لم تكن استجابة الشخص لطيفةً إلى ذلك الحدّ، لا تقم بتحدّيه أكثر، بل اجعله يعلم أنّك لا تسكت عن حقّك، قم بذلك بشكل مباشر، مع التركيز على التواصل البصريّ، فمثلاً: في حال قيام طالب ما بالضغط على زميله للقيام بأمرٍ لا يرغب به، فأفضل طريقة للتصرّف هنا هي النظر إلى عينيه مباشرةً، والرفض بنبرة صوت هادئة وحاسمة، قد يتكرّر الأمر لعدّة مرّات، لكن في نهاية المطاف سيدرك الشخص أنّه لن ينجح في أسلوبه هذا.
  • مراجعة النفس: فقد يكون الأسلوب اللئيم، هو ردّ فعلٍ لشيء قمتَ به دون قصد، أو كان هناك سوء تفاهم، كانتقادك مسبقًا لخطأ ما بأسلوب ٍغيرَ لائق، وإن كان كذلك، فبادر بالمصالحة والاعتذار، لخلق بدايات جديدة، خالية من الكراهية.
  • التدريب: وتشمل هذه النقطة، تمارين الاسترخاء، التي من شأنها إراحة البال وتصفيته، حتى لا تتأثر النفسيّة بسبب التعامل اللئيم، كما تشمل التدريب قبل ملاقاة شخصٍ معروف أنّه لئيم، والتنبّؤ بالأحداث التي ستحدث، لتفاديها أو توقّع الطريقة المناسبة للرد على هذه المواقف.


نصائح للتعامل مع شخص لئيم في بيئة العمل

من المألوف جدًا أن يكونَ لشخص ما، مديرٌ لئيمٌ أو متسلّط. أيضًا يعاني الكثير من الموظفّين من الزملاء اللئيمين من حولهم، والذين ربّما يكونون في منصب أعلى، فيظنّ الأشخاص الذين يتعرضون للؤم، أنّه لا خيار سوى الاستسلام، حتى لا يخسروا وظائفهم، لكنّ هذه المعلومة ليست صحيحة دائمًا، فيمكن تجنّب الإساءات، من خلال النصائح الآتية:[٦][٧][٨][٩]

  • التأقلم: ففي مرات كثيرة تكون الإساءة متحملةً ومقدورًا عليها، ويكون الصبر هو الحل المناسب للتعامل معها، وهذه النقطة يمكن أنْ تطبّق في حال كان الشخص لئيمًا بطبعه ومع الجميع، ولا يقصد اللؤم مع شخص واحد بحدّ ذاته.
  • الإحسان: فإنه من المحتمل أنه عندما تُقابل النفسُ البشرية السوية بالإحسان مقابل الإساءة، أن تكون النتيجة إيجابيةً، فيشعرُ الشخصُ اللئيمُ حينها بالخزيِ من نفسِه والخجل، فيصحح خطأه ويتراجع عن أسلوبه السيء.
  • البحث عن السبب: فيمكن مواجهة الشخص اللئيم بسؤاله عن سبب التعامل بهذا الأسلوب، وتصحيح السبب في حال وجوده.
  • التجنّب: وهنا لا يكون من خلال اعتزال الوظيفة، بل من خلال التواجد في الأوقات التي تفرض ذلك، والقيام بالأدوار الضرورية فقط، دون الاحتكاك مع الشخص اللئيم بغير حاجة، فمثلاً: إذا كان شخصٌ ما يتعرّض للؤم من زميلٍ له، فعليه أن يحاولَ إبعاد مكان مكتبه عنه، وعدم الخوض في تفاصيل غير عمليّة فيما بينهما.
  • الاعتزال: فقد يصل اللؤم لدرجة يصعبُ التعامل معها، ممّا يضطرُّ إلى تغيير مكانِ العمل كلّه، والبحث عن غيره، وهي تُعد آخر الطرق الممكنة لعلاج المشكلة وتفادي التعامل مع الشخص اللئيم في العملِ.


المراجع

  1. Kimberly Zhang (4-11-2020), "How to Deal With Mean People the Smart Way", Life Hack, Retrieved 4-2-2021. Edited.
  2. Sheri Jacobson (18-6-2019), "How to Deal With Mean People", Healthy Therapy Counselling Blog, Retrieved 4-2-2021. Edited.
  3. دايل كارنيغي، فن التعامل مع الناس، صفحة 115. بتصرّف.
  4. Inge Hansen (21-10-2020), "How to Deal with Mean People", Wiki How, Retrieved 4-2-2021. Edited.
  5. Amy Gallo (16-10-2014), "How to Deal with a Mean Colleague", Harvard Business Review, Retrieved 5-2-2021. Edited.
  6. Chris Edmonds (10-12-2016), "HOW TO HANDLE MEAN PEOPLE", Careers In Government, Retrieved 5-2-2021. Edited.
  7. SUSAN M. HEATHFIELD (3-4-2020), "10 Tips for Dealing With Difficult People at Work", The Balance Career, Retrieved 5-2-2021. Edited.
  8. SUSAN M. HEATHFIELD (18-1-2021), "How to deal with difficult people at work", The Balance Career, Retrieved 5-2-2021. Edited.
  9. Susan Krauss Whitbourne (12-12-2015), "4ways to deal with people who just aren't very nice>", Psychology Today, Retrieved 5-2-2021. Edited.