إنّ أحد أكثر أنواع الرهاب شيوعًا في العالم هو الخوف من الأماكن المغلقة أو (Claustrophobia)، فإذا كان لديك خوف من الأماكن الضيقة أو الخوف من المصاعد أو حتى الخوف من ركوب الطائرة، فقد تكون مصابًا برهاب الأماكن المغلقة. إلا أنه من الممكن عادة التغلب على رهاب أو فوبيا الأماكن المغلقة أو أي رهاب آخر مع العلاج المناسب.[١][٢]


فوبيا الأماكن الضيّقة

تعرف فوبيا الأماكن الضيقة أو (Claustrophobia) على أنها اضطراب قلق يسبب خوفًا شديدًا من الأماكن المغلقة والضيقة، ومثل أي رهاب يمكن أن تختلف شدة رهاب الأماكن المغلقة بشكل كبير من شخص لآخر. وقد يشعر الشخص المصاب برهاب الأماكن المغلقة بالذعر عندما يكون داخل المصعد أو الطائرة أو غرفة مزدحمة أو أي منطقة أخرى محصورة. كما يُعتقد أن سبب اضطرابات القلق مثل الرهاب هو مزيج من الضعف الوراثي والخبرة الحياتية، ومع العلاج المناسب، فإنه من الممكن عادة التغلب على رهاب الأماكن المغلقة أو أي رهاب آخر. [٣][٢]

من المواقف التي من الممكن أن يشعر فيها الشخص المصاب برهاب الأماكن الضيقة ما يلي:

  • التواجد في غرفة صغيرة بدون نوافذ.
  • ركوب طائرة أو سيارة صغيرة.
  • الخضوع لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
  • الوقوف في غرفة كبيرة ولكن مزدحمة، مثل التواجد بتجمع عائلي كبير أو داخل قاعة احتفالات.
  • الوقوف في خزانة.


أعراض فوبيا الأماكن الضيّقة

عندما يعاني الشخص من أعراض رهاب الأماكن المغلقة، فإنه قد يشعر وكأنه يعاني من نوبة هلع، ويمكن أن تشمل أعراض رهاب الأماكن المغلقة ما يلي:[٤][٥]

  • التعرق
  • الارتجاف
  • الشعور بالخوف الشديد أو الذعر
  • القلق
  • ضيق في التنفس
  • ضربات قلب سريعة
  • ضيق أو ألم في الصدر
  • غثيان
  • الشعور بالإغماء أو الدوار
  • الشعور بالارتباك
  • صداع الرأس
  • خدر


أسباب فوبيا الأماكن الضيّقة

يمكن أن يكون سبب فوبيا الأماكن الضيقة هو تجربة مؤلمة سابقة كانت مرتبطة بالأماكن الضيقة، كأن يكون الشخص قد عانى سابقاً من تجربة سلبية ومخيفة داخل مكان مغلق، مثل أن يكون الإنسان قد علق سابقاً في مصعد لساعات طويلة، يمكن أن يحدث أيضًا من خلال مشاهدة أو سماع تجربة شخص آخر مع الأماكن الضيقة، كما قد تتسبّب رؤية مشاهد مخيفة متعلقة بهذا الأمر في التلفزيون والإنترنت أيضًا في جعل الشخص يعاني من فوبيا الأماكن الضيقة.[٢][٥]


كما قد تكون فوبيا الأماكن الضيقة أيضًا أمراً موروثًا، حيث إنّ الناس الأكثر عرضة للإصابة برُهاب الأماكن الضيقة هم ممّن لديهم تاريخٌ عائليٌّ سابقٌ من المعاناة من هذا الرهاب. كما أنّ العديد من أنواع الرهاب الأخرى تسبّب رهاب الأماكن الضيقة عند الأشخاص؛ حيث يرتبط رهاب الأماكن الضيقة برهاب الظلام، ورهاب الموت وغيرها من أنواع الرهاب الأخرى التي قد تحمل ظروفاً تذكر الشخص برهابه.[٢][٥]


كيف نتعامل مع فوبيا الأماكن الضيّقة

يعتمد علاج الرهاب، بما في ذلك الخوف من الأماكن المغلقة، على الأساليب النفسية. اعتمادًا على الشخص، قد تشمل بعض هذه الطرق:[٦][٤]


العلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT)

يهدف العلاج السلوكيّ المعرفيّ إلى اكتشاف الأفكار السلبية المرتبطة بالأماكن الضيقة؛ حيث يدرس المعالج السبب الأساسيّ للخوف من هذه الأماكن، ويركّز العلاج السلوكيّ المعرفيّ على استبدال الأفكار السلبيّة المتواجدة عند الشخص، والمرتبطة بالأماكن الضيقة والمغلقة، إلى أفكار أخرى أكثر إيجابيّةً.


العلاج بالتعرّض

العلاج الآخر الذي يترافق مع العلاج المعرفيّ السلوكيّ هو العلاج بالتعرّض، حيث يتعرّض الشخص لأيّ نشاط يتضمّن الأماكن الضيقة والمغلقة أو أي ظروف مشابهة، ويحاول المعالج تقليل مستوى الخوف شيئًا فشيئًا من خلال التعرّض المنتظَم لمسبّب الخوف والتخلّص من الفوبيا منه. كما يقوم المعالج أيضًا، أثناء العلاج بالتعرّض، بتعليم الشخص المُصاب بفوبيا الأماكن الضيّقة طرُقَ الاسترخاء المختلفة، مثل: التحكّم في التنفّس والضغط على العضلات لمنع حدوث أيّ إغماء ودوخة.


النمذجة

حيث يشاهد الشخص أشخاصًا آخرين يواجهون مواقف تتضمن أماكن مغلقة وضيقة دون خوف أو توتر، حيث يتم تشجيع المريض على اكتساب هذا النوع من الثقة والتخلي عن المخاوف، وإقناعه بأن الأمر بسيط ولا يستدعي الخوف والتوتر. والتأكيد على أنه قادر على تجاوز خوفه مثل كل الأشخاص الآخرين الذي تعرضوا للأماكن الضيقة ولم يخافوا.


نصائح للتغلب على فوبيا الأماكن الضيقة

نصائح مهمة لمساعدتك في التغلب على فوبيا الأماكن الضيقة:[٤][٣]

  • تجنب المواقف التي من الممكن أن تسبب دخولك بنوبة هلع، مثل الركوب في الطائرات أو مترو الأنفاق أو المصاعد.
  • توقف بالقرب من المخارج والأبواب أثناء التواجد في مكان مزدحم، وذلك حتى تسارع بالخروج إذا أحسست بأعراض الهلع.
  • قم بتذكير نفسك على الدوام بأن حالة الهلع وما تحمله من أفكار ومشاعر المخيفة هي حالة مؤقتة وستزول.
  • قم بمحاولة التركيز على شيء ما ينسيك الخوف، كأن تفكر بالأشخاص الذين تحبهم أو مواقف جميلة حصلت معك في حياتك.
  • تنفس ببطء وعمق، وحاول السيطرة على ردات فعلك وإنفعالتك.

المراجع

  1. "Claustrophobia (Fear of Small Spaces): Are You Claustrophobic?", psycom. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What's to know about claustrophobia?", medicalnewstoday. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Claustrophobia (Fear of Enclosed Spaces)?", verywellmind. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Everything You Should Know About Claustrophobia", healthline. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Claustrophobia", www.webmd. Edited.
  6. "Claustrophobia", betterhealth. Edited.