أفضل الطرق للحد من التنمر المدرسي

يشير التنمّر إلى سلوك عدوانيّ وغير مرغوب به، ينطوي على إيذاء شخص ما جسديًاّ أو نفسيّاً، وذلك إمّا باستخدام العنف الجسديّ، أو الكلمات المنطوقة، أو قد يتم التنمّر عبر الإنترنت من خلال الوسائل الإلكترونية كالهاتف، ويؤدي إلى آثار نفسية وجسدية سيئة على الشخص، كالتسبّب له بالتعاسة والأذى النفسي والجسدي، وقد يزول ذلك الأثر أو قد يستمر لفترة طويلة من عمره، لذا من المهم البحث عن طرق للحد من التنمر،^[١] وسيتم عرض أبرز تلك الطرق ضمن المقال.

أفضل الطرق من الحد من التنمّر المدرسي

فيما يلي أفضل الطرق التي يمكن اتّباعها للحد من التنمّر المدرسي:

ابدأ من المنزل

يعدّ الأبوان من أهم العوامل المساعدة التي تساعد من الحد من التنمّر، وذلك من خلال إجراء محادثات مع الطفل بشكلٍ يوميّ، من أجل التأكّد من إدراكه لمفهوم التنمّر وماهيته وتأثيره على الآخرين، أو السلوكات الدالّة عليه، حيث يتحدّث الوالدان مع طفلهما عن حياته الاجتماعية سواءً في المنزل أو المدرسة والتأكّد أنّه لا يتعرّض للتنمّر، أو أنّه لا يمارس التنمّر على أحد.^[٢]

غرس العادات الصحيّة

من المهم الاهتمام بالجانب العقلي للطفل بغرس أفكارٍ صحيحة ومناهضة للتنمّر لديه، فيجب الحرص على تعليم الأطفال التفكير السليم، وتجنّب السخرية من الآخرين، أو إلقاء نكات مؤذية عنهم، أو نشر الشائعات، إضافةً لتعليمهم تجنّب اللّجوء للسلوكات العنيفة؛ كضرب الأطفال، أو مضايقتهم بأيّ شكل من الأشكال، أو حتى تجنّب دفعهم.^[٢]

تعليم اللطّف والتعاطف في المدارس

يجب أن تركّز المدارس على تنمية الجانب الاجتماعي والعاطفي لدى الطلاب وتعزيزه منذ المراحل المبكرة، وذلك بتوفير فرص للتعلم التعاوني معاً، وحل المشاكل التي يتعرّضون لها معاً، ومساعدتهم على فهم أنفسهم وتقديرها وفهم من حولهم وتقديرهم، وتعليمهم مهارتي اللطف والتعاطف مع الآخرين وذلك من خلال أن يضعوا أنفسهم مكان الأشخاص الآخرين، ليستطيعوا فهمهم بشكلٍ صحيح، والتعامل معهم بلطف ورحمة، وتضمين تلك المهارات بالمناهج الدراسية، فذلك يساعدهم على تقدير الآخرين والتعاطف معهم بدلاً من التنمّر عليهم.^[٣]

الاستعانة بالفنون للحد من التنمّر

يمكن أن تساهم الفنون في الحد من التنمّر من خلال إتاحة الفرصة للطلاب برؤية المواقف من وجهات نظر مختلفة، إضافةٍ لفهم التأثير السلبي للتنمّر على الآخرين، لذا يمكن للمعلمين أن يستفيدوا من أشكال الفنون المختلفة كالدراما، أو الأدب لإنشاء محادثات أو تأليف قصص ومسرحيات مثلاً، تشير إلى التنمّر وآثاره السيئة على الآخرين، دون الإساءة لأحد، وإثارة القضايا المتعلّقة بالتنمّر التي ذكرت بالقصة أو المسرحية، ومناقشتها مع الطلاب بجوٍّ آمنٍ بحيث يستطيع الطلاب طرح أفكارهم دون خوف، والتعرّف إليها من قِبل المعلم وتصحيح الخاطئ منها.^[٣]

إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الأطفال والوالدين من جهة وبين الوالدين والمدرسة من جهة أخرى

استمع إلى أبنائك وتعرّف على أصدقائهم، وساعدهم على تكوين صداقات حسنة وداعمة، بحيث يساعدوه في مواجهة المتنمّر لو تعرّض له، واجعلهم يتحدّثون عن مخاوفهم، وقدّم لهم الدعم والمشورة في كيفية مواجهة المتنمّرين، وشجعهم على التحدّث معه أو مع شخص بالغ في حال تعرّض للتنمّر،^[٤] واحرص على التواصل مع المدرسة، والتأكّد من أنّ المدرسة توفّر بيئة صحية وداعمة للطفل، ومن أنها قادرة على اتّخاذ خطوات صحيحة لمنع التنمّر.^[٥]

طرق أخرى للحد من التنمّر تتعلّق بالشخص نفسه

فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يتّبعها الشخص نفسه بحيث تساعده على منع التنمّر عليه:

تجنّب التفاعل مع المتنمرين

تجنّب الاختلاط بالمتنمرين قدر المستطاع، أو التعامل معهم، خاصة إذا كنت خائفاً منهم، ولا تمنحهم أيّ فرصة للتنمّر، فمثلاً قد تضطر لأن تسلك طريقاً آخر من أجل تجنّب المتنمّر، لكن أدرك أنّ ذلك لا يعني أن تختبئ منه أو أن تتغيّب عن المدرسة لعدم الاختلاط به، فقط حاول تجنّب التصادم معه أو التفاعل معه مباشرةً.^[٦][٧]

كُن واثقاً بنفسك وارضَ عنها

عليك أن تكون واثقاً من نفسك دائماً وراضٍ عنها، فالمتنمّر يفقد قوّته إذا شعر أنّك غير خائف منه وأنّ تهديداته لم تخفك، فلا تخشى من مواجهته، ويوجد العديد من الممارسات التي يمكنك فعلها لتزيد من ثقتك بنفسك ورضاك عنها، كممارسة الرياضة لتصبح أكثر لياقة وشجاعة، وتناول الغذاء الصحيّ للحفاظ على جسم قويّ، وغيرها من الممارسات التي تشعرك بالرضا عن نفسك وتزيد من ثقتك بالوقوف بوجه المتنمر.^[٦][٨]

احترم ذاتك واجعل المتنمرين يشعرون بذلك

يعدّ احترام الذات أمراً رئيسياً يساعد في الحد من التنمّر، فالمتنمرين يمتنعون على التنمّر على الشخص الذي يحترم ذاته والواثق من نفسه، والذي يُظهر أنّه قادر بما فيه الكفاية، فذلك يجعل المتنمرين يتجنّبونه كونهم يرون أنّه هدف غير سهل لهم.^[٩]

طوّر من قوّتك الجسدية

يمكنك أخذ بعض الدروس في فنون القتال من أجل تقوية جسمك؛ كأخذ دورة كاراتيه، أو التايكوندو، أو الكونغ فو، أو غيرها من فنون القتال، فذلك يزيد من ثقتك بنفسك ويقوّي لياقتك البدنية من جهة، ومن جهةٍ أخرى يكسبك مهارات قتالية تؤهلّك للدفاع عن نفسك عند الحاجة، كما أنّ شعور المتنمرين بأنّك أقوى منهم يجعلهم يتجنّبون التنمّر عليك، فهم يتنمّرون على من هم أضعف منهم في العادة.^[١٠]