تُوصَف الشّخصيّة الاجتماعيّة بأنّها تلك الشخصيّة التي يستمتِع صاحِبها بالتواجُد قُرب الناس، والتّفاعُل معهم، وحُضور المُناسبات المُختلفة، ويُفضّل أنْ يبقى بصُحبة الآخرين على الاختلاء بنفسه، ويَتمتّعُ الشخصُ الاجتماعيّ بكاريزما وشخصيةٍ مميّزة تجعلُ الجميع يرغبون بتواجُده بينَهم، ويحبّون الاستماعَ إلى حديثهِ. كيفَ تعرِف ما إذا كنتَ شخصاً اجتماعيّاً أم لا؟ هذا ما سنتَطرّق إليه في هذا المقال، بالإضافة إلى نصائحٍ مفيدةٍ لتُصبح ذا شخصيّة اجتماعيّة.[١]


صِفات الشخصيّة الاجتماعيّة

  • يستَمتِع الأشخاصُ الاجتماعيون بكونِهم مِحور الاهتمام: هُم في الحقيقة يُضيفون روحاً ونَكهةً للمكان أو المناسبة، فتجِدهم يُلقون النّكات المُضحِكة، ويروون القِصص المُسليّة التي تَجذبُ اهتمام الآخرين، ولا تُوجد مشكلةٌ لدَيهم بالاهتمام المُوجّه إليهم من قبل الآخرين، بل يَستمتِعون بروايةِ أخبارهم ومشاركَتها مع الجميع. تلك هي مَنطقة الأمان بالنسبةِ إليهم، ومنها يشحَنون طاقتهم وتوهُّجهم.[٢]
  • يُحبّون الكلام: الأشخاصُ الاجتماعيون يجِدون راحَتهم بالإفشاء عن مَكنونات قُلوبهم، فهُم يُحبّون أن يُحدّثوا الآخرين بمشاعِرهم ومشاكِلهم وحتّى أدقّ تفاصِيل حَياتهم، ولا مُشكلة لديهم بالحديث مع أشخاصٍ غُرباءَ تماماً، فَعن طريقِ ذلك يكوّنون علاقات صداقةٍ كثيرة، ويكون لديهم الكثير من المَعارفِ في كُلّ مكانٍ يذهبون إليه، وعند التواجُد بقُربهم، ستشعُر بالرّاحة لمُشاركتهم الحديث، فهُم بارعون تماماً في إدارةِ الحوار، وهم أيضاً مُستمِعون جيّدون، ولديهِم معرفةٌ وثقافةٌ واسعة.[٣]
  • يَستمتعون بالمناسباتِ الاجتماعية: فهُم نادراً ما يفوّتون حفلةً أو عيدَ ميلادٍ أو أيّاً كانت المناسبة، فتجِدُهم يستمتعون بالاندماجِ مع المجموعة، وسُرعان ما يكوّنون شبكةَ معارفٍ وأصدقاء، ولا يخجَلون من فَتح أيّ حوارٍ مع أيّ شخص. وفي الحقيقة، فهُم يستَمدّون طاقَتهم من خلال تَفاعُلهم مع الآخرين وتواجُدهم مَعهم، فهم لا يُفضّلون قضاءَ وقتٍ كثيرٍ بمفردهم، بل قد يسبّب ذلك لهم الشعورَ بالعُزلةِ والاكتئاب.[٤]
  • أشخاصٌ مَرِنون ومُنفتِحون: الشخصُ الاجتماعيّ لديهِ مرونةٌ في التعاملِ مع المواقفِ والأشخاص، فلا مانِع لديه بتغيير خُطَطِه لتَتناسب مع الجميع. قد يكُون مُنشغلاً بأمرٍ ما، أو يُعاني من يومٍ سيءٍ في العمَل مثلاً، ولكن لَن يرفُض دعْوة صديقٍ لتناوُل فِنجان قهوةٍ أو القيام بنُزهة. وهو قادرٌ أيضاً على التكيُّف مع كُلّ الظُّروف وحلّ أيّ مشكلةٍ تواجِهه. ويجدُ الأشخاصُ غالباً أنّ الشخصَ الاجتماعي مُنفتحٌ وودودٌ، يسهُل التقرُّب منه، وذلك لأنّه لا يخجَل من التعبير عمّا يدوُر في رأسِه، ويُشارك مشاعِره بسهولةٍ مع الآخرين، أيّ أنّهُ يتصرّف على طبيعتهِ، وهذا ما يجعَله قريباً من الناس.[٥]
  • أشخاصٌ متفائلون وواثقون بأنفُسهم: فهم أشخاصٌ يُشعّون طاقةً وحيويةً يستمدّونها من التّفاعل مع النّاس، والتواصُل معهم، ومشاركَتهم أفكارهم التي غالباً ما تكونُ متفائلةً وإيجابية،كما ويتمتّعُ الأشخاص الاجتماعيون بثقةٍ عاليةٍ بالنفس، ينعكِس ذلك على طريقة تعاملهم مع المشكلات والتحديّات التي تواجههم، مما يجعلُهم أشخاصاً متفائلين وإيجابيين.[٦]
  • أشخاصٌ متعدّدو الاهتمامات: فهم دائمو البحث عن اهتماماتٍ وتجارب جديدةٍ تُثري لديهم شغفاً دائماً بتعلّم المزيد، فترى أنّ لديهم الكثير من الاهتمامات والأنشطة طَوال الوقت، وهذا يزيد من مهاراتهم الحياتية ويطوّرها، وهم على تواصلٍ دائمٍ مع الآخرين، يتبادلون معلوماتٍ جديدةٍ كلّ يومٍ، ممّا يجعلهم واسِعي الاطّلاع، والثقافة، والاهتمامات على الدوام.[٧]


كيف أصبح اجتماعياً؟

  • انسَ التجارُب الماضية: قد تكُون قد مرَرت بتجاربٍ سيّئةٍ من قبل في تكوين العلاقات في المدرسة أو الجامعة، وأصبَحت لديك فِكرة سَيّئة عن نفسك. ما يُهمّ الآن هو الوقتُ الحاضر، يجِب عليك أنْ تنسى أيّة تجارُب سابقة، وتبدأ بِدايةً جديدة إنْ كُنت ترغَب حقاً بامتلاك شخصية اجتماعية واثقةٍ من نفسها.[٨]
  • تأكّد من رغبتك الحقيقية في أن تُصبِح اجتماعيّاً: وهي رغبةٌ نابعةٌ من داخلك، وبكامل إرادتك، وليس بسببِ ضغطٍ من أحد ما أو رغبة والديك أو صديقك مثلاً. إذ إنّ وجود الرّغبة الحقيقيّة عاملٌ أساسيّ في أن تُصبح اجتماعيّاً. حسناً، الآن فكّر بالأسباب الحقيقةِ التي تدفعُك لأن ترغَب في أنْ تُصبح اجتماعياً، هل ترغُب حقاً بالخروج كثيراً، ومقابلة الآخرين، والتعرُّف على أصدقاء جُدد؟ هل تجد السّعادة بوجودك في المُناسبات الاجتماعية المختلفة؟ ماذا تُريد حقاً؟[٩]
  • تغلّب على أفكارك السّلبية وانتقادك لنفسك: يجبُ ألّا تسمَح للأفكار السلبية حول نفسك أنْ تُؤثّر عليك. حاوِل تجاهُلها واستبدالها بالأفكارالايجابية، فمثلاً: عندما تنظُر بالمرأة، خاطِب نفسَك بالعبارات الإيجابية مثل: "كم أنا شخصٌ مميّز، سيرْغبُ الجميع بالتعرّف إلى". إيّاك وانتقاد نفسِك أو تجريحها أو مقارنتها بالغير، فذلك يُضعف من ثقتك بنفسك، كما وتستطيعُ أيضاً أن تكتُب قائمةً بأهمّ مُميزاتك، وسِماتك، والنقاط الإيجابية في شخصيّتك، وأهمّ ما يجعلُك فخوراً بنفسك. [١٠]
  • افتح حواراً وكُن مستعدّاً له: فكّر بمواضيع ترغَب بإثرائها والحديثِ عنها مع الآخرين في المُناسبة القادمة، ستُوفّر عليك هذه الخُطوة الوقتَ للتفكيرِ بالجواب أو الحوار المُناسب معهم، وستجد أنّك تملِك ثقةً أكبر للبدء بفتح الحديث وسؤال الناس عن أحوالهم. هناكَ عدّة مواضيع تُناسب الجميع، مثلاً: كسؤالهم عن أفضل فيلمٍ شاهدوه مؤخّراً، أو عن أفضل مطعم بالمدينة أو عن رأيهم بآخر بلدٍ زاروه، أو حتى حَثّهم على التحَدُّث عن أنفُسِهم، فالجميع يُحبّون ذلك. [١١]
  • أحضر مناسبةً أو اجتماعاً متعلّقاً بالمواضيع التي تهمّك: إنْ كُنت شَغوفاً مثلاً بكرة القدم أو الطاولة أو معارض الكتب، والاكتشافات العلمية، وغيرها من المواضيع التي تهّمك، ابحث عن مناسباتٍ مهتمّة بها، والتي قد تتعرّفُ فيها إلى أشخاص يُشاركونك نفس الاهتمام. احرص على تذكُّر أسماء الأشخاص اللّذين يهمّونك، وصافِحهم بقوّة لتُعطي انطباعاً جيّداً عن نفسك، وقد تتبادلون أرقام هواتفكم أو البريد الإلكتروني أو حسابات مواقع التواصل الاجتماعيّ لتبقوا على اتّصال. [١٢]
  • تفاعَل مع الآخرين: ويبدأ ذلك برسم ابتسامة لطيفةٍ على وجهٍ بشوش، مما يُعطي إيحاءً بأنّك شخصٌ سعيدٌ وودود، وسَيرغَب الجميعُ بالتعرّف عليك. عليك الانتباهُ أيضاً للغة الجسد، فمثلاً عليك الحِرص على أنْ تُبقيَ تواصُلاً بصرياً مع الآخرين والنظر إليهم مباشرةً بدلاً من النظر للأرض أو تكتيف اليدين، مع تلويحٍ باليد من حين لآخر. إيّاك والانشغال بهاتفك أو العُبوس والجلوس مُنزوياً، لأنّ ذلك قد يُعطي انطباعاً أنّك شخصٌ انطوائيّ، ولا ترغَب بالتعرّف على الآخرين. [١٣]
  • وسِّع دائرتك الاجتماعية: كُن أنت المُبادر وتواصَل مع أصدقائك ومعارِفك، ولا تنتَظر منهم أن يدعوك لمناسبةٍ ما؛ يُمكنُك مثلاً دَعوتهم لتناوُل العشاء في منزلك، أو مشاهدة فيلم أو مباراة. وفي المُقابل، اقبل دَعوتهم للخروج والقيام بالأنشطة المُختلفة، سيُتيح ذلك لك مُقابلة أُناس جُدد والتعرّف إليهم، وقد تكوّنون علاقات صداقةٍ رائعة، وتوّسع من دائرتك الاجتماعيّة، وتُصبِح شخصاً اجتماعياً محبوباً. [١٤]


المراجع

  1. فريق فُرصة (1/2020)، "تعرف على الشخصية الاجتماعية وأهم سماتها"، فُرصة، اطّلع عليه بتاريخ 5/2/2021. بتصرّف.
  2. Chloe Parpworth-Reynolds, " 13PERSONALITY TRAITS OF AN EXTROVERT", subconsciousservant, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  3. Kendra Cherry (19/8/2019), "5 Personality Traits of Extroverts", verywellmind, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  4. Kimberly Holland (30/7/2018), "Are You an Extrovert? Here’s How to Tell", healthline, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  5. Kimberly Holland (30/7/2018), "Are You an Extrovert? Here’s How to Tell", healthline, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  6. Chloe Parpworth-Reynolds, "13 PERSONALITY TRAITS OF AN EXTROVERT", subconsciousservant, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  7. فريق فُرصة (1/2020)، "تعرّف على الشخصية الاجتماعية وأهم سماتها"، فُرصة، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف.
  8. VANESSA VAN EDWARDSl, "How to Be More Social in 10 Steps", scienceofpeople, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  9. Cindy Lamothe (15/7/2019), "10 Tips for Being More Social on Your Own Terms", healthline, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  10. Paul Chernyak (28/3/2019), "How to Become a More Social Person", Wikihow, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  11. Cindy Lamothe (15/7/2019), "10 Tips for Being More Social on Your Own Terms", healthline, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  12. Dustin Wax, "Get Out More: 6 Ways to Be More Social", lifehack, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  13. Paul Chernyak (28/3/2019), "How to Become a More Social Person", Wikihow, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  14. Paul Chernyak (28/3/2019), "How to Become a More Social Person", Wikihow, Retrieved 7/2/2021. Edited.