يعرَّف التنمّر على أنّه إساءة استخدام السُّلطة بشكلٍ مُتعمَّد ومستمر، بحيث يقوم شخص ذو سلطة أو قوة بالتسبب بضررٍ جسديٍّ، أو اجتماعي، أو نفسي لشخصٍ آخر لا يكون قادراً عن الدفاع عن نفسه، وذلك من خلال إيذائه بالسلوك اللفظي، أو الجسدي، أو الاجتماعي المتكرر، ويمكن أن يحدث التنمّر لأي شخص في أيّ عمر، أي أنّه لا يقتصر على الأطفال، كما يمكن أن يتكرر لنفس الشخص، ويمكن اعتبار أنّ التغلب على التنمّر يعدّ من المشاكل المجتمعية المنتشرة،[١] لكن من الضروري بذل الجهود للتغلّب عليه والقضاء عليه تماماً، وسيعرض المقال بعض الطرق المفيدة.


طرق التغلّب على ظاهرة التنمّر

للتنمّر آثار سلبية عديدة تنعكس على الشخص المُتنمَّر عليه، فيمكن أن يشعر بالوحدة، والخوف، وعدم القيمة، كما يمكن أن يصاب البعض بالقلق الاجتماعي، أو الاكتئاب كنتيجة مباشرة له،[٢] لذا لا بدّ من إيجاد طرق تساهم في التغلّب على التنمر، ومنها ما يلي:


البدء من المنزل

لعلاج ظاهرة التنمّر يجب البدء من المنزل، وعلى الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في حماية أطفالهم من التنمر، من خلال التأكّد من أنّ أطفالهم لديهم الوعي حول مفهوم التنمّر، وكيفية التصرّف الصحيح في حال التعرّض له، وذلك من خلال إجراء محادثات مع الأطفال والتأكّد من سلامة حياتهم الاجتماعية سواءً في المدرسة أو خارجها، فيمكن للآباء طرح أسئلة تحتاج لإجابات مفتوحة ومناقشة أطفالهم، مثل؛ ماذا فعلت اليوم في المدرسة؟ مع من لعبت اليوم؟... ومن جهةٍ أخرى على الآباء غرس العادات الصحية في عقول أطفالهم، وتعليمهم أنّ ضرب الأطفال الآخرين أو الإساءة لهم بأيّ شكل؛ كإلقاء نكات مؤذية عليهم، أو نشر الشائعات حولهم، يعدّ أمراً مرفوضاً وغير مقبول أبداً.[٣]


فهم التنمّر ونشر الوعي حوله

يجب نشر الوعي حول ظاهرة التنمر، فهو سلوك مُكتسب، أيّ أنّ الشخص المتنمِّر اكتسبه وتعلّمه بعد التعرّض لمواقف معينة صعبة وصادمة، كأن يكون تعلّمه من سوء معاملة والديه له وتعرّضه للضرب المبرح منهم أو من غيرهم، أو بسبب تعرّضه لإيذاء نفسي أو تخويف من شخص ما، أو بسبب انعدام الأمن، إذ إنّ المشكلة لا تكون في الشخص المتنمَّر عليه، ففهم تلك الأسباب تمكّن المختص من فهم المتنمِّرين ومساعدتهم على التخلّص من سلوكياتهم السلبية.[٢]


الوقوف في وجه المتنمِّر

التنمّر ظاهرة غير مقبولة اجتماعياً، والسلوكيات الصادرة عن المتنمّرين غير مقبولة أبداً، لذا على كلّ شخص تعرّض للتنمُّر أن لا يلعب دور الضحية، ولا يُلقي باللوم على نفسه، ويخضع لمخاوفه، بل عليه أن يقف في وجه المتنمّر، ويُقاوم مخاوفه ويخبره بأنّ سلوكاته الصادرة منه مرفوضة تماماً، ولن يتم السكوت عنها، وذلك بنبرة واثقة، وبالنظر مباشرة في عينيه، فذلك سيمنع المتنمّر من تكرار سلوكياته تجاهه وتجاه غيره.[٤][٥]


طرق للقضاء على ظاهرة التنمّر في المدارس

للمدرسة دور أساسيّ في القضاء على ظاهرة التنمّر، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن للمدارس اتّباعها للقضاء على التنمّر:


بناء مناخ مدرسي إيجابي

إنّ المناخ المدرسيّ السلبيّ يزيد من معدلات التنمّر لدى الطلاب، كما يعزز من عدوانيتهم والإيذاء والشعور بعدم الأمان، لذا من المهم توفير جو مريح للطلاب في المدارس، بحيث يساعد في تنمية الصحة النفسية لهم، وتعزيز سلوكات صحية لديهم، وهذا دور المدير والمعلمين، فيمكنهم مثلاً إلقاء التحية بود على طلابهم يومياً، والتعامل معهم بلطف، وحل مشاكلهم التي يواجهونها على نحو سليم، وغيرها من التصرّفات التي تدعم الصحة النفسية للطلاب، وتُشعرهم بالأمان، هذا فضلاً عن أنّ ممارسة تلك السلوكات تجعل الطلاب يقلّدونها ويكتسبونها مع الوقت.[٦]


التعامل مع قضايا التنمّر بجديّة

على المعلمين أن يتعاملوا مع سلوكات الطلاب العدوانية بجديّة، وعدم تجاهلها أبداً، إذ عليهم معاقبة الطلاب المتنمرين، حتى لا يُكرروا تصرّفاتهم، وتقديم الدعم النفسي للطلاب الذين تعرضوا للتنمّر، لكنّ ذلك يتطلّب أن يكون المعلمون أنفسهم قادرين على التعامل مع تلك القضايا بالصورة السليمة، لذا لا بدّ من الإدارة أن تثير هذه القضية في الاجتماعات وتوجّه المعلمين للطرق المناسبة في التعامل مع مثل تلك القضايا.[٦]


تنمية شخصيات الأطفال في المدارس من خلال المناهج

يحتاج التغلّب على ظاهرة التنمّر والقضاء عليها نهائياً إلى وقت طويل، لذا يمكن أن تكون المناهج الدراسية طريقة مناسبة للتغلّب على التنمّر، من خلال الاهتمام بتنمية شخصية الأطفال منذ الصغر، من خلال تنمية مهارات وسلوكات مرغوب بها، وتعليم الأطفال التمييز بين السلوكات السلبية وتجنّبها، والسلوكات الإيجابية والتمسّك بها، وكيفية التصرّف الصحيح في حال تعرّضوا للتنمّر، ومساعدتهم على تطوير سمات اللطف والتعاطف والتعاون، كما يمكن استخدام طرق تدريسية كتمثيل الأدوار في شرح مفهوم التنمّر وكيفية التصرّف الصحيح، بحيث يتناوب الطلاب في أخذ دور المتنمِّر مرة، ودور المتنمَّر عليه مرة أخرى لتوضيح ما يعنيه إيذاء الآخرين والأثر الذي يتركه عليه.[٧]


إشراك الوالدين

يجب التواصل المستمر مع أولياء الأمور، ومناقشة سلوكات أطفالهم معهم، سواءً أكان أطفالهم يُصدرون سلوكات سيئة، أو كان أطفالهم يتعرّضون للتنمّر، وذلك بهدف إيجاد حلول لكلٍّ من الطرفين، ومن الجيد بقاء الأهل على اتصال مع المعلمين ومتابعة درجات أطفالهم ومعرفة أصدقائهم، وسلوكاتهم، وذلك بصورة مستمرة، والتأكّد من سلامة تصرفاتهم والتدخّل عند الحاجة، أو عند ملاحظة تغييرات على أطفالهم.[٨]

المراجع

  1. "Definition of bullying", www.ncab.org.au, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "TOP 10 TIPS FOR OVERCOMING BULLYING", www.ditchthelabel.org, 1/6/2021, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  3. Sherri Gordon (25/8/2020), "10 Ways to Prevent School Bullying", www.verywellfamily.com, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  4. Alexandra Yeboah, "10 Ways To Overcome Bullying In Your Mind", www.messagemagazine.com, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  5. "How to Overcome Bullying", www.instructables.com, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب DIANA DIVECHA (29/10/2019), "What Are the Best Ways to Prevent Bullying in Schools?", greatergood.berkeley.edu, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  7. Katie Yahnke (29/7/2019), "11 Strategies to Eliminate Bullying in K-12 Schools", i-sight.com, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  8. "10 Ways to Help Reduce Bullying in Schools", www.crisisprevention.com, 11/6/2015, Retrieved 10/9/2021. Edited.