إنَّ سؤال "كيف أبدأ مشروعًا صغيرًا من الصفر" يدور بأذهان العديد من الأشخاص رغبةً بتحقيق الاستقلال الذاتيّ والحصول على ربحٍ وفيرٍ، لكنَّ خوفَهم من الفشل يمنعُهم من الإمساك بطرف الخيط، لذا لا تدع الخوفَ يتغلبُ عليك، وتوقفْ عن الحلم وابدأ بالعمل، وفيما يلي بعضُ الإرشادات والأفكار حول كيفية البدء بمشروعك الخاص.


حدد فكرة مشروعك

إنَّ اختيارَ الفكرة المُناسبة هي أُولى الخطوات للبدء بمشروعٍ ناجحٍ، وتُشكلُ التحدي الأكبر والعائق أيضًا أمام كثيرٍ من الأشخاصِ ممن يجدون صعوبةً في تحديد الفكرة التي تضمن نجاح المشروع، لكن يُمكنك تجاوز ذلك إذا بحثت عن الفكرة من خلال النظر إلى نقاط القوة لديك، وفيما يلي أربعة أسئلةٍ يمكنك طرحها على نفسك لتجدَ فكرةَ مشروعٍ قويّة ومناسبة لك من خلال الإجابة عليها، وهي:[١]


ما المهارات التي أملكها؟

فكّر بالمهارات الأكثر قيمة لديك ومجالات المعرفة التي اكتسبتها وتتميّز بها، والتي تستطيع أنْ تعلمها لغيرك، كإتقان لغة أجنبية، أو العزف على آلة موسيقية، أو إتقان حرفة يدويّة، أو إجادة العمل على برامج الحاسوب والبرمجة، أو امتلاك مهارة الطهي وغيرها، إذ يمكنك توظيف إحدى مهاراتك للبدء بمشروع لتعليم الآخرين هذه المهارة.


ما الأشياء التي يراني الآخرون رائعًا بها؟

اسأل عائلتك وأصدقاءك عن وجهة نظرهم بما يرونه مميزًا فيك، وبما تفعله وتجيده بطريقة لافتة لأنظارهم، فبذلك يصبح لديك مزيدًا من الأفكار التي يُمكنك أنْ تضيفَها إلى قائمة الأفكار المقترحة لكي تقومَ بدراستها جيدًا فيما بعد.


ما الأشياء التي أحب أن أفعلها بوقت فراغي، والتي أجد شغفي بها؟

إنَّ الكثيرَ من المشاريع الناجحة كانت مُجردَ شغف لدى أصحابِها، ثم تمكنوا من تحويل هذا الشغف إلى عمل مُربح، ويُمكنك أنت أيضًا القيام بذلك، عن طريق التفكير بالأشياء التي تحب أنْ تقومَ بها بأوقات فراغك، وتجُيدها بالفعل وتثير حماسك وتمنحك طاقةً إيجابية وشعوراً حقيقياً بالسعادة، وقابلة لتكونَ فكرةً لمشروع، هل أنت مثلًا من عشاق الموضة أو السيارات أو مهتم باللياقة البدنيّة، وغيرها من الأشياء التي تستحوذ على اهتمامك، فإذا كنت مثلًا تحب متابعة الموضة، وتقضي أوقاتًا كبيرة بمشاهدة عروض الأزياء ومتابعة مدونات الموضة، وتنشر على حساباتك الشخصيّة بمواقع التواصل الاجتماعي أفكارًا لتصاميمَ وتنسيقاتٍ للملابس، يُمكنك تحويل هذا الشغف لعمل مربح، حيث يوجد الكثيرون ممن يدفعون مبالغَ ماليّة كبيرة لمجرد استشارة بموضوع الأناقة، أو غيرها من الأفكار التي من الممكن تطبيقها بهذا المجال.


ما الأشياء التي دفعتُها مُسبقًا لأشخاص مقابل القيام بها؟

يُمكنك التفكير أيضًا بعيدًا عن موضوع نقاط القوة والمهارات، فكّر بالأشياء التي من الممكن أنْ تدفعَ أو دفعت بالفعل نقودًا لغيرك مُقابل القيام بها، كتنظيف منزلك، أو غسل سيارتك، أو طهو وجباتك، أو حتى لتمشية حيوانك الأليف، حيثُ باستطاعتك تحويل هذه الأعمال إلى نشاط تجاريّ خاص بك عبر الإنترنت.


اعرف منافسيك

مهما كان نوع العمل الذي تودّ البدء به، ستجد حتمًا منافسين لك، لأن عدم وجود منافسين قد يكون مؤشرًا إلى عدم وجود سوق أو حاجة حقيقية لما تنوي الاستثمار فيه، فمعرفتك لمنافسيك وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم تُمكنك من خوض المنافسة بشكلٍ أفضلَ، وينقسمُ المنافسون بشكلٍ عام إلى ثلاثِ فئاتٍ:[٢]


المنافسة المُباشرة

وهم الشركات أو الأفراد الذين يقدمون نفس المنتجات أو الخدمات لنفس الفئة المستهدفة بنفس السوق المحتملة ويلبون نفس الحاجة، فمثلاً يعمل كلاً من برجر كنج وماكدونالدز بنفس الصناعة (الوجبات السريعة) ويقدمان منتجاتٍ مماثلةً، ويستهدفان نفس الزبائن، ويلبيان نفس الحاجة.


المنافسة غير المُباشرة

هم الشركات أو الأفراد الذين يقدمون منتجاتٍ أو خدماتٍ متشابهةٍ مع وجود بعض الاختلافات، لكنَّها تلبي احتياجات المستهلك نفسها، أو يقدمون نفس المنتجاتِ، لكن لعملاء مختلفين، مثال عليها، ماكدونالدز وبيتزا هت، فبالرغم من أنَّهما يبيعان منتجات مختلفة، إلا أنَّهما يُعدان منافسين؛ لأنَّهما يلبيان نفس الحاجة، ويعملان في نفس الصناعة، ويستهدفان نفس المستهلك.


المنافسة البديلة

وهم الذين يقدمون منتجات وخدمات مختلفة، لكن لنفس الفئة المستهدفة وتلبي نفس الحاجة، مثال: تُعد الهواتف الذكيّة منافسًا بديًلا للكاميرات الرقميّة، إذ تُلبي احتياجات التصوير لنفس العملاء.


فبمُجرد تحديد منافسيك ستحتاجُ إلى جمع المعلوماتِ عنهم: كمعرفة نطاق الخدمات والمنتجات التي يقدمونها، واستراتيجية التسعير والتسويق، ورأي العملاء بمنتجاتِهم، وما هي مميزاتهم التنافسيّة، وهل يقومون بتوسيع أم تقليص أعمالهم، فإذا عرفت مثلًا أنّ منافسيك يستهدفون الشركات الكبيرة التي يوجد فيها ما يزيد عن مئةِ موظفٍ، فربما تتوجه أنت إلى الشركات الأصغر، وعليه ستختلف استراتيجية التسويق والتسعير لتتناسب مع قدرة هذه الشركات.


ضع خطة للعمل

للخروج بخطة عمل دقيقة وشاملة ومُقنعة، اتبع الخطواتِ التالية:[٣]

  • حدد تكلفة العمليّة: سيساعدك ذلك في تحديد رأس المال الذي تحتاجه لتقديم خدمة أو إنتاج منتج، ولمعرفة إذا ما سيكون عملك مربحًا أم لا، لأنَّك تحتاج إلى ربح مال أكثر من رأس المال الذي أنفقته، ويشملُ ذلك تكاليف الإنتاج والشحن وأجور العاملين وإيجار مكان العمل والضرائب وما إلى ذلك.
  • حدد السوق المُحتمل: كُنْ واقعيّاً، وخَمِنْ عددَ الأشخاص الذين سيقبلون على المنتج أو الخدمة التي ستقدمها، وكم سيدفعون مقابلها، فإذا كان مبلغ الربح قليلًا جدًا بالمقارنة مع المال الذي ستنفقه، فهذا يعني أنَّه يتوجب عليك إما إعادة التفكير في خطتك أو تغييرها كليّا.
  • حدد العوائق: تحتاجُ إلى التخطيط المُسبق لكل المشاكل التي قد تُعيق طريقك بالمستقبل، فيجب عليك:
  • الاستفسار عن الضرائب والقوانين المُرتبطة بإنشاء مشروعك الخاص.
  • التنبه إلى أنَّه لنْ يرغبَ أحدٌ بشراء مُنتجك أو الاستفادة من الخدمة التي تقدمها إذا كان السعرُ الذي وضعته مساويًا أو أكثر من سعر منتج جيد تمامًا أو خدمة موجودة بالفعل.
  • التأكد من عدم وجود تكاليف باهظة، كأن تكون المُعداتُ اللازمة باهظةَ الثمن.
  • فكر بخطة تسويق: أولُ ما عليك فعله هو أنْ تحددَ المبلغَ المالي الذي يُمكنك تخصيصه للدعاية والإعلان، ثم تبدأ بالتفكير بأفكار إبداعيّة تتناسب مع ميزانيتك، فيمكنك التفكير في إطلاق إعلانات تجاريّة إذا كنت تمتلك الكثير من المال، أما في حال عدم توفر المال، يمكنك التفكير بطرق فعّالة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبمجرد تحديد شكل التسويق الذي ستقوم به، ابدأ بالتفكير في أكثر الأماكن فعالية للإعلان، وأي الأوقات المميزة في اليوم أو الشهر أو السنة بحيث تحصل على أفضل فرصة للوصول إلى السوق المُستهدف.


حدد نفقاتك

إنَّه لمن المُحبط أن تعلمَ أنَّ فكرةَ مشروعك ليست مجديّة من الناحية الماليّة، ولكن إدراك ذلك مُبكراً سيوفر عليك خسارة أموالك، ولهذا يجبُ عليك تحديد النفقات وعمل تحليل للجدوى الماليّة لمعرفة إذا ما كان المشروع سيعود عليك بالربح أم العكس، ويُمكنك ذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:[٤]

  • كم سيكلفني إطلاق المشروع إلى أرض الواقع، وكيف يمكنني إدارة المصاريف إلى أن يُصبح له سوق ويعود بالأرباح؟
  • ما هي النفقات الأوليّة؟
  • ما هي النفقات الجارية؟
  • ما هو مصدر رأس المال؟
  • ما هو الربح المُحتمل، وكم المدة التي أحتاجها لتحقيقه؟

وبعد حصولك على هذه المعلومات، وتقدير نسبة النفقات اللازمة، عليك كحدٍ أدنى مضاعفة هذه النسبة تحسُبًا للنفقات المفاجئة التي قد تظهر لك أو للأمور التي من الممكن أنْ تكونَ قد غفلت عنها أو أسأت تقديرها، فمن الممكن أنْ يحتاجَ مشروعُك وقتًا أكثر من الذي توقعته إلى أنْ يصبحَ معروفًا، ويُقبل عليه الزبائن ويعود عليك بالأرباح.


حدد احتياجاتك التشغيلية

يركّز الكثيرون عند التخطيط لبدء مشروعهم بالخدمة التي سيقدمونها أو بالمنتج الذي سيبيعونه، والفئة المُستهدفة، ويغفلون عن الأمور التفصيليّة فيما يتعلق بآلية العمل، على سبيل المثال: إذا أردت بيع منتج ما، عليك التخطيط للأمور التالية:[٥]

  • كيف سيتم تسليم المُنتج للزبائن؟
  • كم هي تكلفة خدمة العملاء، للإجابة عن استفساراتهم حول المُنتج، واستقبال الملاحظات أو الشكاوى حول تأخير أو عدم وصول الطلب؟
  • هل ستُصدر فواتيرَ للعملاء، وهل ستعتمد بطاقات الائتمان كطريقة للدفع؟
  • مَنْ سيقوم بمتابعة موقعك الإلكتروني أو صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
  • هل ستستعين بموظفين؟


احصل على التمويل الكافي لمشروعك

ثمة العديدُ من الطرق التي تستطيع من خلالها الحصول على تمويل مالي لمشروعك، ابدأ عملية البحث، وحدد الخيارات المُتاحة أمامك وادرسها جيدًا ثم اختر الأفضل لك ولمشروعك، على سبيل المثال لا الحصر: شركات التمويل الأولي، أو المستثمرين الملاك وهم أشخاص يقدمون رأس المال للشركات الناشئة مقابل سندات أو حصص في المشروع، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعرفونك كعائلتك، أقاربك، أو أصدقائك، إذ يُمكنهم أن يستثمروا معك بنشاطك التجاريّ، أو تستدين منهم.[٦]


توصيات لبدء مشروعك

إليك بعض النصائحِ الأخيرةِ التي يمكن أخذها بعين الاعتبار:[٢]

  • تَقَبَلْ فكرة الوقوع بالخطأ، فأنت لست معصومًا عنه، واستغل هذه الأخطاء لتتعلم منها لا لتقف عندها، فالتجارب والخبرات لا تأتي بسهولة دون عقباتٍ غير مُتوقعة.
  • عليك أنْ تُغامرَ في بعضِ الأحيان لتصلَ إلى أهدافك، ولا يعني ذلك التهور، بل يجب أنْ تكون المغامرةُ مدروسةً وتتوقع الخسارة أو الربح.
  • ابتعدْ عن المثاليّة الزائدة، إذ يميل بعض الأشخاصِ إلى الانتظار حتى يصبح كل شيء على أكمل وجه قبل البدء بمشاريعهم، ويطول انتظارهم دون القيام بأيّ خطوة فعليّة في طريق تحقيق أحلامهم.
  • تجنبْ الوقوع بما يُسمى شلل التحليل، ويُقصد به أنْ يُفرط شخص بالتفكير في أمرٍ أو قرارٍ ما، فلا يتمكن من اتخاذ القرار أبدًا، أي أنَّ تفكيره الزائد يصده عن فعل أيّ شيء، لكن هذا لا يعني أنْ تكونَ من النوع الآخر، وهو الذي لا يُفكر ولا يخطط ويأمل أنْ تسيرَ الأمور على ما يرام.
  • اطلبْ النصيحةَ ممن لهم تجارب سابقة في هذا المجال.

المراجع

  1. "How to Start Your Own Business: the Ultimate 5 Step Quick Start Guide", I Will Teach You To Be Rich, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب David Carpenter, "9 Essential Tips for Starting Your Own Business", lifehack, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  3. "How to Start Your Own Business", wikiHow, 10/9/2020, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  4. "9 Essential Tips for Starting Your Own Business", lifehack, 28/9/2020, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  5. Janet Attard (16/9/2020), "16 Tips for Starting and Succeeding in Your Own Business", BUSINESS KNOW-HOW, Retrieved 17/2/2021. Edited.
  6. Laura Bridgestock (7/2/2017), "Six Tips To Start Your Own Business At University", TOPUNIVERSITIES, Retrieved 17/2/2021. Edited.