كيف أتخلص من الخوف من الموت؟

هل تخطر في بالك أفكار حول الموت؟ هل تخاف من التفكير في الموت؟ من الطبيعيّ الخوف من الموت ومن فكرة فقدان شخص عزيز، لكنّ البعض قد تتطوّر الأمور عنده ويصل لمرحلة الخوف الشديد أو الرهاب من الموت، الأمر الذي قد يبدأ بالتأثير على حياته سلباً وعلى قراراته وخياراته، لذا على أيّ شخص يتعرّض لمثل ذلك النوع من الخوف أن يحاول التغلّب عليه والتخلّص منه،^[١] وفيما يلي بعض الطرق التي تساعدك على التخلّص من الخوف من الموت.

تقبّل حقيقة الموت وركّز على ما يمكنك التحكّم به

كُن واقعياً وأدرك تماماً حقيقة الموت وفناء جميع الكائنات، وبأنّك ستواجه الموت لا محالة في وقتٍ ما، وأن الموت هو من الحقائق التي لا يمكنك التحكّم بها أو تجاوزها، فعندما تكون صادقاً مع نفسك بشأن حقيقة الموت ستبدأ بمحاولة مواجهة المخاوف التي تتعرّض لها، والتخلّص من فكرة الخوف من الموت، علماً بأنّ ذلك سيأخذ منك وقتاً طويلاً حتى تقتنع به، وهنا كل ما عليك هو أن تحاول العيش دون الخوف أو التفكير بالموت، وأن تركّز على كل ما يمكنك التحكّم فيه بشكلٍ فعلي، وكمثال على ذلك؛ في حال تمّ إصابة شخص بمرض يتعلّق بالقلب، فعليه عدم التفكير أو التركيز على الأسباب الوراثية التي كانت السبب الرئيسي في إصابته، فهو غير قادر على التحكّم بتلك الأسباب، والتفكير بها سيزيد من شعوره بالقلق والتوتر، في حين أن الأفضل من ذلك هو أن يحاول التركيز على كلّ ما يمكنه التحكّم به وبما يتعلّق بذلك المرض، كالانتظام بممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين، وتناول طعام صحي، فتلك العوامل جميعها ترتبط بشكلٍ وثيق بالحماية من أمراض القلب.^[١]

تقوية الجانب الروحي

وفقاً للعديد من الدراسات فإنّ الأشخاص الذين يتميّزون بإيمانٍ قويّ ويركّزون على ممارسة المعتقدات والطقوس الدينية، هم أقل عرضةً من الخوف من الموت، إذ إنّ لكلِّ من الطقوس والمعتقدات دور مهم في خلق معنىً لحياة الفرد، وخُذ بعين الاعتبار أنّ الممارسات الدينية لا تشمل فقط القيام بالعبادات، لكنّها قد تكون عادات يومية بسيطة يمكن القيام بها كالاهتمام بالمشي صباح كلّ يوم، أو قراءة عدد معين من صفحات كتاب معين يومياً، أو تقديم يد المساعدة لمحتاج أو التطوع بين الحين والآخر، وغيرها من الممارسات التي ستترك أثراً إيجابياً عليك.^[٢]

اقرأ أكثر بما يتعلق بحقيقة الموت

يوجد العديد من الكتب الجيدة التي تتناول الحديث عن حقيقة الموت، فالعديد من الكُتّاب شاركوا أفكارهم وأهم ما استنتجوه فيما يتعلّق بالموت ضمن كتبهم، ويمكنك اختيار كتاب معين لكاتب جيد تثق بمعرفته للتعرّف أكثر على قضايا الموت، كما يمكنك البحث على الإنترنت عن إجابات شافية بالنسبة لك أو سؤال أهل الاختصاص عن مثل هذه المواضيع، ولكن عليك إدراك بأنّ كل ذلك قد لا يقدّم لك إجابات شاملة ووافية حول الأسئلة التي تدور في ذهنك حول قضايا الموت، ولكنّها في نفس الوقت تقدّم إجابات جيدة عن أهمية وسبب وجودنا في هذه الحياة، وكيفية الاستعداد الجيد للموت ولحياة ما بعد الموت.^[٢]

تحكّم بحياتك وركّز على العيش بشكلٍ جيد

احرص على أن تعيش حياة أكثر صحية وأكثر إيجابية، من خلال ممارسة الأنشطة الإيجابية؛ كالمشي في الطبيعة في يومٍ ربيعيّ مشمسٍ، أو قضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيين ومن تستمتع معهم، وحاول تحديد هواياتك وشغفك واستغل الوقت بممارسة تلك الهوايات، وحدّد مجموعة من الأهداف العامة والأحلام التي تسعى لتحقيقها خلال فترة حياتك، فالانشغال في تحقيق تلك الأهداف ورؤية أحلامك تتحقق، سيُقلّل من وقت فراغك وبالتالي سيجعلك مشغولاً عن التفكير بالموت والقلق بشأنه،^[٣] كما سيساعدك التركيز على كلِّ ما هو إيجابي في حياتك والامتنان للأشياء الجيدة فيها، في التخلّص من الخوف من الموت والقلق بشأنه وعيش الحياة بسعادة أكثر،^[٤] وتذكّر كلما احتضنت الحياة أكثر وانخرطت بها بشكلٍ إيجابيّ وتركت أثراً إيجابيّاً بها سيقلّ خوفك من فكرة التخلّي عنها عندما يحين الوقت.^[٣]

مارس تقنيات الاسترخاء

تساعد تقنيات وتمارين الاسترخاء والرعاية الذاتية على تعزيز الصحة العقلية بشكلٍ عام، والتخلّص من المخاوف التي يتعرّض لها الشخص بما فيها الخوف من الموت، كما تزيد من قدرته على التعامل مع تلك المخاوف والسيطرة عليها، وتصفية الذهن من كلِّ ما يؤذيه من أفكار، ومن تقنيات الاسترخاء؛ ممارسة تمارين التنفس العميق، إضافةً إلى التأمّل والتركيز على الأفكار الإيجابية، ومن جهةٍ أخرى ينبغي عدم الإكثار من شرب المنبهات التي تحتوي على الكافيين، والاهتمام باتّباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم، إذ إنّ ذلك يسهم في الحفاظ على الصحة العقلية وتعزيز التفكير بإيجابية.^[٥][٦]