يعدّ المرشدن النفسيون من أهم الأشخاص الذين يؤثرون على حياة الآخرين، وهم يعملون مع مجموعات متنوعة من الأشخاص وبكافة الأعمار، فكلٌّ له احتياجاته ومشاكله الخاصة التي تدفعهم إلى اللجوء للمرشد النفسي من أجل مساعدتهم على التعامل مع المشكلات العاطفية والاجتماعية والعقلية التي يمرون بها، لإيجاد نهج متوازن للتغلب على الضغوطات بكافة أنواعها، وهذا يتطلّب من المرشدين أن يتمتعوا بمجموعة معينة من الصفات والمهارات والأخلاقيات، والتي سيتمّ بيانها في المقال.[١]


صفات ومهارات المرشد النفسي

توجد العديد من المهارات والصفات المختلفة التي يمكن أن تساعدك على النجاح كمرشدٍ نفسي، وتتضمن بعض المهارات الأساسية التي ستساعدك في مهنة الإرشاد ما يلي:[٢]


التعاطف

المعالج الجيد يُظهر التعاطف مع الأشخاص المختلفين، وله القدرة على فهمهم، وما يشعرون به ويتفهّمهم ويتفهّم اختياراتهم، حتى لو كانوا يخالفوه في الرأي، كما يتضمّن التعاطف قدرة المرشد على فهم تجارب الآخرين والتعرف عليها، حتى لو لم يصفوا أفكارهم أو مشاعرهم بشكلٍ مباشر، ومن جهة أخرى عليك كمرشد مساعدتهم في التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها بصورة صحيحة، وبشكل واضح.


مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين

تظهر أهمية هذه المهارات خلال الجلسات الأولى، فالشخص لا يعرفك وقد يشعر ببعض التوتر، أو قد يكون غير مرتاح في البداية، ممّا يجعله يمتنع عن الإفصاح عن مشاعره ومشاكله بالشكل الصحيح، لذا فإنّ امتلاك مهارات تفاعلية ومهارات اتّصال قوية، وإنشاء علاقات إيجابية معه منذ البداية، سيُشعره بالراحة منذ الجلسات الأولى، ويشجّعه على الإفصاح عمّا بداخله بحريةّ أكبر.[٢][٣]


مهارة الاستماع الجيد

لا بدّ للمرشد النفسي أن يجيد الاستماع إلى الآخرين والإصغاء لهم، والانتباه لكلّ ما يقولونه، والاستماع إلى -ما بين السطور- للأشياء التي لا تُقال، حتى يكون قادراً على تذكّر الأحداث والمشاعر المهمة التي ينقلونها له، وبالتالي التفاعل معهم، أمّا إذا لم يكن المرشد كذلك، أو كان من الأشخاص الذين ينفردون في الكلام أثناء النقاشات والمحادثات، فلن يكون مرشداً ناجحاً.[١][٤]


القدرة على تطوير نهج غير قضائي

يجب التأكيد على أنّ المرشد النفسي لا يسعى إلى إصدار أحكام على المرضى، أو التعليق على أفعالهم أو مشاعرهم وتصنيفها إلى ما هو جيد أو سيئ، أو تقييمها، بل المرشد الناجح يسعى إلى مساعدة مرضاه على رؤية الأشياء بوضوح ومن جانبٍ إيجابي، وتدريبهم على النظر إلى الأمور التي تحدث معهم من وجهة نظر مختلفة عمّا يفكرون بها بحيث يكونون أكثر تفاؤلاً.[٤]


المرونة

على المرشد النفسي أن يتمتّع بالمرونة، فكل مريض يختلف عن الآخر في خبراته وأفكاره ومشاكله وكيفية استجابته والخطة العلاجية المناسبة له، لذا لا بدّ من التمتّع بالمرونة والقدرة على الانتقال من منظور إلى آخر بناءً على حالة كل مريض، ومن الأمور التي يجب التركيز عليها ضمن مهارة المرونة هو تحديد الوقت الذي قد لا يكون فيه المرشد والمريض مناسبين لبعضهما البعض، فعندما يرى المرشد أنّ الجلسات العلاجية لا تُؤتي بثمارها على المريض وأنّه غير قادر على تعديل وضعه، فيجب عليه تقبُّل ذلك وعرضه على مستشار آخر قد يكون قادرًا على مساعدته بشكل أفضل.[٤]


أخلاقيات المرشد النفسي

يوجد العديد من الأخلاقيات التي يجب أن يمتلكها كلّ مرشدٍ نفسي، ومنها ما يلي:[٥]


الصدق والصبر والتواضع

إنّ التحلّي بالصدق والصبر والتواضع يعدّ أمراً أساسياً لكل مستشار نفسيٍّ، فهو يتعامل مع أنواع مختلفة من الشخصيات والتي تتطلّب منه التحلّي بتك الأخلاق ليستطيع التعامل معهم بفعالية والنجاح في مساعدتهم على إيجاد حلول لمشاكلهم.


الاهتمام الحقيقي بالناس

لتكون ناجحاً كمرشدٍ نفسيّ، عليك أن تسعى لتحسين الجانب العاطفي لمرضاك وأن تهتم بهم بشكلٍ حقيقي، وأن تلتزم بواجبك في تسهيل التحول الإيجابي لمرضاك، وهذا يتطلّب منك بذل جهدك في بناء علاقات إيجابية وموثوقة مع مرضاك من أجل الوصول معهم إلى حلٍّ مفيد ومُرضٍ لهم.


الالتزام بحدود المهنة

يجب على كلّ مرشد أن يُنشئ حدوداً صحية مع الأشخاص الذين يساعدونهم في العلاج والحفاظ عليها، ويتمثّل ذلك بالالتزام بالعلاقة العلاجية وتجنّب إنشاء علاقات مزدوجة (كإنشاء علاقة عاطفية مع المريض أو المريضة) فذلك أمر غير أخلاقي أبداً، كما يجب عليك كمرشد أن توضّح حدود العلاقة العلاجية لمريضك، وهذا يتطلّب منك التدرّب على كيفية وضع تلك الحدود.[٢]


الحفاظ على السريّة

يجب على المرشد النفسي فهم خصوصيّة المرضى والحفاظ على سريتهم، وأن يكون أهلاً للثقة، فالمرشد النفسي قد يستمع لخصوصيات لا يعرفها أحد عن المريض، وخصوصاً في الجلسة الأولية، والتي يجب عليه الحفاظ على سريّتها، كما عليه وضع حدود للأمور التي عليه معرفتها، والاقتصار على ما هو مهم للعلاج، وعدم التدخّل بالأمور الأخرى غير المهمة.[٥][٦]


المعاملة العادلة والحيادية للجميع

على المرشد النفسي أن يعامل جميع مرضاه بإنصاف وباحترام لإنسانيّتهم واحترام حقوقهم والحفاظ على كرامتهم دون المساس بها، وهذا يتطلّب منه أن يتعامل معهم بضميرٍ يقظ، والالتزام بتنفيذ المتطلّبات القانونية، والموازنة بينها وبين الالتزامات الأخلاقية.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "How to Become a Counseling Psychologist", www.psychology.org, 28/6/2021, Retrieved 11/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Skills Does a Therapist Need?", www.goodtherapy.org, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  3. "6 important qualities that a psychology student needs to have", www.sacap.edu.za, 3/4/2019, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "6 Critical Skills Every Counselor Should Cultivate", lesley.edu, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "How to Become a Counseling Psychologist", ucnedu.org, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Ethical Framework for Good Practice in Counselling & Psychotherapy (2010)", ethics.iit.edu, 21/12/2011, Retrieved 12/9/2021. Edited.